تنديد واسع بالقصف الجوي على مخيم للنازحين في محافظة ادلب

Read this story in English W460

ندد المجتمع الدولي بالضربات الجوية التي استهدفت مخيما للنازحين في شمال غرب سوريا قرب الحدود التركية، ما تسبب بمقتل 28 مدنيا على الاقل، في وقت لا تزال هدنة حلب التي تنتهي بعد منتصف ليل الجمعة السبت سارية المفعول.

وفي شمال سوريا، دخل مقاتلو جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والفصائل الاسلامية المتحالفة معها على بلدة استراتيجية كانت تحت سيطرة قوات النظام، بعد معارك تسببت بمقتل سبعين عنصرا من الطرفين خلال اقل من 48 ساعة، وفق حصيلة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

وقتل 28 مدنيا الخميس بينهم نساء واطفال جراء قصف جوي استهدف مخيم الكمونة القريب من بلدة سرمدا في محافظة ادلب (شمال غرب) ياوي عائلات نازحة من محافظة حلب (شمال) المجاورة.

ولم يشر المرصد إلى الجهة المسؤولة عن الغارات.

واكدت روسيا التي تشن طائراتها ايضا غارات في سوريا، عدم تحليق اي طائرة فوق المخيم الذي تعرض للقصف.

واتهم ناشطون معارضون الخميس قوات النظام بالضربات، الا ان القيادة العامة للجيش السوري نفت الجمعة في بيان "استهداف سلاح الجو السوري مخيما للنازحين في ريف ادلب"، محملة مسؤولية القصف "لبعض المجموعات الارهابية التي بدأت فى الاونة الاخيرة، وبتوجيه من جهات خارجية معروفة، بضرب أهداف مدنية بشكل متعمد لايقاع أكبر عدد من الخسائر فى صفوف المدنيين واتهام الجيش العربي السوري".

وقال الناشط المعارض ومدير وكالة "شهبا برس" المحلية للأنباء القريبة من المعارضة مأمون الخطيب لوكالة فرانس برس الخميس إن طائرتين تابعتين "لنظام الأسد استهدفتا بأربعة صواريخ مخيم غطاء الرحمة في قرية الكمونة".

واشار الى سقوط "صاروخين قرب المخيم ما أدى إلى حالة هلع وهروب عدد كبير من النازحين خارج المخيم، ليسقط بعدها صاروخان داخل المخيم ويتسببا بحريق عشرة خيم بالكامل".

- "أين المنظمات الدولية؟" -وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شبانا ورجال انقاذ يعملون على اخماد الحريق الذي اجتاح المخيم، فيما احدهم يغطي جثة متفحمة.

وبدت حالة من الفوضى داخل المخيم الذي التهمت النيران خيمه الزرقاء وكان الدخان يتصاعد منه، فيما يصرخ رجل بحرقة "الله يلعنهم"، قبل ان يسأل "اين هي المنظمات (الدولية)؟".

واثار استهداف المخيم تنديدا دوليا واسعا، اذ طالب منسق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين باجراء تحقيق فوري حول هذه الضربات.

وقال في بيان "اذا اكتشفنا ان هذا الهجوم المروع قد استهدف بشكل متعمد منشأة مدنية، فقد يشكل جريمة حرب"، مضيفا "شعرت بالرعب والاشمئزاز ازاء الانباء المتعلقة بمقتل مدنيين (...) في غارات جوية اصابت منشأتين لجأ اليهما نازحون بحثا عن ملاذ".

ونددت فرنسا الجمعة بالغارة، ووصفتها بانها "مقززة وغير مقبولة" متهمة الطيران السوري بتنفيذها، ودعت في الوقت نفسه الى اجراء تحقيق محايد.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي حمل مسؤولية هذه الضربات لنظام الرئيس بشار الاسد، ان "ازدراء نظام الاسد بالجهود المبذولة لاعادة ارساء الهدنة شديد الوضوح للجميع".

وشدد الاتحاد الاوروبي من جهته، من دون تحديد المسؤول عن شن هذه الضربات، على ان "الهجمات على مخيمات للاجئين غير مقبولة وتشكل خرقا فاضحا للقانون الانساني الدولي".

وتسيطر جبهة النصرة والفصائل الاسلامية المتحالفة معها في اطار "جيش الفتح"، على كامل محافظة ادلب منذ الصيف الماضي.

واستثنيت جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية من اتفاق لوقف الاعمال القتالية تم التوصل اليه بموجب اتفاق اميركي روسي وبدأ تطبيقه منذ 27 شباط في مناطق سورية عدة.

وتعرض الاتفاق لخروق متكررة، لا سيما في مدينة حلب المقسومة بين فصائل المعارضة والقوات النظامية والتي شهدت تصعيدا تمثل بغارات كثيفة لقوات النظام وقصف من مواقع الفصائل واوقع 285 قتيلا في اقل من اسبوعين، ما دفع الاطراف الدولية الى التحرك وفرض تهدئة من 48 ساعة في حلب.

- هدنة حلب سارية -وتنتهي المهلة المحددة للتهدئة بعد منتصف ليل الجمعة السبت.

وافاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بعودة حركة السكان الجمعة الى الشوارع تزامنا مع فتح المحلات والمؤسسات. وبخلاف يوم الجمعة الماضي، اقيمت صلاة الجمعة في المساجد بشكل طبيعي.

وعلى بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب حلب، تمكنت جبهة النصرة والفصائل الاسلامية المتحالفة معها بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام، من السيطرة فجر الجمعة على بلدة خان طومان وعدد من القرى المحيطة بها.

واحصى المرصد الجمعة مقتل 43 عنصرا على الاقل من جبهة النصرة وحلفائها بينهم قيادي محلي وثلاثون عنصرا من قوات النظام خلال اقل من 48 ساعة من المعارك بين الطرفين.

وكانت قوات النظام تمكنت في كانون الاول من طرد مقاتلي النصرة والفصائل الاسلامية من خان طومان.

وبحسب عبد الرحمن، فان استعادة الاخيرة سيطرتها اليوم على البلدة ومحيطها، تعني تراجع خطوط دفاع قوات النظام جنوب مدينة حلب.

وفي وسط سوريا، يستضيف مسرح مدينة تدمر الاثرية فرقة الاوركسترا السمفونية الروسية التي تقدم لليوم الثاني على التوالي حفلة موسيقية.

وحملت الحفلة الخميس عنوان "صلاة من اجل تدمر. الموسيقى تحيي الجدران العتيقة"، وهي النشاط الثقافي الاول الذي تشهده المدينة الاثرية بعد اسابيع على طرد قوات النظام السوري بدعم روسي تنظيم الدولة الاسلامية منها.

التعليقات 0