تجدد المعارك في جوبا بعد يومي مواجهات أسفرت عن أكثر من 150 قتيلا
Read this story in Englishاستؤنفت المعارك الاحد في جوبا بين القوات حكومية ومتمردين سابقين، بعد يومين من مواجهات اسفرت عن اكثر من 150 قتيلا والقت بظلها على الذكرى الخامسة لاستقلال جنوب السودان الغارق في الحرب الاهلية على رغم اتفاق سلام مهدد بالانهيار.
وكتبت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان على تويتر ان هناك "عيارات نارية وتبادلا كثيفا جديدا لاطلاق النار، مستمرا منذ الساعة 8،25 (5،25 ت غ) قرب مقر الامم المتحدة".
وتحدثت الامم المتحدة عن استخدام مدافع هاون وقاذفات قنابل و"اسلحة هجومية ثقيلة". ورصدت ايضا مروحية قتالية فوق جوبا.
واندلعت هذه المواجهات بعد يومين من اشتباكات اوقعت اكثر من 150 قتيلا في المدينة، كما قال المتمردون السابقون، عشية استقلال الدولة الفتية.
وتتولى الامم المتحدة ادارة مخيم يقيم فيه نحو 28 الفا من النازحين جراء الحرب الاهلية المستمرة منذ كانون الاول/ديسمبر 2013 بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وتلك التابعة لنائبه رياك مشار.
ويتمركز جنود من الجانبين قرب مخيم الامم المتحدة الذي لجأ اليه سكان من المنطقة. وتوجه مدنيون ايضا مع الاطفال وما تمكنوا من حمله الى قاعدة اخرى للامم المتحدة قريبة من المطار.
والقى متحدث باسم مشار مسؤولية هذه المعارك الجديدة على القوات الحكومية.
وقال جيمس غاتيت داك ان "قواتنا تعرضت لهجوم في قاعدة جبل" وصدته مضيفا "نامل بعدم حدوث تصعيد".
ولم تتوافر في الوقت الحاضر حصيلة للاشتباكات.
وقد بدأت اعمال العنف وهي الاولى في جوبا منذ توقيع اتفاق السلام في آب 2015 بين كير ومشار، لدى وقوع اشتباك اسفر عن خمسة قتلى بين عناصر الحرس الرئاسي الخميس.
ثم استؤنفت المواجهات مساء الجمعة واسفرت عن "اكثر من 150 قتيلا" كما قال رومان نيارجي المتحدث باسم رياك مشار. وسمع اطلاق النار من اسلحة رشاشة ومدفعية ثقيلة في عدد من انحاء العاصمة، واستمر نحو نصف ساعة. وما لبث ان توقف بعد نداء مشترك وجهه الرئيس ونائبه.
وفي اطار الاتفاق على تقاسم السلطة العام الماضي، عاد مشار مع كتيبة قوية من الرجال المسلحين، في نيسان الى جوبا، حيث اعيد تعيينه نائبا للرئيس وشكل مع كير حكومة وحدة وطنية.
لكن العداء استمر في عدد من المناطق. وفي اواخر حزيران، وصف مسؤول في لجنة لمراقبة وقف اطلاق النار مستوى اعمال العنف بأنه "مخيف".
- ذكرى قاتمة -وألقت المواجهات بظلالها القاتمة السبت على ذكرى الاستقلال الذي انتزع من السودان بعد حرب طويلة. ولا يصمد اتفاق السلام الذي ابرم العام الماضي إلا بصعوبة، ولم يشعر الناس بالجوع الذي يشعرون به في هذه الايام.
وخلافا للسنوات السابقة، لم ينظم اي احتفال بذكرى الاستقلال، بسبب نقص الاموال، كما اعلن رسميا. وكان يوم الذكرى هادئا، لكن التوتر استمر حادا في العاصمة.
ونصحت وزارة الخارجية البريطانية من جهة اخرى السبت مواطنيها بعدم "زيارة جنوب السودان"، ودعت الرعايا البريطانيين الموجودين هناك الى المغادرة.
وقالت الوزارة ايضا على موقعها ان "موظفي السفارة البريطانية في جوبا محاصرون وسنقلصهم ونبقي العدد الضروري فقط".
ومنذ كانون الاول 2013، اسفرت المعارك بين القوات الموالية لكير وتلك الموالية لمشار، عن عشرات الاف القتلى في صراع تزيد من تعقيداته المعارك بين الاثنيات والصراعات على المستوى المحلي.
وقد نجمت عنها ازمة انسانية ارغمت نحو ثلاثة ملايين شخص على الهرب من منازلهم، ونحو خمسة ملايين، اي اكثر من ثلث السكان، على الاعتماد على مساعدة انسانية عاجلة.
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون عن "قلقه" هذا الاسبوع من وضع "يؤكد مرة اخرى تراخي الالتزام الحقيقي للاطراف بعملية السلام، ويشكل خيانة جديدة لشعب جنوب السودان الذي تعرض لفظائع مخيفة منذ كانون الاول 2013".
ودعت مجموعة الازمات الدولية في الاونة الاخيرة الدول الضامنة لاتفاق السلام الى التحرك "العاجل جدا" لانقاذه و"منع البلاد من الانزلاق مجددا الى صراع واسع النطاق".