فرنسا تواصل غاراتها على تنظيم الدولة الاسلامية وسط تكثيف الجهود الدولية للقضاء على الجهاديين

Read this story in English W460

واصلت الطائرات الحربية الفرنسية الثلاثاء قصف اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، فيما تعهدت روسيا بتكثيف حملتها الجوية في اعقاب الاعتداءات الدموية التي ضربت باريس وزادت التصميم الدولي للقضاء على الجهاديين وانهاء الحرب السورية.

ومن العاصمة الفرنسية المفجوعة، اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان سوريا قد تبدأ مرحلة "انتقال سياسي كبير" في غضون "اسابيع" بين النظام والمعارضة، في الوقت الذي اعرب فيه عن تضامنه مع فرنسا بعد مقتل 129 شخصا ليل الجمعة في هجمات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال كيري "نحن على مسافة اسابيع نظريا، من احتمال انتقال كبير في سوريا، وسنواصل الضغط في هذه العملية". واضاف "نحن لا نتحدث عن اشهر وانما اسابيع، كما نأمل".

واوضح وزير الخارجية الاميركي ان "كل ما نحتاج اليه، هو بداية عملية سياسية، والتوصل الى وقف لاطلاق النار. انها خطوة جبارة"، ملمحا بذلك الى التسوية التي تنص على عقد اجتماع بين النظام السوري واعضاء من المعارضة السورية قبل الاول من كانون الثاني/يناير 2016.

كذلك تنص تسوية فيينا التي وقعها السبت عشرون بلدا، بينها روسيا والولايات المتحدة وايران والبلدان العربية والاوروبية، على وقف لاطلاق النار واجراء انتخابات وصياغة دستور جديد.

وتأتي هذه العملية السياسية المسرعة، فيما توعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بضرب تنظيم الدولة الاسلامية بلا هوادة ردا على "اعمال الحرب"، كما ان روسيا سعت الى الانتقام بتكثيف حملتها الجوية بعد تأكيدها ان اعتداء بقنبلة كان السبب في تحطم طائرة الركاب الروسية فوق سيناء المصرية الشهر الماضي وادت الى مقتل 224 شخصا.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات كبيرة من سوريا والعراق تبنى اسقاط الطائرة الروسية، كما اعلن مسؤوليته عن تفجيري بيروت الاسبوع الماضي.

وقال كيري "احساسي هو ان الجميع يدرك انه(...) علينا ان نضاعف جهودنا لضربهم (تنظيم الدولة الاسلامية) في الصميم حيث يخططون لهذه الامور".

واضاف "لقد وافقنا على تبادل مزيد من المعلومات، وانا مقتنع انه خلال الاسابيع المقبلة سيشعر داعش بضغط اكبر".

ويلتقي هولاند نظيره الاميركي باراك اوباما في واشنطن في 24 تشرين الثاني، وينتقل بعدها الى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 26 من الشهر نفسه.

من جهة اخرى، نفذت الشرطة الفرنسية اكثر من 120 عملية دهم ليل الاثنين الثلاثاء،  فيما استمرت مطاردة المشتبه به الرئيسي في الاعتداءات صلاح عبد السلام (26 عاما) المقيم في بلجيكا.

-باريس غارقة في حزنها-استمر سكان العاصمة الفرنسية الذين ما زالوا تحت وقع الصدمة بالتجمع لاضاءة الشموع ووضع الزهور، فيما علقت صور الضحايا الشبان مبتسمين في اماكن الهجوم وامام مقار عملهم.

ويبدو واضحا ان الصدمة التي تعيشها المدينة اكبر من تلك التي اعقبت مقتل 17 شخصا في الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو ومتجر يهودي في كانون الثاني/يناير، لكن كثيرين قرروا العودة بروح التحدي الى ارصفة المقاهي حيث يمكن سماع احاديثهم عن تفاصيل الاعتداء.

