صفقة التبادل مع "النصرة" وصلت الى خواتيمها السعيدة والعسكريون الـ16 يعودون الى الحرية

أطلق سراح عسكريي عرسال الـ16 لدى جبهة "النصرة" بعد مرور أكثر من عام على خطفهم، في اطار صفقة تبادل وصلت الى خواتيم سعيدة الاثنين بعد مفاوضات حثيثة استمرت لأشهر.

وظهر العسكريون في لقطات تلفزيونية في بداية عملية التبادل، وهم يرتدون ثيابا رياضية شتوية وقد نمت ذقونهم. وكانوا داخل سيارات رباعية الدفع يقودها مسلحون ملثمون رفعوا الرايات السوداء.

وفي نقطة التبادل المحددة على بعد اقل من كيلومتر عن اخر حاجز للجيش في وادي حميد في جرود عرسال، انتقل العسكريون في سيارات تابعة للصيب الاحمر الدولي الى الحاجز حيث تسلمهم الامن العام.

وشملت الصفقة إفراج السلطات عن عدد من المساجين وتسليم المسلحين مساعدات اغاثية.

وبين السجناء الذين أطلقت السلطات سراحهم سجى الدليمي وهي عراقية وزوجة سابقة لزعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابي بكر البغدادي، وقد أوقفت في نهاية العام 2014، وعلا العقيلي التي اوقفت في الفترة نفسها وهي زوجة احد قياديي جبهة النصرة، وجمانة حميد، وهي لبنانية من عرسال اوقفت في شباط 2014 بينما كانت تقود سيارة مفخخة.

وأكدت مصادر الامن العام أن عدد السجناء الذين تم الافراج عنهم 13، بينما اوردت الخارجية القطرية رقم 25 الذي يلتقي مع لوائح اسماء نشرتها جبهة "النصرة" على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتقول الجبهة انها تسلمت 19 شخصا كانوا معتقلين في لبنان، وستة في منطقة التل شمال دمشق، ما يرجح ان هؤلاء كانوا معتقلين في سجون النظام السوري وشملتهم الصفقة.

علما ان النصرة تحصي ايضا بين الذين اطلق سراحهم في لبنان عددا من الاطفال كانوا مع امهاتهم في السجن، ولا تعدهم السلطات اللبنانية سجناء.

وشملت صفقة التبادل دخول خمس شاحنات مساعدات على الاقل الى جرود عرسال ومنها الى مناطق سيطرة جبهة "النصرة".

وكانت الأجهزة الامنية اقتادت السجناء الذين أفرجت عنهم الى المنطقة الحدودية. وبثت قناة "الجزيرة" وكذلك قناة الـ mtv صورا ظهرت فيها سجى الدليمي وهي تصرح انها ترغب بالعودة الى بيروت، على ان تتوجه مع عائلتها بعدها الى تركيا. وبالتالي، لم تنضم الى جبهة النصرة.

وشوهد عناصر من "النصرة" يسألون المساجين المفرج عنهم اذا كانوا يفضلون البقاء معهم او العودة ادراجهم. وقال مصدر في الامن العام ان عشرة منهم قرروا العودة الى بيروت.

وبدا تنفيذ الاتفاق صباح الاثنين مع تسليم جبهة النصرة الأجهزة الأمنية جثة الجندي محمد حمية الذي كان في عداد المخطوفين لديها واعدمته في ايلول 2014.

وقد قابل تسليم جثة الجندي حمية إدخال قوافل مساعدات لمخيمات اللاجئين.

وتلا المحامي نبيل الحلبي الذي عمل على خط مفاوضات الافراج، بيان عملية التبادل، وقال انه "تم الاتفاق على فتح ممر انساني آمن في عرسال وتأمين اغاثة للاجئين في البلدة عبر الهيئات الانسانية.

وتم الاتفاق بحسب البيان على "تأمين الجرحى المدنيين الذين لم يكن باستطاعتهم الدخول الى الاراضي اللبنانية"، اضافة الى تجهيز مشفى عرسال، وجعل منطقة وادي حميد منطقة آمنة للمدنيين.

وحصل التبادل وفقا للحلبي حين تأكدت "النصرة" من السجناء، لافتا الى أن "هناك تعهد من الحكومة والموفد القطري بتسوية اوضاعهم القانونية داخل الاراضي اللبنانية".

وبعد انجاز عملية التبادل مع "النصرة" أبدى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم استعداده للتفاوض مع "داعش" للافراج عن العسكريين التسعة الاخرين، قائلا " سنتفاوض اذا وجدنا من نتفاوض معه".

وكان ابراهيم وصل صباح الثلاثاء الباكر الى نقطة التبادل في وادي حميد لمتابعة المجريات.

وتمت الصفقة بحسب قناة "العربية" عندما وافقت "النصرة" على عدم إدراج الموقوف مصطفى الحجيري بصفقة التبادل.

أما في رياض الصلح، امتزجت الزغاريد بالدموع. وعمت أجواء الفرح بين الاهالي الذين انتظروا عودة ابنائهم منذ ليل الجمعة.

وفي هذه الساحة أيضا نصب الاهالي خيما مكثوا فيها واعتصموا للمطالبة بالافراج عن أبنائهم.

ومساء الاثنين وصل الجنود الى السراي الحكومي حيث أقيم استقبال رسمي لهم بحضور رئيس الحكومة تمام سلام والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ومشاركة أهاليهم وعائلاتهم.

ورغم اصطدام عملية التفاوض في الأيام القليلة السابقة بعقد عرقلتها بسبب رفع "النصرة" سقف مطالبها ما أدى الى عودة شاحنات المساعدات أدراجها بعدما كان اللواء ابراهيم قد أرسلها الى الجرود، استطاعت عملية الافراج هذه أن تصل الى نهايتها السعيدة، وأنهت مآساة عائلات مستمرة منذ عام وأربعة أشهر.

ومن بين العسكريين الـ 16 ثلاثة عناصر من الجيش و13 عنصرا من قوى الامن الداخلي، في وقت لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية يحتفظ بتسعة عسكريين مصيرهم مجهول.