نهاية الفراغ الرئاسي: ميشال عون رئيسا في الدورة الثانية بأصوات أكثر من نصف المجلس

أنتخب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في الدورة الثانية بعد ان نال 83 صوتا، لتُطوى بذلك صفحة الفراغ الرئاسي التي دامت نحو عامين ونصف عام.

ورن رئيس مجلس النواب نبيه بري الجرس الذي فيه أعلن بدء الجلسة، وسط تصفيق حاد من النواب.

وقال بري في بداية الجلسة "كل النواب حضورا ولا اعتذار".

وبعد تلاوة النص الدستوري الخاص بانتخاب رئيس الجمهورية وُزعت الاوراق على النواب للادلاء بأصواتهم. بعدها بدات عملية الفرز.

وتعذر حصول عون على غالبية الثلثين في الدورة الاولى التي تتطلب 86 صوتا. إذ حصل على 84 صوتا مقابل 36 ورقة بيضاء. واعتُبرت 6 أرواق ملغاة كتب على ثلاثة منها "ثورة الارز في خدمة لبنان" وعلى اخرى "ميريم كلينك"، إضافة الى ورقة كتب عليها إسم جيلبيرت زوين، لم يلغها بري كونها نائب في البرلمان.

بعدها، أعلن بري بدء الدورة الثانية التي حصل فيها لغطا بالاوراق، فأعيدت عملية الاقتراع خلالها ثلاث مرات.وطلب رئيس المجلس بإعادة توزيع الاوراق لانه تم العثور في صندوق الاقتراع على 128 ورقة بينما يفترض أن يكون العدد 127. وسجل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل اعتراضا على اللغط، وطلب اعادة الاقتراع.

ويحتاج المرشح في الدورة الثانية الى 65 صوتا على الاقل أي النصف زائد واحد.

وحضر 127 نائبا الى البرلمان من أصل 128 بسبب استقالة روبير فاضل من النيابة.

وفي الدورة الثانية، نال عون 83 صوتا مقابل 36 ورقة بيضاء. ليصبح بذلك رئيسا للجمهورية. واعتبرت 6 أوراق ملغاة كتب على خمسة منها "ثورة الارز مستمرة"، وعلى أخرى اسم زوربا. كما كتب على ورقة اسم النائب ستريدا طوق لم تحتسب ملغاة.

وفور اقفال جلسة الانتخاب، افتتح رئيس المجلس جلسة القسم التي أقسم خلالها عون على الدستور "انني ساحترم دستور الامة اللبنانية وقوانينها واحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة اراضيه".

وقال بري في كلمة توجه بها للرئيس الجديد "انتخابكم يجب ان يكون بداية وليس نهاية وهذا المجلس على استعداد لمد اليد لاعلاء لبنان".

وبدأ عون بعد القسم خطابا ليوضح فيه برنامج حكمه الذي يفترض ان يستمر ست سنوات.

وأقفلت القوى الامنية المداخل المؤدية الى ساحة النجمة حيث مقر البرلمان باستثناء طريق واحد فقط يتولى الحرس الجمهوري فيه التدقيق في الهويات ويقتصر سلوكه على الصحافيين والنواب.

وشارك في الجلسة عددا من السفراء من بينهم السفير السوري علي عبد الكريم علي إضافة الى دبلوماسيين. كما حضر رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

وقبل الجلسة، قال وزير التربية الياس بو صعب فور وصوله الى المجلس وصول عون إلى الرئاسة هو ربح لجميع اللبنانيين ونتمنى أن نرى مرحلة جديدة وسنبقى الى جانب كل الأساتذة وخصوصا المتعاقدين

وقال حكمت ديب لوكالة "فرانس برس" "انه حدث وطني بامتياز، لم نمر منذ فترة طويلة بحدث من هذا النوع يجمع معظم الاطراف السياسية التي تمثل طوائف كبرى وطوائف صغرى في هذا البلد".

وأضاف "هناك تفاهم وتوافق، لبنان لا يحكم الا بالتوافق"، مؤكدا على ان انتخاب عون يعد بالنسبة له "انجازا وحلما يتحقق".

ويحظى عون منذ بداية السباق بدعم حليفه حزب الله، لكنه لم يتمكن من ضمان الاكثرية المطلوبة لانتخابه الا بعد إعلان خصمين أساسيين تأييده، وهما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يتقاسم معه شعبية الشارع المسيحي، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، كما انضم الى المؤيدين اخيرا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.

ويعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أبرز المعارضين لانتخاب عون. وأعلن انه في حال وصول الاخير الى الرئاسة سينتقل الى المعارضة.

وقال النائب علي خريس، عضو كتلة التنمية والتحرير التي يراسها بري، لفرانس برس "نحن سنصوت بالورقة البيضاء، (...) الورقة البيضاء هي اعتراض على طريقة ونهج تم اتباعه (...) البلد لا يمشي باتفاقات ثنائية او اتفاقات ثلاثية. نحن نؤمن بالحوار".

وتابع "اذا العهد الجديد سيستمر بالطريقة ذاتها والاسلوب ذاته، فان الوضع لن يكون جيدا".

ومنذ اتفاق الطائف الذي حدّ من صلاحيات الرئيس، انتخب كل الرؤساء بناء على توافق مسبق بين ابرز المكونات الطائفية والسياسية للبلاد وغالبا بعد ازمات سياسية كبيرة.

وينتظر أنصار عون منذ سنوات وصوله الى سدة الرئاسة. وسيكون الرئيس الثالث عشر للبنان منذ الاستقلال.

وأعد التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون، لاحتفالات ستقام بعد إعلان فوز الرئيس، ومنها تجمع ضخم في ساحة الشهداء في وسط العاصمة مساء الاثنين.