بوتفليقة ينهي 25 سنة من حكم الفريق مدين مدير المخابرات الجزائرية
Read this story in Englishأنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الاحد مهام مدير المخابرات الفريق محمد مدين بعد 25 سنة من شغله المنصب، شهدت خلالها الجزائر تعاقب ستة رؤساء جمهورية على الحكم و12 رئيس حكومة.
وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية "انهى رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتفليقة اليوم (الاحد) مهام رئيس دائرة الاستعلام والامن الفريق محمد مدين الذي احيل على التقاعد".
ومباشرة بعد اعلان الخبر قام الفريق قايد صالح رئيس اركان الجيش ونائب وزير الدفاع بتنصيب القائد الجديد للمخابرات اللواء عثمان طرطاق.
وبحسب مصدر امني رفيع تحدث لوكالة فرنس برس فان الفريق مدين المعروف بالجنرال توفيق كان "قدم استقالته منذ عشرة ايام على الاقل" وقبلها بوتفليقة الاحد.
واللواء عثمان طرطاق (70 سنة) المشهور بالجنرال بشير هو المستشار الامني للرئيس بوتفليقة وقبلها كان مديرا للامن الداخلي بالمخابرات.
وعمل مع الفريق توفيق في قيادة عمليات مكافحة الارهاب في وسط البلاد خاصة، قبل ان يغادر الجهاز في بداية سنوات 2000 مع تطبيق سياسة المصالحة الوطنية والعفو عن المئات من الاسلاميين المسلحين.
واكد المصدر ان جهاز المخابرات الذي عرف عدة تغييرات في الاشهر الماضية "سيعرف هيكلة جديدة تجعله تحت السلطة المباشرة لرئيس الجمهورية بدل وزير الدفاع".
والفريق مدين (76 سنة) اشتهر باسم "الجنرال توفيق" فقط، ولم يسبق له ان ظهر في وسائل الاعلام حتى ان الجزائريين لا يعرفون شكله كما لم يسبق له ان ادلى باي تصريح.
ومنذ صيف 2013 بدات حملة التغييرات في جهاز المخابرات من خلال تجريده من الكثير من صلاحياته التي استحوذ عليها خلال 25 سنة من قيادة الفريق مدين له.
وشملت التغييرات انهاء سيطرة المخابرات على الاعلام الحكومي والامن في الوزارات والمؤسسات الحكومية لتصل في الاسابيع الاخيرة الى فرق النخبة المسلحة المتخصصة في مكافحة الارهاب.
وبحسب مدير ديوان رئاسة الجمهورية احمد اويحيى فان هذه التغييرات "عادية" تطلبتها مرحلة ما بعد الارهاب.
وطالت التغييرات ايضا اقالة اللواء عبد الحميد بن داود مدير مكافحة التجسس واللواء مولاي ملياني قائد الحرس الجمهوري واللواء مجدوب كحال مدير الامن الرئاسي.
اما آخر تغيير في قيادة اجهزة الامن فكان اقالة الفريق احمد بوسطيلة من قيادة الدرك الوطني نهاية الاسبوع.
وبعد سقوط كل قادة الجيش والمخابرات المقربين من مدير المخابرات السابق، بدأ المحللون يتنبأون بقرب نهاية من لقب ب "رب الجزائر" الذي له الكلمة الاخيرة في تعيين الرؤساء.
لكن المحلل السياسي رشيد تلمساني تنبأ في تصريح سابق لوكالة فرنس برس ان "انتقال السلطة هذه المرة سيتم بدون الجنرال توفيق".
وكان القاء القبض على الجنرال حسان المسؤول الاول عن مكافحة الارهاب سابقا واحد رجال الفريق مدين، القشة التي قصمت ظهر البعير واحدثت هزة في اجهزة الامن.
ويتهم المقربون من الرئيس الفريق مدين بعدم دعم ترشح بوتفليقة لولاية رابعة فاز بها في نيسان 2004، ما تسبب له في هجمة غير مسبوقة من الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني الداعم القوي لبقاء بوتفليقة في السلطة.
وبعد هذه الهجمة الاعلامية فقد جهاز المخابرات سلطة الضبطية القضائية التي كانت تسمح له بالتحقيق في قضايا الفساد قبل ان يتوالى اضعافه.
وتساءلت الصحف ان كان تفكيك جهاز المخابرات يرمي الى اعادته الى "مهامه الاساسية اي الاستعلامات" ام الى "اضعافه لدفع مديره على الاستقالة".
وبوتفليقة الذي صرح منذ وصوله الى السلطة في 1999 انه لن يكون الا رئيسا بكامل الصلاحيات، هيأ كل الطروف للبقاء في السلطة منذ تعديل الدستور في 2008 ليتمكن من الترشح لولاية ثالثة ثم رابعة.
واستكمل سيطرته على السلطة بازاحة الفريق مدين الرجل الوحيد الذي كان يمكن ان يقف امام طموحاته باستكمال ولايته الرابعة الى سنة 2019.