اعتداءات 11 ايلول 2001 شكلت عاصفة ستتواصل لفترة طويلة

Read this story in English W460

يرى محللون ومسوؤولون ان اعتداءات 11 ايلول 2001 لم تسمح بتركيع اميركا كما كان يأمل مدبروها لكنها دشنت عصرا من الاضطرابات ستستمر انعكاساته لسنوات وخصوصا في الشرق الاوسط.

وقال هؤلاء ان الرد "بالقوة الساحقة" (مبدأ "اوفرويلمينغ فورس" الاميركي، وخصوصا عبر اجتياح العراق، زرعت الولايات المتحدة بذور الفوضى التي يشهد جزء كبير من هذه المنطقة.

وبرهن تنظيم القاعدة والحركة الجهادية الدولية اللذين هزتهما لفترة خسارة المعقل الافغاني، على ثبات وقدرة على التكيف وانتشرا في عدد من الدول وشن عمليات وهجمات تبث الرعب.

وقال ديدييه لوبري الذي كان حتى الاسبوع الماضي المنسق الوطني للاستخبارات الفرنسية قبل ان يستقيل لينتقل الى الساحة السياسية ان "11 ايلول كان في الواقع نتيجة عمل استمر سنوات للقاعدة من اجل شن هجوم كبير".

واضاف لوبري الذي كان يتحدث لوكالة فرانس برس "لكنه ايضا بداية ادراك (الاميركيين) لضعفهم على ارضهم، وهذا ما لا يقبلون به".

واضاف "انهم يردون على الطريقة الاميركية، اي بشكل غير كامل"، موضحا انها "نقطة قوتهم ونقطة ضعفهم. فهم لا يسعون ابدا الى الحفاظ على التوازنات وعلى تعقيدات الامور كما يمكننا ان نفعل هنا في اوروبا. بالنسبة لهم هذا هو العدو وسنؤمن الوسائل للقضاء عليه.. اما العواقب فسنرى بعد ذلك".

وتابع "رأينا هذه العواقب: انها الصورة السيئة التي اعطتها الولايات المتحدة لنفسها في سجن ابو غريب ومعتقل غوانتانامو. افضت الامور الى الخطأ المأسوي في العراق. حرب لم تكتمل جرت بناء على كذبة (...) دفعوا المنطقة برمتها الى الفوضى وزعزعوا استقرارها بشكل كامل".

من جهته، قال جان بيار فيليو الاستاذ في جامعة العلوم السياسية في باريس ان "السنوات ال15 التي مضت منذ 11 ايلول/سبتمبر تثير شعورا بفوضى مخيفة".

- "خلافة الرعب" -

اوضح فيليو ان "الولايات المتحدة استفادت من تضامن دولي غير مسبوق في الحملة ضد طالبان وتنظيم القاعدة".

واضاف "لكن بعد هذه الحملة التي تكللت بالنجاح خلال اسابيع، فرض المحافظون الجدد اولويات +حرب شاملة ضد الارهاب+ احيت الجهاد الشامل وفتحت امامه ابواب العراق، اي الشرق الاوسط وحتى اوروبا".

وتابع ان "داعش المسماة خطأ +الدولة الاسلامية+ ولدت من رحم التحالف بين استبدادين هما استبداد القاعدة واستبداد النظام العراقي المخلوع الذي كان يقوده صدام حسين".

واشار فيليو الى انه "بدلا من معالجة هذا التهديد غير المسبوق، انكره باراك اوباما لفترة طويلة ما سمح بظهور +خلافة الرعب+ التي طالت كل العالم".

وبدا من الواضح مع التراجع، ان اسامة بن لادن كان يأمل بجذب اميركا الى ارضه لمواجهة لا يمكن في نظره الا ان تجري لصالحه اذ انه كان مقتنعا بانه هو ومقاتليه العرب طردوا الجيش السوفياتي من افغانستان، الامر الذي يؤكد الخبراء عدم صحته.

وفي العام 2012، قال عمر بن لادن احد الابناء ال11 لمؤسس تنظيم القاعدة لمجلة "رولينغ ستونز" ان "حلم والدي هو جلب الاميركيين الى افغانستان". واضاف "كان يريد ان يلحق بهم ما انزله بالروس. لقد فوجئت بانهم سمحوا باستدراجهم".

وباجباره واشنطن على الخروج من عزلتها وراء الاطلسي وارسال آلاف الجنود الى الشرق الاوسط حيث ما زالوا موجودين بعد 15 عاما، استخدم اسامة بن لادن ما وصفه استاذ التاريخ الاسرائيلي يوفال نوح هراري مؤلف كتاب "سابينز" الذي لقي رواجا كبيرا "طريقة المعلم تاي-شي".

وكتب في مقال مؤخرا ان "الارهابيين يأملون في ان يدفعوا عدوهم الى استخدام خاطئ للقوة ولو انهم لن يتمكنوا من التأثير كثيرا على قدرة هذا العدو".

واضاف ان "حساباتهم تفيد انه عندما يكون عدوهم يستشيط غضبا، فهذا سيثير عاصفة عسكرية وسياسية اعنف بكثير مما يمكن ان يحققوا هم انسفهم. وخلال العاصفة تجري امور كثيرة لم تكن متوقعة".

التعليقات 0