مشاركة ضعيفة وانتقادات دولية لاقتراع يجري في اجواء توتر في بوروندي

Read this story in English W460

يبدو ان الرئيس البوروندي بيار نكورونزيزا في طريقه لولاية رئاسية ثالثة بعد الانتخابات الرئاسية التي تجري الثلاثاء وسط انتقادات دولية، بمشاركة ضعيفة وتتخللها اعمال عنف في فوز سيكون مثقلا بالتهديدات لمستقبل هذا البلد الصغير الواقع في منطقة البحيرات الكبرى وشهد في الماضي حربا اهلية.

وقالت الولايات المتحدة الثلاثاء ان الاقتراع الرئاسي في بوروندي "لم يتسم بالصدقية" وعبرت عن مزيد من التشكيك في الحكومة التي نظمت الانتخابات في اجواء متوترة جدا.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي في بيان ان "الولايات المتحدة تحذر من ان الانتخابات التي تجرى في الظروف السائدة حاليا في بوروندي لا تتمتع بالمصداقية وستزيد من تراجع صورة الحكومة".

وقبل ذلك، عبر وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز الذي تعد بلاده شريكا مهما لبوروندي عن "اسفه" لتنظيم هذه الانتخابات وذكر بان بلجيكا "ستعيد النظر في تعاونها" مع مستعمرتها السابقة هذه.

وقبيل بدء الانتخابات، قتل شخصان ليل الاثنين الثلاثاء في بوجمبورا حيث سمع دوي انفجارات واطلاق نار طوال الليل.

وذكر مسؤول في الشرطة طلب عدم الكشف عن هويته ان شرطيا قد قتل خلال الليل من جراء انفجار قنبلة في حي موتاكورا (شمال) فيما قتل مدني بالرصاص في نياكابيغا (شرق) في ظروف غامضة، كما قال شهود.

وقال مسؤول في الحركة من اجل التضامن والتنمية وهي حزب معارض، المدني هو ديو نشيميريمانا العضو في هذا الحزب في اقليم جيتيغا (وسط) وكان قد غادر المنطقة بعدما تلقى تهديدات.

  وسمع دوي انفجار واطلاق نار صباح الثلاثاء قبيل فتح مراكز الاقتراع في حي موساغا (جنوب بوجمبورا)، بحسب صحافي لوكالة فرانس برس وعدد من السكان. وندد ويلي نياميتوي، كبير المستشارين الاعلاميين للرئيس نكورونزيزا ب "اعمال ارهابية" تهدف الى "ترهيب الناخبين".

وتوجه الرئيس البوروندي الى مركز للاقتراع في قريته بويي صباح اليوم للادلاء بصوته، كما ذكر مصور لوكالة فرانس برس. وقد وصل على متن دراجة هوائية وهو يرتدي بزة رياضية زرقاء تحمل شعار فريقه المفضل لكرة القدم.

ودعي حوالى 3,8 ملايين يوروندي للتصويت في الانتخابات. لكن المشاركة في بوجمبورا وغيرها تبدو ضئيلة.

وقال مسؤول في اللجنة الانتخابية الاقليمية المستقلة في جيتيغا (وسط) المنطقة المؤيدة لنكورونزيزا "من الواضح ان المشاركة اقل مما كانت عليه في الانتخابات التشريعية لكن نأمل ان يصل الناس في وقت لاحق".

 وفي العاصمة تبدو المشاركة ضعيفة جدا ايضا خصوصا في حي موساغا حيث كان الناخبون يمرون امام مراكز الاقتراع بدون التوقف او دخولها.

وقال احد السكان "لن اصوت. لا اقبل بهذه الانتخابات ولن اقبل بولاية ثالثة". وفي مدرسة سان اتيان في وسط العاصمة، يتوجه بعض الناخبين لدى خروجهم من وراء العازل الى سبيل ماء لمحو اثار الحبر عن اصابعهم حتى يتجنبوا انتقام الذين يقاطعون الانتخابات.

وقال ناخب بوروندي "نمحو الحبر لان الناس لا يريدون ان ندلي بأصواتنا".

واكدت ناخبة في حي غيوشا شمال شرق العاصمة "لا اريد ان اعود الى الحي الذي اقيم فيه مع الحبر على اصبعي".

وتقاطع المعارضة الانتخابات لانها تنكر على نكورونزيزي الحق في الترشح الى ولاية جديدة بعد انتخابه في 2005 و2010 وتنتقد هذه "الانتخابات المهزلة" التي لم تنجح مطالبتها بارجائها.

وقبل ساعات على فتح مراكز الاقتراع، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السلطات البوروندية الى "القيام بكل ما بوسعها عمله من اجل فرض الامن واجراء الانتخابات الرئاسية بشكل سلمي".

ودعا بان "جميع الاطراف الى الامتناع عن القيام باي نوع من اعمال العنف التي يمكن ان تزعزع استقرار بوروندي والمنطقة".

واغرق ترشح الرئيس نكورونزيزا للانتخابات منذ نهاية نيسان البلاد في ازمة سياسية خطيرة تخللتها اعمال عنف اسفرت عن سقوط اكثر من ثمانين قتيلا.

وبعد الفوز الواسع للحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية والبلدية التي جرت في 29 حزيران وقاطعتها المعارضة، فرغت الانتخابات الرئاسية من كل رهان ايضا. فلا شك في فوز نكورونزيزا لانه لا يواجه سوى اربعة مرشحين جاؤوا من تشكيلات معروفة بتحالفها مع السلطة.

ولم يسحب المعارض الرئيسي له اغاتون رواسا رسميا ترشحه لكنه يقول انه لم يقم بحملة ويعترض مسبقا على شرعية الانتخابات طالبا تأجيلها. كما يرى انه لا يحق لنكورونزيزا الترشح.

اما المرشحون الثلاثة الآخرون الذين تسجلوا فهم جان ميناني رئيس الحزب المعارض فروديبو ورئيسا الدولة السابقان دوميسيان ندازيزيي وسيلفستر نتيبانتوغانيا وجميعهم يعترضون على ترشح الرئيس لولاية ثالثة.

وقد اعلن جميع هؤلاء المرشحين انسحابهم من السابق معتبرين ان "المناخ السياسي والامني الذي تنظم فيه الانتخابات لا يضمن طابعا تعدديا وشاملا وحرا وشفافا للانتخابات".

وقال تييري فيركولون من مجموعة الازمات الدولية "على رغم التعددية الظاهرة، انها انتخابات تجرى بمرشح واحد ويعرف البورونديون نتيجتها مسبقا".

وقد تعرضت التظاهرات الممنوعة لقمع عنيف منذ نهاية نيسان واحيانا بالرصاص الحي، وارغمت  وسائل الاعلام الخاصة على الصمت، ويختبىء الصحافيون والمعارضون او يذهبون الى المنفى، يفرض عناصر الحزب الحاكم الذين تصفهم الامم المتحدة بأنهم "ميليشيا" اجواء الترهيب الشاملة.

ويرى كثير من المراقبين ان من المؤكد فوز نكورونزيزا بولاية ثالثة الثلاثاء، لكن اليوم التالي للانتصار قد يكون معقدا، من خلال بوروندي منقسمة ومعزولة على الصعيد الدولي ومحرومة من مساعدة خارجية فيما تصنف بين البلدان العشرة الاقل تطورا في العالم.

التعليقات 0