"المطران الأحمر" غريغوار حداد طوى صفحته الأخيرة.. وجنبلاط: العودة لأفكاره تحد من التطرُّف

Read this story in English W460

غيب الموت ليل الاربعاء المطران غريغوار حداد عن عمر يناهز الـ91 سنة بعد صراع طويل مع المرض، تاركا وراءه تاريخا شيقا في السياسة والدين والمجتمع.

والمطران حداد هو المطران السابق لطائفة الروم الكاثوليك في بيروت. وإسمه نخلة حداد الا أنه عرف بغريغوار، تيمنا بالبطريرك غريغوريوس حداد الذي ترأس كنيسة انطاكيا اليونانية الارثوذكسية، بين عامي 1906 و1923.

كانت أفكار "المطران الأحمر" كما لُقب ، مثيرة للجدل ومنفتحة على المجتمع وشبابه. آمن بالعلمنة فأسس عام 2000 مع مجموعة من المناضلين العلمانيين تيار "المجتمع المدني"، وهو حركة سياسية مجتمعية علمانية، كما دعم الزواج المدني وطالب بقانون مدني للأحوال الشخصية.

كل هذه المطالب دفعت الكنيسة الكاثوليكية إلى التشكيك في صدق انتمائه إلى مبادئها.

ولحداد مؤلفات عديدة أبرزها: العلمانية الشاملة - علم العروض - تحرير المسيح والإنسان - المسيحية والمرأة - تأملات روحية - البابا ولبنان - القواعد العربية.

وبعد مسيرة من النضال، أمضى حداد الذي سمَّاه البعض بأب الفقراء، سنواته الأخيرة في المستشفى يتابع قراءاته بهدوء، ويستقبل زوارا أحبوه ورأوا فيه إنسانا محبا للإنسان، لا رجل دين.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي نعى ناشطون "المطران الاحمر" بكثير من الحب. نشروا صورهم معه، وأعادوا التذكير بكتبه ووجهه " المبتسم والمحب".

وعلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على وفاة حداد، قائلا "برحيله يكون لبنان قد فقد رمزا من رموز الإعتدال والإنفتاح والحوار، وهو الذي كرّس جزءاً كبيراً من حياته للتأكيد على هذه الثوابت وتكريسها في إطار عمله الكنسي وثم الإجتماعي والثقافي".

وذكَّر جنبلاط بتاريخ المطران وقال "لقد كان المطران حداد يصر على بناء الجسور بين اللبنانيين في أحلك الظروف وفي الأوقات العصيبة التي إنقطعت فيها أواصل الصلة بين مختلف الشرائح اللبنانية، وعمل في شكل حثيث على إقامة الندوات واللقاءات الثقافية التي كانت ترمي بشكل أساسي على التأكيد على نهج الحوار والتفاعل والتواصل بين مكونات المجتمع اللبناني المتعددة".

وأضاف "وكم هي مهمة وعميقة تلك الأفكار الإصلاحية التي طرحها وعمل على نشرها إنطلاقاً من فهمه لمبادىء العلمانية الشاملة رغم ثوبه الكنسي وإقتناعه بأنها أحد أقصر الطرق للتأكيد على المواطنة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد بمعزل عن إنتمائهم الطائفي أو المذهبي".

وتابع "وكم هي بحاجة الكنيسة اليوم لهذه الأفكار وهذه الرؤية. وفي جهة المقابلة، كم هو الإسلام بحاجة في هذا الوقت للمزيد من الإصلاحات وإعادة القراءة العميقة للتعاليم والمفاهيم الأساسية".

وأكد جنبلاط أن "العودة إلى أفكار المطران غريغوار حداد تتيح البحث في سبل إطلاق عملية التغيير الجدي في بعض المفاهيم الدينية عند المسيحيين والمسلمين خلال هذه الحقبة الصعبة، وتؤسس للحد من ظواهر التطرف والعنف التي تلصق بالأديان وتنفذ بإسمها".

ولفت الى أن "البابا فرنسيس قد قرأ بعضاً من أعمال المطران حداد وأطلق أوسع عملية إصلاحية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وهي بدأت تؤتي ثمارها على الكثير من المستويات لا سيما أنها تعكس عمق إطلاعه وتوجهه الإصلاحي الكبير".

م.ن.

التعليقات 2
Missing helicopter 17:19 ,2015 كانون الأول 24

I knew him personally, he was a trail blazer and a thought provoker for generations.

Missing coolmec 18:32 ,2015 كانون الأول 24

I remember him vividly. He was earlier at the tobbieh greek catholic church.
May he RIP