العودة إلى الموصل فرصة جديدة للقوات العراقية بعد انهيارها الكارثي قبل سنتين

Read this story in English W460

تشكل معركة الموصل فرصة أمام القوات العراقية لمحو ذكرى انهيارها الكارثي قبل عامين أمام هجوم تنظيم الدولة الاسلامية الذي أسفر عن سيطرة الجهاديين على المدينة.

وبعد أسبوعين على بدء العملية العسكرية في اتجاه الموصل، انتشر الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب على مشارف المدينة للمرة الأولى منذ حزيران 2014.

وتأتي هذه الخطوة تتويجا لجهود استمرت سنوات في إعادة تدريب القوات المسلحة واستبدال القادة غير الأكفاء.

وقال الفريق ركن قاسم المالكي، قائد الفرقة المدرعة التاسعة، إحدى الوحدات التي وصلت إلى الموصل، إن "الجيش ليس الجيش نفسه".

وسبق لبعض الجنود ورجال الشرطة العراقيين المشاركين في المعركة الحالية أن قاتلوا في الموصل العام 2014، في حين أن كثيرين هم من قدامى المحاربين في معارك سابقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وبدأ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بتدريب القوات العراقية في أعقاب الهجوم الأول للجهاديين، وقدم لها دعما جويا ومدفعيا إلى جانب المشورة.

وقال المتحدث باسم التحالف جون دوريان إن برنامج التدريب شمل حتى الآن 54 ألف رجل، من جنود عراقيين ورجال شرطة ومقاتلي البشمركة الكردية.

- "لحظة رمزية" -ومنذ توليه منصبه في العام 2014، أقال رئيس الوزراء العراقي عددا من ضباط الجيش، ما مهد الطريق أمام ضباط أكثر كفاءة لتولي القيادة.

وازداد عديد القوات النظامية العراقية بضم فصائل الحشد الشعبي إليها.

وتضم قوات الحشد الشعبي متطوعين وفصائل شيعية تتلقى دعما من ايران، ولعبت دورا كبيرا في استعادة السيطرة على مدن ومناطق واسعة من تنظيم الدولة الاسلامية. لكن هذه الفصائل التي أوقفت تمدد الجهاديين بعد إعلانهم دولة "الخلافة" في الموصل، متهمة بارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الانسان اثناء العمليات العسكرية التي خاضتها، تتراوح بين القتل والخطف وتدمير ممتلكات.

وتشكل العودة إلى الموصل "لحظة رمزية للقوات العراقية التي انهارت بطريقة دراماتيكية في حزيران العام 2014، لكنها عادت بدعم التحالف والتدريب الجديد"، بحسب ما يقول محلل الشؤون العراقية في معهد دراسات الحرب باتريك مارتن.

إلا أن مارتن يحذر من مشاكل لا تزال قائمة داخل قوات الأمن العراقية، منها "النقص في العديد والفساد على مستويات عدة".

وبدأت القوات العراقية منذ أواخر العام 2014 عملياتها لاستعادة السيطرة على المناطق التي احتلها تنظيم الدولة الاسلامية، فاستعادت مناطق جنوب بغداد، وتقدمت ببطء شمال وغرب العاصمة مستعيدة سلسلة من المدن والبلدات.

ويقول الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى  مايكل نايتس إن "الجيش العراقي فاز في كل معركة خاضها منذ أيار 2015".

ويضيف ان "المحرك الرئيسي كان القيادات من اصحاب الكفاءة العالية التي تقود حاليا الوحدات العراقية الرئيسية، والتي اختير معظمها من قادة المعارك التي عملت بين العامين 2007 و2011"، قبل أن يقوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حينها بتطهير الجيش.

ويتوقع ان تستغرق معركة الموصل بعد أسابيع طويلة أو اشهرا. لكن الوصول إلى المدينة إنجاز كبير بحد ذاته، خصوصا بالنظر إلى تموضع القوات العراقية في العام 2014.

وقاتل بعض الجنود ورجال الشرطة العراقيين تنظيم الدولة الإسلامية عندما هاجم الموصل في 2014، لكن القوات المتواجدة في المدينة فشلت في نهاية المطاف بصد الهجوم رغم تفوقها عدديا، إذ أن منهم من استسلم أو هرب فيما تلقى آخرون أوامر بالانسحاب.

كان ذلك بمثابة كارثة كبرى للبلاد، إذ خسرت ثاني أكبر مدنها، عدا عن الآليات والمعدات التي بقيت في مكانها ويستخدمها التنظيم الجهادي منذ ذلك الحين ضد القوات العراقية.

وفي آب الماضي، حملت لجنة تحقيق برلمانية عراقية قيادات كبيرة مسؤولية التغاضي عن معطيات كانت تؤذن بسقوط الموصل والاخفاق في ادارة معركتها، مشيرا إلى أن القيادات الامنية "اقترفت عددا من الاخطاء الجسيمة التي سرعت من حدوث الانهيار الامني الذي انتهى بسيطرة عصابات داعش على المحافظة".

وحمل التقرير أيضا المالكي وآخرين مسؤولية الانهيار الامني، مشيرا الى فساد مستشر وسوء كفاءة في القيادة العسكرية.

التعليقات 0