اونغ سان سو تشي تحلم بفوز تاريخي في الانتخابات الاحد في بورما

Read this story in English W460

بتجمعاتها الانتخابية التي تتسم بحيوية كبيرة، تأمل المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي الحائزة نوبل للسلام والتي هيمنت على الحملة الانتخابية في الفوز في الانتخابات التشريعية التي ستجرى الاحد لكن مسيرتها على طريق السلطة تبقى مهددة من قبل المجموعة الحاكمة السابقة.

ودعي اكثر من ثلاثين مليون ناخب معظمهم جدد اذ ان الانتخابات الاخيرة تعود الى 1990، الى الادلاء باصواتهم اعتبارا من الساعة السادسة الاحد (23,00 تغ السبت).

وتنتهي الحملة التي يهيمن عليها حزب سو تشي الرابطة الوطنية للديموقراطية وحزب التضامن والتنمية الحاكم مساء الجمعة. وقد بدأ انصار الحزبين في ازالة الملصقات والاعلام.

وتتحدث اعلانات اونغ سان سو تشي التي امضت اكثر 15 عاما في الاقامة الجبرية وتتمتع بشعبية كبيرة في بلدها، عن "زمن التغيير".

ويأمل انصارها الذين اختاروا القبعات الحمراء المزينة بطاووس، في تغيير تاريخي لمصلحة السيدة التي يسميها البورميون "ماما سو". وقال تون تون ناينغ (39 عاما) احد مؤيديها ان "الرابطة الوطنية الديموقراطية هو الحزب الوحيد الذي يمكن ان يحقق آمالنا".

لكن وراء الاغنيات التي تتوقع فوز الرابطة ووصول ابنة بطل استقلال بورما الذي اغتيل في 1947 الى السلطة، يبدو التوتر واضحا.

وقد حذر الرئيس ثين سين الجنرال السابق وآخر رئيس للحكومة في المجموعة العسكرية التي حلت نفسها في 2011، من اي محاولة لتقليد ثورات "الربيع العربي" الشعبية.

وفي سياق تشديدها على الاصلاحات التي اجريت منذ 2011، بثت الرئاسة فيديو دعائيا غريبا في هذا الشأن تؤكد فيه انها لا تريد ان تصل الامور الى "انهار الدم" التي رافقت بعض "عمليات التحول الى الديموقراطية".

واعلنت الصحيفة الحكومية لايت اوف ميانمار الجمعة وضع آلاف من رجال الشرطة في منطقة رانغون العاصمة الاقتصادية للبلاد في حالة "تأهب برتقالي".

 وفي آخر مؤتمر صحافي الخميس بدت اونغ سان سو تشي التي لا يرتقب لها اي ظهور علني اليوم، واثقة من الفوز. وقالت انه في حال فوز الحزب "ساترأس الحكومة وسيكون لنا رئيس يعمل وفق سياسة الرابطة الوطنية للديموقراطية".

ولا تستطيع سو تشي ان تترشح لهذا المنصب بسبب مادة في الدستور تمنع وصول الذين لديهم ابناء من جنسيات اجنبية الى الرئاسة. واونغ سان سو تشي ام لولدين بريطانيين. وقد منعت السلطة المنتهية ولايتها اي محاولة لتعديل المادة.

- مصالحة وطنية -

وتقدم سو تشي نفسها على انها قادرة على الجمع في اطار "مصالحة وطينة" لكنها بعيدة عن الفوز المؤكد لحزبها في بلد تخفي فيه سلطة العسكريين السياسية مصالح اقتصادية كبرى.

 من جهة اخرى، يحتفظ الجيش ب25 بالمئة من مقاعد البرلمان مما يعقد الى حد كبير مهمة الرابطة الوطنية الديموقراطية حتى اذا فازت في انتخابات الاحد.

ولا يتوقع اعلان الفائز قبل ايام فيما يصعب التكهن  بالنتائج نظرا لغياب استطلاعات للرأي تتمتع بمصداقية في بورما، .

ووجهت عدة انتقادات الى تنظيم الاقتراع من اللوائح الانتخابية الخاطئة الى الفوضى في التصويت  المبكر في الخارج واستحالة اطلاع المراقبين الاجانب على التصويت المبكر لـ500 الف عسكري.

يضاف الى ذلك تأثير الرهبان البوذيين القوميين ومنظمتهم حركة  لجنة حماية الجنسية والديانة (ماباثا) بقيادة الراهب ويراتو. وهؤلاء يدعمون النظام القائم ويسخرون من اونغ سان شو تشي التي يصورونها على انها مؤيدة خطيرة للاقلية المسلمة سعيا للنيل من شعبيتها.

وتحت تأثير هؤلاء الرهبان، منع مئات آلاف المسلمين من اقلية الروهينغا من التصويت خصوصا في غرب البلاد حيث يعيشون في ظروف تدينها الاسرة الدولية.

ولم يجرؤ حزب الرابطة الوطنية الديموقراطية ولا اي من اكثر من تسعين حزبا تتنافس في الانتخابات على تقديم مرشحين مسلمين خوفا من اغضاب الرهبان البوذيين في بلد يشكل البوذيون 95 بالمئة من سكانه.

وقال خين زاو من معهد الابحاث تامباديبا في رانغون منددا "هناك ادلة على تواطؤ بين النظام المنتهية ولايته والرهبان المتطرفين".

التعليقات 0