المهاجرون يتجهون الى سلوفينيا ومقتل 16 في طريقهم الى اليونان
Read this story in Englishيسلك المهاجرون الذين يعبرون البلقان في اتجاه غرب اوروبا طريق سلوفينيا السبت بعدما اغلقت المجر حدودها مع كرواتيا ليلا، فيما قضى 16 مهاجرا جديدا بينما كانوا يحاولون الوصول الى اليونان.
واعلن خفر السواحل اليونانيون صباح السبت ان اربعة مهاجرين هم ثلاثة اطفال وامرأة لقوا مصرعهم غرقا خلال محاولتهم الوصول الى اوروبا بعد غرق مركبهم في بحر ايجه.
وقال المصدر نفسه ان المهاجرين الاربعة الذين لم تكشف جنسياتهم ماتوا غرقا بالقرب من جزيرة كاليمنوس.
كذلك، قضى 12 مهاجرا السبت بعد غرق مركبهم قبالة السواحل التركية بينما كانوا في طريقهم الى اليونان، بحسب ما اوردت وكالة انباء الاناضول.
وقالت الوكالة ان خفر السواحل الاتراك نقلوا الجثث من على متن زورق خشبي غادر منتجع ايواليك شمال غرب تركيا متوجها الى جزيرة ليسبوس اليونانية شمال شرق بحر ايجه.
ونجح خفر السواحل في انقاذ 25 راكبا آخرين وجهوا نداءات استغاثة بهواتفهم النقالة، بحسب ما ذكرت وسائل الاعلام التركية.
في هذا الوقت، دخل نحو 600 مهاجر يتحدرون خصوصا من سوريا والعراق وافغانستان سلوفينيا ظهرا وينتظر وصول 1800 اخرين على الاقل بعد الظهر، وفق السلطات.
وتم تسجيل قسم من هؤلاء مباشرة عند الحدود في اجواء هادئة فيما نقل اخرون الى مركز استقبال يقع قرب الحدود النمسوية، وفق مراسل فرانس برس.
واعلنت سلوفينيا انها لن تعترض على عبور المهاجرين الذين يوافقون على تسجيل اسمائهم، الى النمسا ما دامت المانيا التي تشكل مقصدا اخيرا لمعظمهم لن تبدل سياستها حيالهم.
وتتوجه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تتعرض لضغوط كبيرة داخل معسكرها، الاحد الى اسطنبول لمناقشة ازمة الهجرة بعدما رحبت تركيا ب"خطة العمل" التي بلورها الاتحاد الاوروبي الخميس لابقاء المهاجرين في هذا البلد.
من جهتها، اغلقت المجر التي تسلك نهجا متشددا في هذا الملف حدودها مع كرواتيا ليل الجمعة السبت امام المهاجرين، وذلك بعدما عبرها اكثر من 170 الف شخص في شهر.
وبررت بودابست هذا الاجراء بعدم انتشار قوة اوروبية على الحدود بين تركيا واليونان بهدف احتواء وصول المهاجرين.
وفي ضوء ذلك، بدلت زغرب السبت الى سلوفينيا مسار المهاجرين المتجهين الى غرب اوروبا وشمالها وذلك بالتوافق مع ليوبليانا.
وعند معبر بيتيسوفسي الحدودي في سلوفينيا، نصبت خيمة بيضاء كبيرة لتسجيل اللاجئين.
وخضع المهاجرون ومعظمهم شبان اضافة الى بعض العائلات لعملية تفتيش. ثم نقلوا الى قرب الحدود النمسوية وتحديدا الى مركز استقبال يستطيعون منه مواصلة طريقهم اذا شاؤوا.
ولا يخفي سعيد (40 عاما) الذي يسافر مع زوجته وطفليه (عامان وثلاثة اعوام) سروره بوصوله الى فضاء شينغن. ويقول لفرانس برس "اريد الذهاب الى اي بلد. المهم ان يكون هادئا. من اجل مستقبل ولدي".
وصرحت كارولين فان بورن متحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة ان "معظم الناس هنا فروا من الحرب، انهم يريدون انقاذ حياتهم".
وهذه الاجراءات الجديدة تتناقض مع التدابير التي اتخذتها سلوفينيا في ايلول لدى وصول موجة اولى من المهاجرين. وكانت ليوبلينانا نشرت انذاك عناصر مسلحين من الشرطة ولم يسمح سوى ل3500 مهاجر بدخول البلاد.
غير ان سلوفينيا اعلنت هذه المرة انها اعدت ثمانية الاف مكان للايواء، وهو عدد يتلاءم مع متوسط عدد المهاجرين الذين قد يعبرون يوميا البلاد.
واعلنت المجر السبت اعادة العمل باجراءات مراقبة عند حدودها مع سلوفينيا بهدف تجنب دخول مهاجرين من البلد المذكور.
بدورها، عززت النمسا انتشار قواتها الامنية على الحدود مع سلوفينيا وتستعد لاستقبال اعداد المهاجرين الذين كانوا يصلون الى الان عبر الحدود المجرية.
واوضح وزير الخارجية السلوفيني كارل اريافيك انه تلقى ضمانات من فيينا ان النمسا لن تتخذ "اي تدبير خاص (ضد المهاجرين) ما دامت المانيا لم تغير موقفها" وتواصل استقبال المهاجرين.
لكن طريق المهاجرين الذين يتدفقون الى اوروبا عبر اليونان ومقدونيا وصربيا لا تزال محفوفة بالخطر. بدليل ان 16 مهاجرا قضوا غرقا السبت في طريقهم الى الجزر اليونانية.
ويعتبر الاتحاد الاوروبي انه قام بخطوة حاسمة الخميس على طريق التصدي لهذه الظاهرة عبر "خطة العمل" الهادفة الى تشجيع انقرة على ابقاء المهاجرين على اراضيها.
لكن تركيا التي تطالب خصوصا بان تعتبر "بلدا آمنا" بالنسبة الى الاوروبيين، رفعت سقف مطالبها واصفة هذه الخطة بانها مجرد "مشروع" رافضة الموازنة التي عرضت عليها.
والجمعة، انتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاوروبيين الذين رشحوا على قوله لجائزة نوبل للسلام لاستقبالهم "ما بين ثلاثين الفا واربعين الف لاجىء"، مذكرا بان بلاده تستقبل 2,2 مليون لاجئ.