ميقاتي بعد التكليف يواجه تحدي المحكمة الدولية وسلاح حزب الله
Read this story in Englishيبدأ رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي غدا الاخميس وبعد غد الجمعة في مهمة التأليف، بحيث يبدأ خطواته بالزيارات البروتوكولية التقليدية لرؤساء الحكومة السابقين.
وفي حين يفضل ميقاتي التكتم على تصوره لشكل الحكومة المقبلة، توقعت مصادر مطلعة لصحيفة "السفير" ان تكون الاولوية لديه لمحاولة إقناع الحريري بالانضمام الى حكومة وحدة وطنية، فإذا أصر على رفضه، فقد يصبح خيار حكومة التكنوقراط هو الاوفر حظا.
وتعددت التكهنات بشكل الحكومة في ظل صمت أوساط ميقاتي إزاء ذلك، خصوصاً ان اتصالاته مع الفرقاء لم تبدأ رسمياً بعد، فيما أوضحت مصادر مطلعة لصحيفة "الحياة" أنه يأمل بتغطية سياسية من بعض القيادات الإسلامية ومشاركة جنبلاط في حكومته.
وكان اللافت تطرق ميقاتي في مقابلة مع "المؤوسسة اللبنانية للارسال" الى موضوع المحكمة الخاصة بلبنان، مشيراً الى انها "من شقين، شق لا يستطيع لبنان مقاربته وهو القرار الدولي الذي قضى بانشائها. فلبنان ليست لديه القدرة لتغيير القرارات الدولية، انما هناك ناحية خلافية داخل لبنان وقد قلت ان الحوار الصريح ضمن المؤسسات الدستورية هو الحل، واذا طلب رئيس الجمهورية ان يكون اي موضوع خلافي على طاولة الحوار الوطني فليكن ولكن اذا كان من الممكن حله داخل المؤسسات الدستورية فليكن ايضا".
ورأى المراقبون ان هذا الموقف سيكون محور المتابعة في الايام المقبلة ليتبين مدى تحققه على ارض الواقع.
وابلغ مصدر بارز في قوى 14 آذار "النهار" ان السؤال البارز الذي سيطرح امام الرئيس ميقاتي خلال استشارات التأليف هو: ماذا عن الموقف الذي ستتخه حكومته من المحكمة في ضوء الحملة التي شنتها قوى 8 آذار بقيادة "حزب الله" لاقصاء الرئيس الحريري والاتيان به هو؟ وماذا عن سلاح الحزب الذي لا يزال محور التأثير في مصير لبنان والذي ظهر مفعوله في الضغوط التي ادت الى تغيير الاكثرية الحقيقية التي اتت بها الانتخابات النيابية عام 2009 الى اكثرية امر واقع تعبر عن غلبة "حزب الله" وحلفائه الجدد؟".
ورأى ان التعامل مستمر مع الرئيس المكلف على اساس انه مرشح "حزب الله"، خصوصا ان المسعى الذي قام به موفد المفتين اليه لم ينته الى ما يطابق الهواجس التي اطلقها نداء هؤلاء الاحد الماضي.
ولم تستبعد أوساط سياسية في حديث لصحيفة "الحياة" أن يلجأ ميقاتي الى معالجة تكاثر مطالب كتل المعارضة الى حل يقضي بتطعيم تشكيلته بعدد كبير من الوزراء التكنوقراط "تجنباً للوجوه الاستفزازية"، وتنفيذاً لوعده بمد اليد وعدم اللجوء الى الكيدية. إلا ان هذا يتوقف على موقف الكتل المعارضة ومطالبها، ولا سيما العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري، فيما كثرت الإشارات الى ان "حزب الله" لن يصر على تمثيله بقياديين منه لإبعاد الصيغة التي اتهمت بها الحكومة بأنها بقيادة الحزب وتحت سيطرته.