وصول سفينة سياحية اميركية الى كوبا للمرة الاولى منذ نصف قرن
Read this story in Englishاستقبلت كوبا الاثنين اول سفينة سياحية اميركية منذ نصف قرن، في خطوة جديدة في اطار التقارب الدبلوماسي بين واشنطن وهافانا.
ورست سفينة ادونيا التابعة لـ"فاتوم"، احدى شركات مجموعة "كارنيفال" الاميركية قبل الساعة 10,30 (14,30 ت غ) في ميناء هافانا، تحت سماء صافية وامام حشد من المتفرجين الذين لوحوا باعلام البلدين.
وابحرت السفينة بعد ظهر الاحد من ميامي معقل الجالية الكوبية وعلى متنها 700 راكب.
ورحب الكوبيون بوصولها بعدما راقبوا دخولها الى الميناء صباح الاثنين الذي صادف يوم عطلة في الجزيرة.
وقالت الراقصة ياني كاجيغال (32 عاما) التي اتت لمشاهدة وصول السفينة التي تسافر ابنة اخيها على متنها، لوكالة فرانس برس "بالنسبة الي هذا امر لا يصدق ومؤثر كثيرا".
واضافت "نستقبل (ركاب السفينة) باعلام كوبا والولايات المتحدة من اجل ان تعم الوحدة والسلام والهدوء".
وقررت شركة فاتوم تنظيم رحلتين مماثلتين شهريا بهدف تطوير المبادلات الثقافية بين البلدين في اطار التقارب بين عدوي الحرب الباردة الذي بدأ في 2014.
وفي مرفأ ميامي حيث استقبلت فرقة موسيقية كوبية المسافرين عند صعودهم الى السفينة، صرح رئيس مجموعة كارنيفال الاميركية ارنولد دونالد ان "دخول التاريخ والاعداد لمستقبل افضل شرف كبير لاي شركة".
وقالت ايزابيل بوزنيغو التي ولدت في كوبا قبل 61 عاما وتعود الى الجزيرة مع زوجها للمرة الاولى منذ اكثر من نصف قرن "كان والدي يرغب في الذهاب (الى كوبا) لكنه توفي وجئت باسمه. اشعر بالسعادة".
اما ريجينا باترسن الاميركية البالغة من العمر 58 عاما، فقد رأت انها "رحلة تاريخية" الى الجزيرة. واضافت "انه مكان اردت زيارته منذ زمن طويل لارى كيف يعيشون واتعرف على موسيقاهم وطعامهم ولاتسوق".
- صعوبات ادارية -وواجهت الشركة المنظمة للرحلات صعوبات ادارية الى ان رفعت حكومة راوول كاسترو الاسبوع الماضي القيود الاخيرة على الرحلات البحرية للكوبيين المتوجهين من والى الولايات المتحدة.
وكانت "كارنيفال" رفضت اولا اي حجوزات لكوبيين اميركيين نظرا للقيود التي فرضت في اجواء الحرب الباردة عندما كان النظام الكوبي يخشى وصول معادين لكاسترو. واثارت هذه النقطة جدلا.
وفي مواجهة انتقادات المناهضين لنظام كاسترو وادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، تراجعت المجموعة الاولى في العالم لرحلات الترفيه، عن قرارها وقبلت حجوزات لاشخاص مولودين في كوبا. وبعد ذلك حصلت على رفع القيود من قبل النظام الشيوعي.
وجاء هذا التطور نتيجة مفاوضات مثمرة جرت بصورة مكثفة في اطار عملية التطبيع الاميركية الكوبية التي توجت في آذار/مارس بزيارة للرئيس اوباما الى كوبا.
واصبح بامكان الكوبيين التوجه من الجزيرة واليها كمسافرين او افراد طواقم سفن للبضائع او للرحلات الترفيهية.
وقالت "كارنيفال" ان الكوبيين الذين هاجروا الى الولايات المتحدة قبل 1971 يحتاجون الى تأشيرة خاصة. اما الذين غادروا الجزيرة بعد هذا التاريخ فيمكنهم السفر بجواز سفر كوبي مثل المسافرين في الرحلات الجوية.
ويشمل برنامج السفينة ادونيا نشاطات ثقافية في عدد من المرافئ، من هافانا الاثنين الى سيينفويغوس الخميس وسانتياغو دي كوبا الجمعة، تشمل لقاءات مع فنانين وموسيقيين ودروسا في الرقص وزيارات منظمة.
وبذلك يمكن للاميركيين السفر الى الجزيرة رغم الحظر الاقتصادي الاميركي الذي يفرض عليهم حتى الآن تحقيق معايير 12 فئة من الرحلات المصرح بها (الدينية والجامعية والرياضية والثقافية خصوصا).
و"كارنيفال" هي اول مجموعة اميركية يسمح لها من قبل الولايات المتحدة وكوبا معا بتنظيم رحلات بحرية بين البلدين، في سابقة منذ حظر السفر الى الجزيرة الشيوعية بعد الثورة الكوبية في 1959.
وتبلغ كلفة الرحلة لكل راكب 1800 دولار للمقصورة، ويمكن ان تصل الى سبعة آلاف للجناح.
والى جانب رحلات الترفيه والعبارات التي لم تستأنف بعد، يفترض ان تبدأ هذه السنة الرحلات الجوية النظامية بين البلدين للمرة الاولى منذ 53 عاما.
وهذه الرحلات سيستفيد منها خصوصا مليونا كوبي لاجئين في الولايات المتحدة بينما يأمل معظم سكان الجزيرة في ان يسمح وصول هؤلاء السياح الجدد بانعاش الاقتصاد وزيادة مداخيلهم.