الحلف الأطلسي ينهي مهمته "الأكثر نجاحا" في ليبيا
Read this story in Englishينهي حلف شمال الأطلسي رسمياً اليوم الاثنين مهمته في ليبيا التي اعتبرت واحدة من "أنجح" العمليات التي قام بها الحلف حتى الان وذلك بعد أن لعبت ضرباته الجوية دوراً محورياً في الاطاحة بنظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي الذي قتل مع سقوط سرت.
وينتهي الحظر الجوي والحصار البحري الذي فرضه الحلف منذ 31 اذار عند الساعة 21.59 تغ، وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي منهياً التفويض الذي صرح بالعمل العسكري.
وأعلن الحلف الأطلسي الجمعة نهاية المهمة. وقال ان التحالف الذي يضم 28 بلداً أوفى بتفويض الأمم المتحدة بحماية المدنيين من قمع وحشي.
وقال الأمين العام للحلف اندريس فوغ راسموسن "نفذنا بالكامل التفويض التاريخي للأمم المتحدة لحماية الشعب الليبي وفرض منطقة حظر طيران وحظر على السلاح".
وتابع ان "عملية الحامي الموحد تعد من أنجح العمليات في تاريخ الحلف ونحن نختتمها بشكل مدروس ومنظم اذ ان مهمتنا العسكرية استكملت الان".
وقد انهيت المهمة رغم طلب الزعيم الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل من التحالف الغربي البقاء حتى نهاية العام محذراً من أن الموالين من القذافي لا يزالون يشكلون تهديداً.
غير أن الحلف الأطلسي رأى أن المدنيين أصبحوا بمأمن من الهجمات بعد اعلان النظام الجديد تحرير البلاد في اعقاب مقتل القذافي وسقوط مسقط رأسه في سرت في 20 تشرين الاول.
ويبحث الحلفاء الغربيون الان كيفية مساعدة النظام الجديد في ليبيا.
وعرض راسموسن أن يساعد الحلف الزعماء الجدد في ليبيا في اصلاح المؤسسات الدفاعية والأمنية في البلاد، غير أن الحلفاء العسكريين استبعدوا مراراً ارسال قوات على الأرض.
وقال مسؤول بالحلف الأطلسي الأسبوع الماضي أن بعض الحلفاء يمكن أن يعرضوا تقديم المساعدة للمجلس الوطني الانتقالي في اطار "ادارة المجال الجوي" والسيطرة على الحدود، غير أن ذلك سيكون خارج مظلة الحلف الأطلسي.
وكانت الضربات الغربية قد رجحت كفة المتمردين على نظام القذافي وحالت دون تمكن الأخير من سحقهم وسحق الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف شباط.
وأوقف قصف طائرات الحلف تقدم قوات القذافي باتجاه مدينة بنغازي المتمردة شرقي البلاد في اذار وسحق سلاح الجو الذي كان لدى القذافي.
وبدا بعد ذلك أن الصراع دخل حالة من الجمود بدون أن يتمكن أي من الجانبين على الأرض من احراز نصر كامل على الجانب الاخر حيث واجهت القوات المتمردة غير جيدة التنظيم والتسليح صعوبات في الوصول الى طرابلس.
لكن الحلف الأطلسي واصل قصف الاف الأهداف العسكرية، ما مكن قوات المجلس الانتقالي في النهاية من دخول العاصمة طرابلس في اب ودفع القذافي للفرار منها.
ورغم أن الحلف الأطلسي نفى باستمرار استهداف القذافي خلال الحملة، فقد ضربت طائراته القافلة التي كان القذافي يفر على متنها من سرت، ما أدى الى الامساك به وقتله في 20 تشرين الاول.
وقال الحلف أنه لم يكن يعلم أن القذافي بالقافلة. لكن مع الانتقادات الدولية للطريقة التي أظهرت صور فيديو قتل القذافي، تعهد المجلس الانتقالي الأسبوع الماضي بإحضار قتلة القذافي للعدالة في موقف مغاير تماماً لاصراره السابق على أن القذافي أصيب في تبادل لاطلاق النار بين قوات المجلس والموالين له.
وكان ائتلاف من قوات تزعمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قد شن الطلعات الأولى من الحرب الجوية في 19 اذار قبل أن يسلم قيادة المهمة للحلف الأطلسي في 31 اذار.
وأطلق التحالف الذي انضم اليه شركاء عرب بينهم خصوصاً قطر والامارات، نحو 26 الف طلعة جوية ودمر قرابة ستة الاف هدف خلال النزاع.