الحريري لنوابه: نتمسك بصدور القرار الظني ومعارضة المحكمة لن تؤدي الى شيء
Read this story in Englishنقلت صحيفة "الحياة" عن نواب في كتلة "المستقبل" أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أكد خلال اجتماع الكتلة أمس الثلاثاء، التمسك بالمحكمة الدولية وعدم المساومة عليها. وقال: "نحن نتمسك بصدور القرار الظني وبالأحكام، وكنا أول من طالب بها وقلنا في حينها اننا لا نتدخل فيها ونقبل كل ما يصدر عنها".
ونقل النواب عن الحريري قوله "إن المعارضة للمحكمة الدولية لن تؤدي الى شيء وأن المعركة ليست فقط من اجل المحكمة بل ايضاً لمصلحة البلد ومستقبله وحماية نظامه الديموقراطي".
وأضاف الحريري أن "معركتنا ليست انفعالية ونحن نرفض أسلوب السباب والشتائم والتهديد ونتمسك بالبيان الوزاري بكل بنوده حتى لو فرّط به الفريق الآخر". وجدد الحريري تأكيده العلاقة مع سوريا وقال ان لا تراجع عنها.
ولفت الى ان "متابعتنا للمحكمة الدولية لا تصرفنا عن متابعة هموم الناس وقضاياهم والعمل من اجل توفير الحلول لمشكلاتهم". وقال إن "لجنة المال والموازنة النيابية تبحث الآن في موازنات كل الوزارات وأن ما حصل اخيراً فيها كان بسبب الموقف من البند الخاص بتمويل المحكمة المدرج من ضمن موازنة وزارة العدل".
هذا ونقلت صحيفة "السفير" عن أوساط مقربة من الحريري شاركت في اجتماع الكتلة ان الالتزام بالمحكمة الدولية يشكل ثابتة نهائية بالنسبة الى رئيس الحكومة، مؤكدة انه ليس وارداً بالنسبة اليه التنازل عنها او المساومة عليها حتى في المنام.
واعتبرت ان المحكمة، وخلافاً لمحاولات تشويه وظيفتها، تجلب الاستقرار الى لبنان لأنها تردع المجرم وتحاسبه. واعتبرت أن مصير التهدئة مرتبط بسلوك الفريق الآخر، فإذا التزم بخطاب منضبط سنبادله بالمثل، وإذا تحامل علينا فسنردّ عليه.
ورأت أنه لا توجد مشكلة مع جوهر كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لأننا حريصون مثله على أن تحافظ المحكمة الدولية على مصداقيتها وأن تبتعد عن التسييسس، منوّهة بموقف الرئيس نبيه بري "الذي يتصرف بموضوعية ومسؤولية ويتجنب الدخول في سجالات ضيقة".
وكانت "كتلة المستقبل" قد عقدت اجتماعها الاسبوعي برئاسة الحريري في "بيت الوسط" وتوقفت فيه عند "التصعيد المستمر للحملة السياسية والاعلامية ضد المحكمة الدولية" واعتبرت ان "هذه الحملة تتعارض مع كون المحكمة باتت واقعاً يستحيل تجاهله ومع كل الجهود المبذولة للتهدئة والمحافظة على الاستقرار".
واعلنت ان "كل حملات التهويل والتهديد لن تجدي نفعاً في التأثير على التزامنا الكامل للمحكمة الدولية"، منبهة الى أن "محاولة التلاعب بالاجماع الوطني حول المحكمة هي دعوة متمادية لاثارة الخلافات والنعرات بين اللبنانيين". وجددت "تمسكها بخيار المحكمة والاستقرار معاً".
وقالت مصادر في "كتلة المستقبل" لـ"النهار" ان تصعيد الفريق الآخر على رغم صخبه المتعالي لم يبلغ حدود خرق خطوط حمر يستبعد ان يتجاوزها، معتبرة ان ما يروج له من سيناريوات وتهويل هو أكبر من الواقع.
وشددت على ان لا شيء يمكن ان يمنع استمرار المحكمة الدولية في عملها مهما حاول الفريق الآخر عرقلتها سواء باثارة قضية "شهود الزور" او بالسعي الى وقف مساهمة الدولة اللبنانية في دفع حصتها من تمويلها. وقالت "ان على الفريق الآخر في هذه الحال ان يختار وهو الذي سيقرر وليس نحن، فاما المحكمة مع ازمة يفتعلها ولا يمكن تقدير مداها، واما المحكمة مع هدوء واستقرار". ملمحة الى تحميله مسؤولية اي ازمة حكومية يقدم على تفجيرها.