"الأمير الطويل" سلطان بن عبد العزيز"يعمل بشكل حازم"

Read this story in English W460

توفي ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز اليوم السبت بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز السادسة والثمانين.

وكان قد تولى وزارة الدفاع قرابة خمسة عقود اندلعت خلالها أكثر من حرب مدمرة في الجوار المضطرب ما دفعه الى العمل على تطوير القدرات العسكرية للمملكة التي تتخذ منهجا محافظا في خياراتها السياسية.

وأصبح ولياً للعهد عندما تبوأ العاهل الحالي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأخ غير الشقيق، سدة العرش في اب 2005 ، وأشرف كوزير للدفاع ومفتش عام، على تعزيز القوات المسلحة والخطوط الجوية المدنية كذلك.

وكان الملك الراحل فهد بن عبد العزيز عين الأمير سلطان نائباً ثانياً لرئيس الوزراء العام 1982 بعد عشرين عاماً على تعيينه وزيراً للدفاع ابان عهد الملك الراحل سعود بن عبد العزيز.

وقد عانى الأمير من أمراض عدة منذ 2004 وتنقل بين سويسرا والولايات لتلقي العلاج، وأفادت أوساط دبلوماسية أنه كان مصاباً بالسرطان. لكن لم يعلن ابداً عن طبيعة مرضه بشكل رسمي.

ومنذ تشرين الثاني 2008، وأمضى الأمير وقته متنقلاً بين الولايات المتحدة لتلقي العلاج والمغرب لقضاء فترة النقاهة. ثم عاد الى البلاد في تشرين الثاني 2010 قبل أن يغادر الملك عبدالله بدوره الى الولايات المتحدة حيث امضى ثلاثة اشهر لتلقي العلاج ايضاً.

وتثير الأوضاع الصحية الحساسة للملك وكبار أعضاء العائلة الحاكمة تساؤلات حول الوراثة في المملكة التي تلعب دوراً مهماً في الشرق الأوسط فضلاً عن أنها أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم..

وكان الملك عبد الله قد أمر بتعيين وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس الوزراء في اذار 2009 تلافياً لفراغ محتمل في المناصب العليا، وضمان الوراثة بشكل تسلسلي.

ولعب الأمير سلطان دوراً كبيراً في توطيد سلطة العائلة الحاكمة طوال خمسة عقود أو أكثر وخصوصاً كوزير للدفاع، وذلك رغم ما أثير في الاعلام الخارجي من معلومات تتعلق بصفقات السلاح، والتي أشارت اليه وسائل الاعلام الغربية لدى تطرقها الى صفقات الأسلحة بواسطة رجل الأعمال عدنان الخاشقجي في السبعينات، ونجله الأمير بندر خلال الثمانينات مع توقيع عقد "اليمامة" الضخم مع بريطانيا وقيمته عشرات مليارات الدولارات.

وكان تعاونه عاملاً حاسماً في حملة عاصفة الصحراء التي أخرجت قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من الكويت في شباط 1991 رغم معارضته في أول الأمر شن القوات الأميركية الحرب انطلاقاً من أراضي المملكة.

كما أعرب عن معارضته لمشاركة القوة الاميركية المتمركزة في قاعدة الأمير سلطان جنوب الرياض في حرب العراق ربيع العام 2003.

وأشرف على معركة الحرم المكي حيث تحصن جهيمان العتيبي ومئات المسلحين في كانون الاول 1979.

وللأمير سلطان ستة أشقاء من الأميرة حصة السديري ابرزهم الملك فهد ووزير الداخلية الأمير نايف وحاكم الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز.

وأول منصب تولاه كان حاكم الرياض العام 1947 قبل تعيينه طوال عقد من الزمن وزيراً للزراعة ومن ثم للمواصلات.

ويصف روبرت لايسي مؤلف كتاب "المملكة" الأمير سلطان الطويل القامة بأنه "يعمل بشكل حازم".

وقد تزوج سلطان بن عيد العزيز سبع نساء أنجب منهن 37 ولداً يتولى بعضهم مسؤوليات ادارية مهمة في المملكة، بحسب ما تذكره مواقع الكترونية ومصادر بيوغرافية.

ونجله البكر الأمير خالد بن سلطان مساعد لوزير الدفاع حيث يتولى المهام اليومية منذ سنوات عدة، كما أنه ناشر صحيفة "الحياة" العربية الصادرة في لندن منذ العام 1988.

أما الامير بندر بن سلطان، فقد أشرف على العلاقة مع الولايات المتحدة قرابة 22 عاماً، مقيماً علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين وخصوصاً عائلة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وقام الأمير سلطان بتأسيس ودعم الكثير من الهيئات الاجتماعية والطبية التي تقدم خدمات مجانية ومساعدات في هذا المجال.

التعليقات 0