المعارضة السورية تحسم موقفها غدا من مفاوضات جنيف تحت وطأة ضغوط أميركية كبيرة
Read this story in Englishتحسم المعارضة السورية موقفها من المشاركة في محادثات جنيف في اجتماع تعقده الثلاثاء في الرياض تحت وطاة ضغوط اميركية كبيرة تتعرض لها، وفق ما اكد احد اعضاء وفد التفاوض لوكالة فرانس برس الاثنين.
وقال فؤاد عليكو، ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف السوري المعارض وعضو الوفد المفاوض المنبثق عن الهيئة العليا للمفاوضات، لوكالة فرانس برس "تعقد الهيئة العليا للتفاوض اجتماعا غدا الثلاثاء في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي اما بالمشاركة في جنيف او عدمها".
واوضح ان اللقاء الاخير الذي جمع وزير الخارجية الاميركية جون كيري مع رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للمفاوضات، وعدد من اعضاء الهيئة السبت في الرياض "لم يكن مريحا ولا ايجابيا"، مضيفا ان الوزير الاميركي قال لمحدثيه "ستخسرون اصدقاءكم، في حال لم تذهبوا الى جنيف واصريتم على الموقف الرافض".
واوضح ان "هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة".
الا ان عليكو رفض وصف كلام كيري ب"التهديدات"، مشيرا الى انها "ضغوط".
واضاف "حاول (كيري) بكل جهده تأكيد لزوم حضورنا على ان ندلي بكل ما نريده هناك، لكنه لم يطمئننا باننا ذاهبون الى مفاوضات بل الى حوار ليس اكثر، في حين اننا نريد ان تتمحور المفاوضات حول الانتقال السياسي وليس ان تبقى في اطار جدل ميتافيزيقي".
وتصر قوى المعارضة السورية على ان تستند المفاوضات الى بيان جنيف-1 الصادر في حزيران 2012 والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة. ويعني هذا البند وفق المعارضة تجريد الرئيس السوري بشار الاسد من صلاحياته، رافضة اي دور للاسد في المرحلة الانتقالية.
وقال عليكو "الاجواء المتوفرة حاليا غير مريحة للمفاوضات والمشكلة الاساسية التي نواجهها (...) هي هل نحن امام انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة ام تشكيل حكومة وحدة وطنية؟".
واضاف "ما يتسرب من احاديث مسؤولين يشير الى اننا امام حكومة وحدة وطنية وليس هيئة حكم انتقالي وفق جنيف-1".
وتدفع الامم المتحدة وواشنطن وموسكو في اتجاه اتمام جولة التفاوض. وعلى الرغم من ان تصريحات المسؤولين الغربيين لا تزال تتحدث عن رفض اي دور للرئيس السوري في مستقبل سوريا، الا ان التركيز بات على كيفية التخلص من تنظيم الدولة الاسلامية، وتراجع الكلام عن مصير الاسد.
وتحدثت صحيفة "الحياة" العربية التي تتخذ من لندن مقرا الاثنين عن "كأس سم" تبلغه حجاب من كيري و"تضمّن الذهاب إلى مفاوضات جنيف بعد أيام لتشكيل +حكومة وحدة وطنية+ لتعديل الدستور وإجراء انتخابات يشارك" فيها الأسد.
وقالت إن "رسائل كيري تضمنت +إنذاراً+ من أنه على الهيئة التفاوضية أن تذهب إلى جنيف"، وإلا "فإن دعمنا للمعارضة سيتوقف".
من جهة اخرى، يستمر الخلاف حول تشكيلة الوفد المعارض الى المفاوضات. اذ رفضت موسكو وجود من اسمتهم "ارهابيين" في اشارة الى مسؤولين في فصائل مقاتلة، في الوفد ، بينما يطالب معارضون وقوى غربية بتوسيع التمثيل ليشمل اطيافا اخرى من المعارضة بينهم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وتيار "قمح" برئاسة هيثم مناع.
وقال عليكو حول هذا الموضوع "نحن مصرون على ان تكون الهيئة العليا هي من تشكل الوفد ولا نقبل اضافة اسماء جديدة".
وبحسب الحياة، فإن كيري طلب من حجاب اضافة اسماء كل من مناع ورئيس حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم ورئيس "الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير" قدري جميل المقيم في موسكو إلى وفد المعارضة، أو أن دي ميستورا سيدعوهم إلى جنيف بـ "صفتهم مستشارين وخبراء".
وسمت الهيئة العليا للمفاوضات الاربعاء الماضي العميد المنشق اسعد الزعبي رئيسا لوفد التفاوض في جنيف، وجورج صبرة، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، نائبا له، ومحمد علوش ممثل "جيش الاسلام"، احد ابرز الفصائل المقاتلة التي تحظى بنفوذ واسع في مناطق ريف دمشق، كبير المفاوضين.
وكان مقررا انطلاق هذه المحادثات اليوم الاثنين، لكن الامم المتحدة اعلنت ارجاءها اياما "لاسباب عملية". ويعقد دي ميستورا بعد ظهر الاثنين مؤتمرا صحافيا في جنيف حول هذا الموضوع.