المعارضة الفنزويلية تتظاهر وفرص تنظيم الاستفتاء ضد مادورو تتضاءل
Read this story in Englishتظاهر معارضو الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الاربعاء للمطالبة باستفتاء لاقالته تتضاءل فرص اجرائه مع اعلان المجلس الوطني الانتخابي ارجاء قراره حول صلاحية اجراءاته.
وغداة قرار المجلس ارجاء قراره الى الاول من آب بعدما كان متوقعا الثلاثاء، نزل حوالى الف معارض للسلطات الى شوارع كراكاس وتوجه الى مقر المجلس.
وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان حوالى مئتي شرطي اعترضوا طريقهم بهدوء بينما كان المتظاهرون الذي رفعوا اعلاما يهتفون "استفتاء الآن!".
وقال انريكي كابريليس احد قادة المعارضة ان "الناس يرفضون العنف، لكن اذا لم يكن هناك حل فان اي شئ يمكن ان يحدث"، مؤكدا ان "الناس نفد صبرهم"، بينما يبدو ان عملية تنظيم الاستفتاء ستطول.
من جهته، اكد هنري راموس الوب رئيس البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة "بما ان الحكومة يائسة وتخشى المشاورة الشعبية فاي شئ يمكن ان يحدث بالحيل" لتجنب هذا التصويت.
وعلى الرغم من ارتفاع نسبة المستائين في فنزويلا حيث يعترض سبعة من كل عشرة اشخاص على اداء الرئيس، تبدو التعبئة محدودة بسبب الانتشار الكبير للشرطة والهموم اليومية المتمثلة بتأمين مواد غذائية.
ويواجه الرئيس الذي انتخب في 2013 حتى العام 2019، برلمانا يسيطر عليه حزب "طاولة الوحدة الديموقراطية" الائتلاف المعارض من يمين الوسط، منذ الانتخابات التشريعية في كانون الاول 2015.
- تهديدات عديدة -وفور دخولها الى البرلمان طالبت المجموعة المعارضة للرئيس السابق هوغو تشافيز (1999-2013) تنظيم استفتاء ضد الرئيس الاشتراكي قبل نهاية 2016. ولهذه الغاية اطلقت المعارضة قبل اربعة اشهر عملية طويلة ومعقدة ينص عليها القانون.
وبعد حصولها على مليوني توقيع نال 1,3 مليون منها فقط الضوء الاخضر من المجلس الوطني الانتخابي، كان يفترض ان يؤكد 200 الف من الموقعين على الاقل خيارهم شخصيا نهاية حزيران.
وهذه النقطة تحديدا تحتاج الى مصادقة المجلس الوطني الانتخابي الذي تتهم المعارضة الحكومة بانها تسيطر عليه.
وفي حال اعطى المجلس الضوء الاخضر سيستلزم الامر جمع اربعة ملايين توقيع للدعوة الى الاستفتاء. ولاقالة الرئيس على معسكر ال"نعم" ان يتخطى النتيجة التي حققها المرشح مادورو في الاقتراع الرئاسي في 2013 (7,5 مليون صوت).
وقالت ربة العائلة التي تظاهرت من اجل اجراء الاستفتاء "انني مستعدة لاقصاء الرئيس. ليس لدينا مواد غذائية وينقصنا كل شئ".
وجرت هذه التظاهرة وسط مراقبة دقيقة اذ ان المجلس الانتخابي اعلن انه سيعلق العملية غي اي لحظة "في حال الاخلال بالنظام العام".
وتقدم مادورو بنفسه بشكوى احتيال الى المحكمة العليا التي تتهمها المعارضة بخدمة الحكومة. وقدم نحو 8600 طعن الى النيابة والمحكمة العليا.
- "تمويه" -من جهة اخرى، طلب متحدث باسم مادورو من المجلس الانتخابي اعلان "طاولة الوحدة الديموقراطية" غير قانوني، متهما هذا التحالف بالتزوير عند جمع التواقيع.
وقال خورغي رودريغيز الذي اوفده مادورو لمراقبة العملية "جئنا لنطلب تسجيل الحزب السياسي المسمى طاولة الوحدة الديموقراطية لانه شارك في اكبر عملية تزوير انتخابي في تاريخ البلاد".
وأضاف ان التحالف المعارض ادرج تواقيع باسماء اشخاص متوفين او قاصرين او مسجونين.
لكن اوجينيو مارتينيز الخبير في الانتخابات قال لوكالة فرانس برس ان "الذريعة لابطال +طاولة الوحدة الديموقراطية+ غير مقنعة لكن كاستراتيجية سياسية يمكن ان تطيل هذه الخطوة اجراءات الاستفتاء وقد تخدم التيار التشافي" الذي يحمل اسم الرئيس الراحل هوغو تشافيز (1999-2013).
اما الخبير في الدستور خوسيه ايناسيو ايرنانديز، فقد رأى ان طلب الحكومة اعتبار تحالف المعارضة غير قانوني قد يشكل "تمويها او ضربة قاسية توجه الى الاستفتاء".
وتعتبر المعارضة انه من الضروري ان ينظم الاستفتاء قبل العاشر من كانون الثاني 2017 لانه في حال اقالة مادورو قبل هذا الموعد سيتم تنظيم انتخابات مبكرة. وخلافا لذلك، ينظم الاستفتاء بعد هذا الاستحقاق وفي حال هزم الرئيس الفنزويلي يمكنه تعيين نائبه في مكانه.
والازمة الاقتصادية الخطيرة التي تهز فنزويلا من ابرز الاسباب التي تدفع بالمعارضين المطالبة بتخلي مادورو عن السلطة.
وفنزويلا التي انهار اقتصادها مع تراجع اسعار النفط، تشهد حالة غليان. وازدادت عمليات النهب بعد ان ضاق السكان ذرعا بالنقص في المواد الغذائية بنسبة 80% وزيادة عدد الجرائم واسوأ تضخم في العالم (180,9% في 2015 و720% في 2016 وفقا لصندوق النقد الدولي).