اسرائيل تتجه لاكثر حكومة يمينية في تاريخها
Read this story in Englishيسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس الى توسيع ائتلافه الحكومي الذي سيصبح الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل، مع العودة المحتملة للقومي المتطرف افيغدور ليبرمان، الشخصية المكروهة لدى الفلسطينيين، كوزير للدفاع.
ويواصل المقربون من نتانياهو الخميس التفاوض مع المقربين من ليبرمان لادخال حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف الذي يتزعمه الى الائتلاف الحكومي.
وتقول التسريبات من جهة والصحافة من جهة اخرى ان التوصل الى اتفاق بين الطرفين اصبح وشيكا.
ومع المقاعد الستة التي حاز عليها حزب اسرائيل بيتنا في البرلمان، سيحقق نتانياهو هدفه المعلن بتوسيع ائتلافه الحكومي الهش.
منذ فوزه في الانتخابات التشريعية في اذار 2015 لم يخف نتانياهو رغبته في توسيع غالبيته التي اتاحت تشكيل حكومته الرابعة، لكنها تقتصر على صوت واحد، الامر الذي يبقيه تحت رحمة شركائه في الائتلاف.
وعودة ليبرمان ، الذي شغل منصب وزير الخارجية بين (2009-2012 ثم 2013-2015) ، مثيرة للجدل لانه شخصية غير محبوبة لدى الاوروبيين والفلسطينيين.
وبدا الاربعاء ان نتانياهو كان يملك في الطرف المناقض خيارا اخر يتمثل في التوصل الى اتفاق مع حزب العمل برئاسة اسحاق هرتزوغ.
ويتابع المجتمع الدولي عن كثب خيار نتانياهو، بين انفتاح على اليسار او تشدد للحكومة باتجاه اليمين، علما انها احدى الحكومات الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل.
وتثير عودة ليبرمان الى الساحة عددا من التساؤلات وقلق المجتمع الدولي فيما يتعلق بسياسة حكومة نتانياهو خاصة حول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
ففي 2015 اقترح ليبرمان "قطع الرأس بالفاس" عقابا لكل من لا يكن الولاء من عرب اسرائيل للدولة العبرية.
كما انه بات مكروها لدى الاوروبيين عند توليه وزارة الخارجية حتى بعد استبعاده من المفاوضات مع الفلسطينيين. وهو من مؤيدي فكرة تبادل الاراضي بسكانها مع الفلسطينيين.
وفي حال منحه حقيبة الدفاع، سيصبح ليبرمان مسؤولا عن انشطة الجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وتساءل المعلقون الخميس حول مدى تأثير الرجل الذي صرح مؤخرا ان حكومة نتانياهو "لا تقاتل الارهاب بل تكتفي باحتوائه. وهي تمتنع عن البناء في القدس او الكتل الاستيطانية في يهودا والسامرة" مستخدما التسمية التوراتية التي تعتمدها اسرائيل للضفة الغربية المحتلة.
ويعتبرالمجتمع الدولي ان مواصلة الاستيطان الاسرائيلي مخالف للقانون وتشكل عائقا رئيسيا للسلام.
كما يشترط ليبرمان للمشاركة في الحكومة اقرار عقوبة الاعدام لمنفذي الهجمات على اسرائيليين. وهو من انصار الاغتيالات والاطاحة بحركة حماس المسيطرة في قطاع غزة.
وفي حال منحه حقيبة الدفاع فسيحل ليبرمان محل موشي يعالون الذي اعلن مؤخرا رفضه المغالاة في استخدام العنف تجاه الفلسطينيين.
-تأكيد رسمي-وينتظر الفلسطينيون تأكيد عودة ليبرمان الى الحكومة الاسرائيلية لاصدار تعليق رسمي. ولكن، بحسب مسؤول فلسطيني فان كراهية الفلسطينيين لليبرمان تعد " عاملا للوحدة الوطنية".
وقال المسؤول " سيكون مسؤولا عن الاحتلال وسيكون الامر كارثيا. هو شعبوي--اما يتحدث كثيرا او يقوم بتحويل اقواله الى افعال".
وكان ليبرمان وصف نتانياهو مؤخرا بانه "كاذب وغشاش".
وتأتي محادثات توسيع الائتلاف الحكومي، مع تصريح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي دعا الثلاثاء الاسرائيليين والفلسطينيين الى اتخاذ اجراءات تاريخية من اجل التوصل الى السلام، ما فسره بعض المحللين على انه محاولة لاعطاء زخم لدخول حزب العمل الى الحكومة.
وفشلت هذه المباحثات الاربعاء، ما ترك حزب العمل في حالة يرثى لها.
وهاجمت صحيفة يديعوت احرونوت تبديل نتانياهو واتهمته بانه يعمل لمصلحته الشخصية.
وقالت الصحيفة ""بدلا من تقديم حكومة اكثر اعتدالا للعالم، لاحداث تقدم في التحديات الدبلوماسية الجادة التي تواجهنا هذا الخريف، فان نتانياهو يقدم للعالم اكثر حكومة تطرفا هنا".
واكدت صحيفة معاريف ان "اسرائيل تتحضر لحصار دبلوماسي في تشرين الثاني المقبل عبر تاسيس اكثر حكومة يمينية وتطرفا منذ اقامة الدولة ولكن الامر الاهم هو ان نتانياهو ما زال امنا وواثقا من نفسه".
وفي حال منحه حقيبة الدفاع فسيحل ليبرمان محل موشي يعالون الذي اعلن مؤخرا رفضه المغالاة في استخدام العنف تجاه الفلسطينيين، وسعى الى معاقبة جندي اتهم بقتل مهاجم فلسطيني لم يكن يشكل خطرا.
في المقابل ابدى ليبرمان دعمه لهذا الجندي.