"14 آذار": لبنان يتعرض لمحاولة انقلاب شرسة والحكم على مسقبل اللبنانيين بالإعدام
Read this story in Englishاعتبرت قوى "14 آذار" أن "لبنان يتعرض في هذه الأوقات إلى محاولة إنقلابية شرسة لا يخفى عليكم أنّ هدَفها هو إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إلى ما قبل إنتفاضة الإستقلال في "14 آذار" 2005، والحكم على مستقبلكم بالإعدام".
ولفت عضو الأمانة العامة في "14 آذار" فارس سعيد إلى أن "حزب الله" كشف ذلك المشروع الإنقلابي بنفسه، إذ أعلن رفضه للوقائع والمعادلات السياسية والوطنية والشعبية وعَزمه على تغييرها، وتلاه في إسقاط القناع، وجهٌ أصفر برتبة ضابط من رموز النظام الأمني البائد، وتابع الدعوة في هذا الإتجاه النائب ميشال عون، محرضاً المواطنين على التمرّد والعصيان".
وأشار سعيد إلى أن "نواجه اليوم مرحلةً بالغة الخطورة، والحفاظ على لبنان واستقلاله الثاني وسلمه الأهلي واستقراره ومؤسساته الدستورية الشرعية مسؤوليتُنا جميعاً، مسؤوليتكم أنتم، تماماً كما كانت الإنجازات المستهدفة بالتهديد إنجازاتكم أنتم، وأمام السلاح الذي يهددونا به، سلاحنا الدائم أنتم اللبنانيين بكل شرائحكم وطاقاتكم، بعقولكم وعرقكم ونضالكم أنّى كنتم في لبنان والإنتشار".
وأضاف "يعلم الجميع ان قوى انتفاضة الاستقلال قد اتخذت قراراً واضحاً بطي صفحة الماضي الاليم مع سوريا بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005، ولذا دعمت قوى "14 آذار" والرأي العام الاستقلالي زيارة الرئيس فؤاد السنيورة الى سوريا في العام 2005، ثم زيارة رئيس الجمهورية صيف 2008 وزيارة الرئيس سعد الحريري بعد انتخابات 2009.
وأوضح سعيد أن "الجهود الاستثنائية التي بذلت في هذا السبيل جرى ويجري تعطيلها بشكل منهجي من قِبل جماعات وقوى سياسية تدّعي التحالف مع سوريا إلى حدّ النُطق ِ بإسمها أحياناً"، لافتاً إلى أن "هي ذاتها الجماعات والقوى التي أساءت إلى العلاقة بين البلدين منذ العام 1990 بعد أن استباحت الدولة وحولتها الى دولة أمنية، والتي لا تكفُّ اليوم عن استحضار المرحلة السوداء بالتهديد والتخوين وقسمةِ اللبنانيين، وبكلام يَصدُمُ الحياء والقانون وأدب الخطاب؛ وهو بالضبط ما يؤدّي إلى فتنةٍ أشدَّ من القتل".
واعتبر "إن هذه التمادي خطير وينبغي وضع حد له لأنه يُنذر بعواقب وخيمة على الصعيد الداخلي، ويسيء أولاً إلى علاقة لبنان بسوريا، كما أخذ يسيء إلى علاقته بالدول العربية الشقيقة".
وأشار إلى أن "انتفاضة الإستقلال مدت يد التعاون إلى "حزب الله" باعتباره مكوناً أساسياً في الاجتماع السياسي اللبناني"، فرغم الانسحاب السوري تعاونا في الحكومة الأولى، ورغم الخلاف على سلاح "حزب الله" ذهبت قوى "14 آذار" إلى طاولة الحوار في آذار 2006 وبذلت في حرب تموز كل جهد ممكن لصدور القرار 1701 تحت الفصل السادس لميثاق الأمم المتحدة بدلاً من الفصل السابع، ورغم احتلال وسط العاصمة وتعطيل المجلس لتعطيل قيام المحكمة الدولية، عرضت قوى"14 آذار" على "حزب الله"، بعد يوم واحد على إقرار المحكمة الدولية من قبل مجلس الأمن تجاوز الخلافات وتوحيد الصفوف على قاعدة توحيد انجازي التحرير والاستقلال".
وأشار سعيد إلى أنه "ورغم انفلات السلاح على أهل بيروت في أيار 2008 ذهبت قوى "14 أذار" إلى الدوحة ووافقت على تشكيل حكومة الإئتلاف السياسي، ورغم نجاحها في الانتخابات النيابية في العام 2009 عادت وشكلت حكومة الوحدة الوطنية التي تضم ممثلي عن "حزب الله".
وأضاف: "للأسف الشديد، فإن قيادة "حزب الله" قابلت ذلك كله، وفي مختلف الأوقات، بسياسة الإنقلاب على الإجماعات اللبنانية: من المحكمة الدولية، إلى القرار 1701، إلى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، إلى إجماع اللبنانيين على تجاوز ذاكرة الحرب الأهلية المشؤومة".
واعتبر سعيد "إن تمادي "حزب الله" في ارتهان الوضع اللبناني لاعتبارات خارجية هو تمادٍ مرفوض ويؤدي إلى خرابٍ عميم، كما علمتنا التجارب المريرة لقوى سبقت "حزب الله" إلى مثل هذه المغامرات ولم تستيقظ إلا بعد فوات الأوان، وهو ما لا نريده لأحدٍ في لبنان".
وأضاف سعيد "ليس من حقّ أحدٍ، مهما علا كعبُهُ في حقبة سوداء، أن يتطاول على مليون ونصف مليون لبناني، دخلوا سجل الشرف الوطني منذ أن اجتمعوا وتصالحوا وتوحدوا، مسلمين ومسيحيين، في ساحة الحرية دفاعاً عن لبنان العظيم".
وأكد "إن قوى "14 آذار" تعاهد هذا الشعب العظيم على الثبات تحت رايته، وعلى المضيّ قُدُماً من أجل الحفاظ على السيادة والاستقلال، والعبور إلى دولة الحق والقانون، والدفاع عن حقوقه الأساسية، ودعم المحكمة الدولية وصولاً إلى جلاء الحقيقة وتنفيذ حكم العدالة في قضية اغتيال قادة الحرية والإستقلال".