الرئيس الصيني يدعو ترامب لتجنب التصريحات التي "تؤجج" التوتر مع كوريا الشمالية
Read this story in Englishحث الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الاميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي السبت على تجنب الخطاب الذي من شأنه تأجيج التوتر مع كوريا الشمالية وسط قلق دولي من الحرب الكلامية المتصاعدة.
وجاءت دعوة شي خلال اتصال هاتفي مع ترامب، بعد ساعات على تصعيد ترامب تهديداته لبيونغ يانغ محذرا النظام الستاليني من أنه "سيندم حقا" إذا ما هاجم الولايات المتحدة.
وقال البيت الابيض في بيان إن الرئيسين الاميركي والصيني "اتفقا على أن توقف كوريا الشمالية سلوكها الاستفزازي والتصعيدي" وبأنهما ملتزمان نزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
غير أن وزارة الخارجية الصينية قالت إن شي حض ترامب على تجنب "الأقوال والأفعال" التي من شأنها أن "تؤجج" التوتر على شبه الجزيرة الكورية، وممارسة ضبط النفس والسعي لتسوية سياسية.
وصعد ترامب هذا الاسبوع هجومه الكلامي على كوريا الشمالية على خلفية برنامجيها النووي والصاروخي، وسط معلومات نشرتها وسائل إعلام أميركية ذكرت ان بيونغ يانغ نجحت في انتاج رأس نووي مصغر.
وصعد الملياردير الجمهوري لهجته تدريجيا خلال الاسبوع ليعلن الجمعة ان الخيار العسكري الاميركي "جاهز للتنفيذ".
وفي اتصال هاتفي مع حاكم غوام ايدي كالفو الجمعة قال ترامب ان القوات الأميركية "مستعدة لضمان سلامة وأمن سكان غوام" وذلك ردا على إعلان بيونغ يانغ خطة لاطلاق صواريخ باتجاه الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ.
وقالت وسائل إعلام يابانية إن طوكيو تقوم بنشر نظام باتريوت الدفاعي الصاروخي في اعقاب تهديد بيونغ يانغ بإطلاق صواريخ بالستية فوق اراضيها باتجاه غوام.
- "نار وغضب" -في تطور آخر يمكن أن يؤجج التوتر نشر خبير الشؤون الدفاعية جوزيف بيرموديز صورا ملتقطة بالاقمار الصناعية تظهر على الارجح استعداد كوريا الشمالية لاختبار صواريخ بالستية من غواصة.
وكان ترامب قد توعد بيونغ يانغ "بالنار والغضب" في تصريحات قال الخميس انها "ربما لم تكن شديدة بما يكفي".
وأعربت الصين، أكبر حليفة لبيونغ يانغ واكبر شريك تجاري لها، عن القلق إزاء التصعيد الكلامي. وقالت صحيفة حكومية ان على بكين أن تبقى على الحياد في حال وجهت بيونغ يانغ الضربة أولا للولايات المتحدة.
وبعد أن اتهمها ترامب بعدم القيام بما يكفي لكبح جماح النظام المستبد، صوتت الصين نهاية الاسبوع الماضي لصالح قرار في الامم المتحدة يفرض عقوبات واسعة على كوريا الشمالية.
وبحسب وزارة الخارجية الصينية، قال ترامب لشي في الاتصال الهاتفي انه "يتفهم تماما دور الصين في المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية". ويتوقع أن يزور ترامب الصين في وقت لاحق هذا العام.
واتهمت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية في افتتاحية الرئيس الأميركي بأنه "يقود الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى شفير حرب نووية" ووصفت الولايات المتحدة بأنها "بغيضة ومهووسة بالحرب النووية".
واثارت هذه الخطب النارية تخوفا دوليا من أن يؤدي اي تقدير خاطئ من الجانبين إلى نزاع كارثي في شبه الجزيرة الكورية.
وحضت روسيا وألمانيا الطرفين على تخفيف لهجة الخطاب.
وغرد ترامب من ناديه للغولف في نيوجيرسي حيث يمضي عطلة "الحلول العسكرية وضعت بالكامل حاليا وهي جاهزة للتنفيذ إذا تصرفت كوريا الشمالية بلا حكمة. نأمل أن يجد كيم جونغ-اون مسارا آخر".
- موسكو قلقة -قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو "قلقة جدا" إزاء اللهجة القوية لترامب وان على واشنطن القيام بالخطوة الاولى لنزع فتيل الازمة.
وقال لافروف "حين يوشك قتال أن يندلع، فإن الخطوة الأولى للابتعاد عن النهج الخطير يجب أن يأخذها الجانب الاقوى والأذكى".
من ناحيتها قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان الدبلوماسية هي الحل. وأكدت ان ""ألمانيا ستشارك بشكل مكثف في خيارات الحل غير العسكرية، إلا أنني أرى أن التصعيد الكلامي هو رد خاطئ".
وتبنى مجلس الامن الدولي قبل أسبوع قرارا بالاجماع بفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ على خلفية برنامجيها الصاروخي والنووي، يمكن ان تكلفها مليار دولار سنويا.
وقال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش "حان الوقت لكي يركز جميع الاطراف على سبل خفض التوتر".
ويتوقع أن يتصاعد التوتر على شبه الجزيرة عندما تبدأ سيول وواشنطن مناورات عسكرية كبيرة مشتركة حوالى 21 آب/اغسطس.
- مأساة حرب -سعى وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الخميس إلى خفض التوتر، مؤكدا ان أي حرب مع كوريا الشمالية ستكون "كارثية". واضاف أن الدبلوماسية لا تزال أولوية.
وردا على سؤال حول ما اذا كان ماتيس على علم بالتغريدة الاخيرة لترامب، قال المتحدث الكولونيل روب مانينغ أن وزير الدفاع "على اتصال وثيق ومستمر بالرئيس".
وقال مسؤول في البيت الابيض "هناك خطط عسكرية لأي أزمة قد نواجهها في العالم (...) هذا ليس جديدا".
توترت العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ منذ اشهر في اعقاب تجارب صاروخية متكررة لكوريا الشمالية، بينها اطلاق صاروخين بالستيين عابرين للقارات في تموز الماضي يعتقد أنهما يمكن أن يصلا إلى معظم الاراضي الاميركية.
وأثارت كوريا الشمالية غضب الولايات المتحدة عندما أعلنت خطة مفصلة لاطلاق أربعة صواريخ فوق اليابان باتجاه غوام، وهي جزيرة معزولة عدد سكانها 165 ألف نسمة وينتشر فيها ستة آلاف جندي أميركي.