ماكرون يحمل لواء التقدمية امام مهرجان انتخابي حاشد في ليون
Read this story in Englishقدم ايمانويل ماكرون النجم الصاعد في الانتخابات الرئاسية الفرنسية نفسه كحامل للواء التقدمية امام حشد كبير من انصاره في مدينة ليون، التي تستضيف ايضا منافسته الرئيسية مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.
واحتشد اكثر من 16 الف شخص للمشاركة في مهرجان ماكرون (39 سنة) الانتخابي، بقي نصفهم خارج الملعب بحسب المنظمين، في مدينة ليون الواقعة في وسط شرق فرنسا.
وفي وصف لهذا الحشد قال ماكرون انه "تعبير عن الرغبة بالتطلع الى مستقبل جديد".
وقال في كلمته وسط تصفيق حاد "انا لا اقول لكم ان اليسار واليمين لم يعودا يعنيان شيئا، او انهما لم يعودا موجودين، او انهما الشيء نفسه، لكن الا يمكن تجاوز هذه التقسيمات في لحظات تاريخية؟".
ودعا ماكرون الى "القيام بكل ما هو ممكن لكي لا يستفيد حزب الجبهة الوطنية مما يحصل" في اشارة الى تضعضع اليمين اثر الفضيحة التي طاولت زوجة مرشحه فرنسوا فيون.
ويريد ماكرون ان يمثل التجدد في فرنسا، وبعد ان كان وزيرا في الحكومة الاشتراكية قدم نفسه كوسطي يريد ان تكون فرنسا "ارض التجدد" عبر تحرير العمل، واعادة الالتزام بالشعار الوطني الذي يكاد يدخل طي النسيان "حرية مساواة اخوة".
ويبدو ان هذا المهرجان الانتخابي اعطى اشارة الانطلاق للحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية قبل اقل من ثلاثة اشهر من موعد الدورة الاولى في الثالث والعشرين من نيسان، بحسب ما قال ريشار فران الامين العام لحركة "الى الامام" التي اسسها ماكرون في نيسان 2016 وعرف عنها بانها "لا يمين ولا يسار".
وقال غي ترامبلاي (49 عاما) الذي شارك في المهرجان الانتخابي "انه المرشح الوحيد الذي يقول ان الغد لن يكون اسوأ من اليوم، وان التغيرات التي تواجهنا لا تحمل الينا خيبات الامل".
وتابع هذا المقاول بحماسة عن ماكرون "يعتقد ايضا ان الهجرة تحمل كفاءات. وعن اللاجئين انه الوحيد الذي قال ان انغيلا ميركل انقذت كرامة اوروبا. انا ارى نفسي تقدميا واريد ان اكون اوروبيا سخيا ومجددا".
-الخروج من التقسيم بين يمين ويسار-بقي ماكرون مقربا جدا من الرئيس فرنسوا هولاند حتى استقالته من الحكومة في آب 2016، وتمكن خلال الاسابيع القليلة الماضية من جمع الانصار بالالاف من الذين ينشدون التغيير.
تقول اوديل دوكلو (63 عاما) المدرسة المتقاعدة التي تسجلت عضوا في حركة "الى الامام" وشاركت في اول تجمع انتخابي لها في ليون "قبل اليوم كنت انتخب الحزب الاشتراكي. الا ان زوجي ومنذ سنوات عدة يكرر امامي انه لا بد من تجاوز مفهوم اليمين واليسار، واقنعني بايمانويل ماكرون".
ويأتي هذا المهرجان الانتخابي اثر تطورات صبت في مصلحة المرشح الشاب.
ففي التاسع والعشرين من كانون الثاني الماضي فاز بونوا آمون الذي يمثل الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي في الانتخابات التمهيدية لليسار، ما سهل مهمته في تقديم نفسه كوسطي.
وعلى جبهة اليمين ساهم تزعزع موقع مرشح اليمين فيون بسبب فضيحة الوظائف الوهمية لزوجته، في تعزيز فرص ماكرون بالتقدم نحو قصر الاليزيه.
وكشفت استطلاعات الراي الاخيرة للمرة الاولى ان ماكرون سينتقل الى الدورة الثانية في السابع من ايار مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن. وفي هذه الحالة سيتمكن من الفوز على لوبن بسهولة، بحسب الاستطلاعات نفسها.
من جهتها تلتقي لوبن السبت مناصريها في ليون ايضا على ان تعرض برنامجها في المدينة نفسها الاحد خلال مهرجان انتخابي، في حين يعقد مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون لقاء في ليون بموازاة تجمع آخر يعقد في الوقت نفسه في باريس تأييدا له.
وفي مواجهة الانتقادات التي وجهت اليه عن غياب مشروع واضح له، بدأ ماكرون بعرض بعض افكاره الاقتصادية والمالية. الا ان مشروعه الرئاسي لا يزال قيد الاعداد ومن المتوقع ان يعرضه في نهاية شباط الحالي، على ان يعرض بعض الافكار الاقتصادية الخميس المقبل.
وقال مرشح الحزب الاشتراكي بونوا آمون في مقابلة مع صحيفة لوموند نشرت السبت، ان ماكرون يتلاعب فيكون احيانا يساريا واحيانا اخرى يمينيا، ما قد يجعله "مرشحا بديلا من فرنسوا فيون" الغارق في فضيحة زوجته.