الحلف الاطلسي يرجح أن تكون طائراته تسببت في مقتل الجنود الباكستانيين

Read this story in English W460

أعلن المتحدث باسم القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في أفغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي كارستين جاكوبسون السبت انه "من المرجح جدا" ان تكون طائرات الحلف تسببت في مقتل 26 جنديا باكستانيا عندما شنت غارة على المناطق الشمالية الغربية من باكستان.

وقال الجنرال جاكوبسون أن قوات ايساف والجيش الافغاني كانت تقوم بعملية مشتركة في الجزء الشرقي من ولاية كونار الافغانية المحاذية لباكستان، واضطرت الى استدعاء دعم جوي.

وصرح لوكالة "فرانس برس" أنه "من المرجح جدا ان تكون هذه الطائرات التي توجهت لتقديم الدعم لقوات أرضية استدعتها، قد تسببت في وقوع القتلى".

وأشار الى أن "العملية كانت تجري بالقرب من الحدود الجبلية المليئة بالثغرات بين باكستان وأفغانستان والمعروفة باسم خط دوراند".

وأضاف:"لقد كانت العملية تجري في منطقة قريبة جدا من خط دوراند، وكما نعلم، فان خط دوراند ليس واضحا في كل مكان" من المنطقة.

وكان جاكوبسون صرح للبي بي سي في وقت سابق أنه "من الواضح" أن قوات دعم جوية هي التي تسببت في وقوع الضحايا.

وقال أن "وضعا تطور على الارض ودفع القوات الى طلب الدعم الجوي. وقد وصل ذلك الدعم ومن الواضح انه تسبب في وقوع الضحايا الباكستانيين، وهذا ما يجب ان نحقق فيه".

وقد دانت باكستان الهجوم "بشدة" وقالت وزارة الخارجية الباكستانية انها "ستثير تلك المسألة بأشد العبارات لدى الحلف الاطلسي والولايات المتحدة".

كما ردت باكستان على الفور بوقف عبور الامدادات للحلف الاطلسي عبر طرخام الى أفغانستان، وهو خط الامدادات البري الرئيسي للولايات المتحدة لافغانستان التي لا تطل على بحار ويتعين نقل الامدادات إليها عبر باكستان بعد انزالها بميناء كراتشي الباكستاني على بحر العرب.

وكان وعد الجنرال الاميركي جون آلن قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان السبت بإجراء تحقيق شامل بعد ما أوردته باكستان من وقوع ضربة جوية للحلف الأطلسي اسفرت عن مقتل 20 جندياً على الأقل.

وقال الجنرال آلن، قائد القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في افغانستان (إيساف)، أن "هذا الحادث يسترعي أقصى درجات الانتباه مني شخصياً ويستلزم مني التحقيق بدقة فيه للوقوف على الحقائق".

وأضاف آلن في بيان "أقدم أحرّ تعازي الشخصية والقلبية لأسر وأحباء أي افراد من قوات الأمن الباكستانية قد يكونوا قتلوا او اصيبوا".

وأكد مسؤولون أمنيون في منطقة مهمند القبلية القريبة من الحدود الأفغانية ومسؤول عسكري في بيشاور، أن الهجوم اسفر عن مقتل ثمانية عسكريين باكستانيين أحدهم ضابط برتبة رائد.

وأوضحت هذه المصادر أن الهجوم استهدف نقطة تفتيش في منطقة سالا بمقاطعة بايزاي في المناطق القبلية الباكستانية.

وقال مسؤول في الاستخبارات الباكستانية في المكان أن "اطلاق النار أسفر عن مقتل سبعة جنود ورائد".

وأكد هذه الحصيلة مسؤول أمني وآخر في القوات شبه العسكرية.

وفي كابول، أكد متحدث بإسم القوة الدولية للمساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي "لقد علمنا بوقوع حادث. نحن لا نزال في مرحلة جمع المعلومات".

وتعتبر الولايات المتحدة المناطق القبلية الباكستانية المحاذية للحدود الأفغانية معقلاً لحركة طالبان وحليفها تنظيم القاعدة ومنطلقاً لهما في شن هجمات على القوات الغربية المنتشرة في افغانستان المجاورة.

وتشهد المناطق القبلية في شمال غرب باكستان منذ سنوات عدة تمرداً اسلامياً تقوده حركة طالبان بالتعاون مع حلفائها من تنظيم القاعدة رفضاً لما تعتبره اصطفافا من جانب اسلام اباد خلف الولايات المتحدة في "الحرب على الإرهاب".

يذكر أن المسؤولين الباكستانيين والأميركيين والأفغان يتبادلون الاتهامات بشكل متزايد بشأن هجمات عابرة للحدود على مدار الشهور الستة منذ قتلت قوات أميركية، خاصة اسامة بن لادن على مقربة من العاصمة الباكستانية اسلام اباد في عملية لم تطلع القوات الباكستانية عليها مسبقاً.

التعليقات 0