"المواقف المتصلبة" تمنع ايجاد مخرج للحكومة رغم المساعي الدولية الداعمة لها

رغم كل الجهود الداخلية التي تبذل من أجل ايجاد مخرج للوضع الحكومي الراهن الذي يواجه استحقاقات كبيرة، اصطدمت المساعي "بجدار من المواقف المتصلبة" التي لم تنتج حلا في أي ملف من الملفات المطروحة، فيما تتحرك دول عدة لدعم حكومة لبنان.

وقالت مصادر سلام لصحيفة "الجمهورية" إن "كل ما بذل من جهود حتى أمس الثلاثاء قد اصطدَم بجدارٍ من المواقف المتصلّبة التي لم تنتِج حلّاً أو مخرجاً لأيّ ملف من الملفات المطروحة أمام الحكومة، لا على مستوى النهاية المطلوبة لملفّ النفايات، ولا على مستوى آليّة العمل الحكومي".

وأبدَت هذه المصادر قلقَها مِن "استمرار إقفال الطرُق المؤدّية إلى المخارج والحلول السياسية لقضية النفايات"، لافتة الى أن "مواقف البعض دلّت إلى مزاريب الهدرِ المالي المفتوحة في قنوات شتّى طوال السنوات الماضية وحتى الآن".

وعزَت المصادر عينها أسبابَ القلق إلى أنّ استمرار الاهتمام بملفّ النفايات من دون معالجته سيقفِل الطريقَ مرّة أخرى أمام جلسة غد الخميس التي تهدّدها الطروحات المتناقضة.

وأرجأ رئيس الحكومة تمام سلام الثلاثاء جلسة مجلس الوزراء الى الخميس افساحا للمجال لمزيد من الاتصالات والمشاورات.

ويتلقى سلام دعما عربيا ودوليا في آن، فبالاضافة الى الدعم السعودي الذي تجسد بزيارة السفير علي عواض العسيري أمس الثلاثاء، تلقى رئيس الحكومة دعماً أميركياً عبر السفير ديفيد هيل، وكذلك من الأمين العام لجامعة الدوَل العربية نبيل العربي ومسؤولين دوليّين آخرين.

وكانت المنسّقة الخاصة للأمم المتّحدة في لبنان سيغريد كاغ التي زارت السراي الحكومي أمس الاوّل نَقلت الى سلام تمنّي الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون عليه أن يستمرّ في تحَمّل المسؤولية. بحسب "الجمهورية".

وقالت مصادر سياسية إنّ كلّ هذه الاتصالات والأجواء الأخيرة دفعَت سلام إلى أن يضعَ جانباً فكرة استقالته.

وتردد في الاونة الاخيرة أن رئيس الحكومة قد يلجأ الى خيار الاستقالة ما إذا استمر التعطيل الحكومي.

وفي إطار المساعي المبذولة، أفادت مصادر حكومية لصحيفة "المستقبل" الأربعاء عن "تحرك مصري حثيث" حصل منذ ثلاثة أيام بعد بيان الخارجية المصرية الذي أبدى دعم القاهرة لاستقرار الحكومة اللبنانية.

واوضحت أنّ "السفير المصري في بيروت محمد بدر الدين زايد تحرّك باتجاه كافة الأطراف المكوّنة للحكومة من أجل تبريد الأجواء والحثّ على الحفاظ على الحكومة".

وفي هذا الإطار، أكد مصدر ديبلوماسي مصري رفيع للصحيفة عينها أنّ "الديبلوماسية المصرية قامت وتقوم باتصالات مع كل الأطراف اللبنانية من دون استثناء نظراً لكون مصر لديها علاقات متوازنة مع جميع الأفرقاء ويهمّها استقرار لبنان وحكومته".

وأكد ان هدف تحرك مصرهو "الحفاظ على تماسك الحكومة وعلى مصالح اللبنانيين"، مضيفا "هدفنا الأساس هو استقرار لبنان وعدم انزلاقه إلى أي مشكلة".

اما فرنسا فتعمل بدورها على ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان، إذ علمت صحيفة "الجمهورية" أنّ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يحمل معه إلى طهران ملف الرئاسية.

وسيؤكّد للمسؤولين الإيرانيين وفقا للصحيفة أنّ معيار التجاوب الإيراني مع فرنسا هو المساعدة على تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية.

م.ن.