اجتماع طارئ بين الامير القطري والرئيس الفرنسي يطيح باجتماع "لجنة الاتصال" حول لبنان
Read this story in Englishنجح رئيس الوزراء القطري، حمد بن جاسم بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها ليل الخميس إلى الأليزيه، في إقناع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بإلغاء اجتماع تشارك فيه، الى فرنسا، الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وقطر وتركيا، على أن ينعقد الجمعة على مستوى الموظفين.
فبعد لقاء دام ساعة مع الرئيس الفرنسي، قال رئيس الوزراء القطري لصحيفة "السفير": "تباحثنا حول اجتماع مجموعة الاتصال حول لبنان المزمع عقدهالجمعة، وتوصلنا إلى أن يلغى هذا الاجتماع لأننا نريد من كل اجتماع ينعقد أن يدعم لبنان والاستقرار في المنطقة، ونرى في الوقت الحاضرأن هذا الاجتماع لن يقدم شيئا جديدا في الموضوع".
ورأى "ان الاجتماع الذي تنوي باريس عقده لا يقدم اي شيء". ودعا الرئيس الفرنسي الى "الغائه واستبداله باجتماع لدعم الاستقرار في لبنان والمنطقة".
واضاف "لا يوجد اية ضرورة لعقد اجتماع على مستوى الموظفين، ويقوم الرئيس المعين نجيب ميقاتي باستشاراته لتشكيل حكومة. وفي هذا السياق يجب انتظار تشكيل هذه الحكومة الجديدة وتحديد مواقفها بالنسبة الى العديد من المواضيع قبل اعلان اي خطوات".
وسئل عما يمكن ان يكون موقف ميقاتي من المحكمة الخاصة بلبنان، فاجاب: "لم يعلن الرئيس عن أي شيء وهو ما زال في مرحلة التشكيل ومن هذا السياق لا يمكن التعليق على مواقف لم تصدر عنه".
وكان بن جاسم قد تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو تبادلا خلاله وجهات النظر حول تطورات الوضع فى لبنان وجهود تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة ميقاتي.
ولم يعلق قصر الرئاسة الفرنسي على الزيارة. وكان بيان صدر عن الاليزيه مساء الخميس تحدث عن لقاء الرئيس ساركوزي والشيخ حمد للتشاور في العلاقات الثنائية بين البلدين وفي الوضع الاقليمي.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية أن الطرفين ناقشا الجهود التي يبذلها الرئيس ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة وأكدا أهمية دعم المساعي الرامية لصيانة الاستقرار في لبنان ودعم الجهود الهادفة الى تثبيت دعائم الامن وتكريس الوحدة الوطنية بين أطياف الشعب اللبناني.
وفي مفارقة، لفتت مندوبة "الحياة" في باريس رندا تقي الدين في حديث للمؤسسة اللبنانية للارسال الى ان الاجتماع أُلغي قبل لقاء ساركوزي – بن جاسم وذلك لأن مستوى التمثيل في الإجتماع انخفض الى مستوى السفراء بسبب انشغالات وارتباطات مسبقة لبعض مديري خارجية الدول المعنية.
وافادت مصادر ديبلوماسية لصحيفة "النهار" ان عدم الاعلان عن الاجتماع، يعود الى ان بعض الدول تعلق مشاركتها على حضور دول اخرى، وقد علم ان قطر ترفض مشاركة مصر فيه، كما ان تركيا ترفض المشاركة في حال تمنع قطر عن الحضور. وتعلل تركيا موقفها بانها كانت تقوم مع قطر بمبادرة حيال لبنان، وانها ترفض المشاركة في حال رفض قطر ذلك. ويبدو ان هذه المواقف منسقة مع السلطات السورية التي ترفض اي مبادرة غربية في اتجاه لبنان.
وتفيد المعلومات بعد لقاء مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان مع السلطات الفرنسية، ان ثمة توافقاً تاما بين الموقفين الاميركي والفرنسي من الازمة اللبنانية، ومن طريقة تكليف ميقاتي.
واشارت الى ان الرئيس الفرنسي اتصل مساء الاربعاء الماضي برئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري واكد له التزام باريس استقلال لبنان وسيادته، وان باريس وواشنطن تتشاطران القلق على الوضع الداخلي اللبناني، انهما تشددان وتصران على احترام الحكومة الجديدة التزامات لبنان الدولية وخصوصا في ما يتعلق بالقرارين 1701 و1757.