فرنسا والهند تعززان تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب
Read this story in Englishتعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين بإن "الإرهاب" لن يثبط عزيمة بلاده وذلك خلال إجرائه محادثات مع رئيس الوزراء الهندي في شأن التعاون الأمني وصفقة طائرات "رافال" التي طال انتظارها.
وقال هولاند انه اتفق مع ناريندرا مودي على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بعد الاعتداءات الدامية التي استهدفت باريس في تشرين الثاني، والتي أعادت إلى الأذهان اعتداء مومباي في العام 2008.
لكنهما لم يتوصلا الى اتفاق نهائي بشأن شراء الهند 36 طائرة "رافال" من شركة "داسو" الفرنسية.
واكد هولاند أن بلاده مصممة على ضرب تنظيم الدولة الإسلامية الذي "يهددنا ويقتل أطفالنا"، وذلك في أعقاب نشر شريط فيديو لتنظيم الدولة الاسلامية يتضمن تهديدات موجهة الى هولاند وغيره من قادة دول التحالف الدولي.
وقال الرئيس الفرنسي "لن نسمح لهم أن يؤثروا فينا"، مؤكدا التصميم على "ضرب هذا التنظيم الذي يهددنا ويقتل أطفالنا بشكل أكبر".
وأضاف الرئيس الفرنسي "نحن نعرف من استهدفنا، هو داعش الذي غالبا ما يتبنى جرائمه، ويعرض منفذي هذه الجرائم وعلميات القتل، وينشر صورا فظيعة"، مشيرا إلى أن "هذه الاستفزازات البشعة تعزز القرار الذي اتخذناه في حماية الفرنسيين".
وجاءت تصريحات هولاند بعد إجراء محادثات مع مودي تمحورت حول التعاون الأمني بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء الهندي من جانبه، انه اتفق مع هولاند "على تعزيز التعاون في مكافحة الارهاب للتخفيف والحد بشكل ملموس من خطر التطرف والإرهاب في مجتمعاتنا".
وأضاف أن "على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل حاسم ضد أولئك الذين يقدمون مأوى للإرهابيين، يمولونهم ويدربونهم ويقدمون لهم الدعم".
وكان مودي يتحدث الى جانب الرئيس الفرنسي، الذي جددت زيارته الآمال بإبرام صفقة طائرات "رافال" بعد سنوات من المفاوضات الشاقة.
ورحب مودي وهولاند في بيان مشترك بالتوصل الى اتفاق حكومي على الشراء رغم ان "بعض القضايا المالية" لا تزال عالقة.
وقال مسؤول فرنسي كبير للصحافيين الأحد إن الجدل ما زال قائما بين الجانبين حول الأسعار التي يقول خبراء إنها قد تبلغ نحو خمسة مليارات يورو.
والى جانب الاسعار، من النقاط الاساسية التي تعرقل المفاوضات رغبة الهند في الحصول على موافقة "داسو" على استثمار جزء كبير من العقد على الاراضي الهندية.
-جولة في المترو-سيكون هولاند ضيف الشرف في احتفالات يوم الجمهورية الثلاثاء في نيودلهي، وهي دعوة من مودي لاظهار التضامن بعد اعتداءات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الفرنسي ان خطر التطرف يثقل كاهل فرنسا كما الهند، التي تعرضت مؤخرا لهجوم دام على قاعدة عسكرية قرب الحدود مع باكستان.
وأصدر تنظيم الدولة الاسلامية مساء الاحد شريطا مصورا مدته 17 دقيقة، يظهر تسعة من عناصره قال انهم نفذوا اعتداءات باريس التي قتل فيها 130 شخصا، وتضمن تهديدا موجها الى الدول المشاركة في التحالف الدولي.
وتضمن الشريط الذي بثه "مركز الحياة الاعلامي" التابع لتنظيم الدولة الاسلامية وتداولته مواقع جهادية بعنوان "اقتلوهم حيث ثقفتموهم"، صورا لمنفذي الاعتداءات وهم يقومون باعمال عنيفة او تدريبات ويتحدثون باللغة الفرنسية.
كما تضمن صورا لهولاند ولرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في اطار هدف رماية. وفي الشريط صور عن اعتداءات باريس ودماء ولهجة ترهيبية.
وبحسب شريط الفيديو المنفذون هم اربعة بلجيكيين وثلاثة فرنسيين وعراقيان.
وجاء في شريط الفيديو باللغتين فرنسية والعربية "هذه هي الرسالة الاخيرة لاسود الخلافة التسعة الذين تحركوا في عرينهم ليجعلوا فرنسا تجثو على ركبتيها". ويتضمن الفيديو مشاهد من اعتداءات باريس والعمليات الامنية التي نفذتها القوات الخاصة الفرنسية اثر الهجمات.
وأكد هولاند "لن يخيفنا شيء، لا يمكن لاي تهديد ان يزرع الشك لدى فرنسا حول ما عليها فعله في المعركة ضد الارهاب".
واعتبر أن "هذه الصور هي فقط لتشويه سمعة منفذي الجريمة".
وكان التنظيم اعلن مسؤوليته عن الاعتداءات التي استهدفت مواقع مختلفة بينها محيط ستاد دو فرانس في الضاحية الشمالية لباريس وحانات ومقاهي في شرق العاصمة الفرنسية اضافة الى قاعة مسرح باتاكلان، وتخللتها تفجيرات انتحارية وعمليات اطلاق نار.
وسيجلس هولاند ومودي جنبا إلى جنب في العرض العسكري السنوي، الذي سيتضمن عروضا عسكرية ضخمة قد تشارك فيها دبابات من الحقبة السوفياتية.
والاثنين، استقل هولاند ومودي المترو للقيام برحلة إلى مدينة جورجاون، حيث سيضعان حجر الأساس للمقر الجديد للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، وهي مجموعة من 121 دولة أطلقها مودي مؤخرا خلال مؤتمر المناخ في باريس، لتوسيع الاعتماد على الطاقة الشمسية بأسعار معقولة.
وقد أعرب هولاند عن أمله في أن يكون بعض رؤساء الشركات الفرنسية المرافقين له في طليعة دعم هذا المشروع.
ومن المتوقع أن يعلن عن اتفاق بين وكالتي الفضاء "سي أن إي أس" الفرنسية و"إيسرو" الهندية، لإطلاق قمر اصطناعي مشترك مخصص لبحوث تغير المناخ.