لكن الخوف ما زال يظلل مدينة الانوار بعد اربعة من قيام انتحاريين ومسلحين بشن هجمات على فرنسيين كانوا متواجدين في استاد دو فرانس لحضور مباراة كرة قدم ودية بين فرنسا والمانيا، ويشاهدون حفلا موسيقيا لفرقة روك من كاليفورنيا، ويستمتعون بسهرة هادئة في مطاعم او على ارصفة مقاه.

والى جانب حملة المداهمات الواسعة النطاق على اراضيها، شنت فرنسا غارات جديدة في سوريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وليل الاثنين الثلاثاء قصف الطيران الفرنسي للمرة الثانية خلال 24 ساعة معقل الجهاديين في الرقة بشمال سوريا ودمر مركز تدريب ومركز قيادة، بحسب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس.

وقال هولاند الاثنين ان "أعمال الحرب التي وقعت الجمعة تقررت ودبرت في سوريا واعد لها ونظمت في بلجيكا ونفذت على ارضنا بتواطؤ فرنسي".

-غارات روسية-واشار الرئيس الفرنسي ايضا الى ان حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول ستبحر الخميس في اتجاه الشرق الاوسط ويرتقب ان يضاعف ذلك "بمعدل ثلاث مرات قدرات التحرك" العسكرية للجيش الفرنسي.

من جهتها، شنت روسيا الثلاثاء "عددا كبيرا" من الضربات الجوية على مدينة الرقة السورية، بحسب ما افاد مسؤول في وزارة الدفاع.

ولاحقا، اعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ان قاذفات استراتيجية روسية ضربت الثلاثاء اهدافا لتنظيم الدولة الاسلامية في مدينتي الرقة ودير الزور في سوريا، مضيفا ان الجيش الروسي اطلق صواريخ عابرة على محافظتي حلب وادلب.

ويركز التحقيق على صلاح عبد السلام وهو شقيق ابراهيم عبد السلام الذي فجر نفسه وحيدا امام مقهى على جادة فولتير بوسط شرق باريس ما تسبب باصابة شخص بجروح بالغة.

وعثرت الشرطة على سيارة ثانية استأجرها صلاح، في حين تم اكتشاف ان شقيقه استأجر شقة في ضاحية بوبينيي الباريسية قبل ايام من الهجوم.

ويعتقد محققون ان عبد الحميد ابا عود وهو بلجيكي في الثامنة والعشرين هو العقل المدبر لتلك الهجمات. ويشتبه بان ابا عود المقيم في سوريا عضو ناشط جدا في تنظيم الدولة الاسلامية، وهو على صلة بصلاح عبد السلام، وقد اقام في حي مولنبيك في بروكسل.

وقد تم تحديد هويات خمسة من المهاجمين في باريس، ولكن من غير المعروف عدد الفارين.

-"غنوا من اجل فرنسا"-اعلنت وزير الدولة الفرنسية المسؤولة عن النقل سيغولين روايال، انها تريد وضع بوابات امنية في جميع مداخل القطارات المحلية والدولية.

وجاء هذا الاقتراح بعد سلسلة اجراءات اعلن عنها الرئيس الفرنسي في خطابه الاستثنائي امام البرلمان الاثنين، اذ دعا الى تمديد حال الطوارئ في البلاد ثلاثة اشهر، وانشاء 8500 وظيفة جديدة في مجالي الامن والقضاء ووقف تخفيض عديد الجيش للمساعدة في مكافحة الارهاب.

وفي سياق موجة التضامن الدولة والتعاطف مع فرنسا، دعا المشجعون الانكليز للمشاركة في اداء النشيد الوطني الفرنسي قبل بداية مباراة لكرة القدم بين فرنسا وانكلترا الثلاثاء في العاصمة لندن.

واضاءت عبارة "حرية، مساواة، اخوة" في الوان العلم الفرنسي استاد ويمبلي حيث ستقام المباراة.

وستعرض شاشات كبيرة في الملعب كلمات نشرتها صحيفتا ذا صن وديلي ميرور.

ووجهت صحيفة ذا صن تعليمات الى قرائها "غنوا من اجل فرنسا".

التعليقات 0