54 قتيلاً في تفجيرات انتحارية وهجوم للجهاديين في محافظة السويداء في سوريا
Read this story in Englishقتل 54 شخصاً بين مدنيين ومقاتلين موالين للنظام في سلسلة تفجيرات انتحارية نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة السويداء وريفها في جنوب سوريا قبل أن يشن هجوماً في المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويسيطر الجيش السوري على كامل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية التي بقيت خلال سنوات النزاع بمنأى الى حد كبير عن المعارك العنيفة، فيما يتواجد مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية ينفذون منها بين الحين والآخر هجمات ضد قوات النظام.
وسارعت قوات النظام السوري إلى شن هجوم مضاد لوقف تقدم الجهاديين في قرى ريف المحافظة الشمالي الشرقي.
وأتت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في وقت يتعرض فصيل مبايع له منذ أيام لهجوم عنيف من قوات النظام في آخر جيب يتواجد فيه في محافظة درعا المحاذية للسويداء.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن ثلاثة تفجيرات انتحارية بأحزمة ناسفة وقعت صباحا في مدينة السويداء، فيما وقعت تفجيرات أخرى في قرى في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي قبل أن يشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوماً ضد تلك القرى.
وفي وقت لاحق الأربعاء، فجر انتحاري رابع نفسه في المدينة، بحسب المصدر ذاته.
وقتل جراء الهجوم والتفجيرات الانتحارية ما لا يقل عن 54 شخصاً هم 22 مدنياً و32 مقاتلاً مواليا لقوات النظام، بحسب آخر حصيلة للمرصد.
وأعاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ارتفاع الحصيلة من 48 الى 45 الى الكشف عن قتلى بين المدنيين في منازلهم في قرى السويداء.
وقال لوكالة فرانس برس "بالإضافة إلى الهجمات الانتحارية، داهم مقاتلو التنظيم قرى في الريف الشمالي الشرقي وقتلوا بعض السكان في منازلهم".
وأسفرت الهجمات عن إصابة العشرات بجروح.
وأفاد الإعلام الرسمي السوري بدوره عن "شهداء وجرحى جراء اعتداءات إرهابية في السويداء".
وأظهرت صور نشرها الاعلام الرسمي السوري من مدينة السويداء أشلاء على الأرض في مكان أحد التفجيرات، كما ظهرت جثة مرمية على درج إلى جانب جدار مدمر. وفي وسط أحد الشوارع، بدت صناديق خضار محطمة على الأرض وسط بقع من الدماء.
وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "إنه هجوم كبير لتنظيم الدولة الإسلامية ويبدو أنه جرى التحضير له بشكل جيد"، مشيراً إلى أنه يُعد أحد أكبر الهجمات التي يشنها التنظيم المتطرف منذ أشهر في سوريا بعدما خسر غالبية مناطق سيطرته فيها.
- "نهاية محتومة" -
وأوضح عبد الرحمن أن المنطقة المستهدفة مأهولة بالسكان، مشيراً إلى أن التنظيم المتطرف تمكن من السيطرة على ثلاث قرى من أصل سبع خلال الهجوم.
وتعمل القوات الحكومية في هجوم مضاد على وقف تقدم التنظيم المتطرف.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "وحدات الجيش تتصدى لهجوم داعش الإرهابي على عدد من القرى بريف السويداء الشمالي الشرقي وتقضي على عدد كبير من الإرهابيين".
وتستهدف طائرات حربية، وفق عبد الرحمن، المواقع التي يتقدم فيها الجهاديون في المنطقة.
وأسفر القصف والاشتباكات عن مقتل 21 عنصراً من التنظيم المتطرف، وفق المرصد.
وتأتي الهجمات في وقت بات الجيش السوري على وشك استعادة كامل جنوب البلاد الذي يشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، بعد سيطرته إثر هجوم واتفاقات تسوية مع الفصائل المعارضة على أكثر من 90 في المئة من درعا والقنيطرة.
وفي جنوب سوريا، يتعرض فصيل "جيش خالد بن الوليد" المبايع للتنظيم المتطرف في جيب يسيطر عليه في جنوب غرب محافظة درعا منذ أيام لقصف عنيف من الطائرات الحربية السورية والروسية.
واعتبرت "سانا" أن هجمات تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة السويداء وريفها الشمالي الشرقي "تهدف إلى تخفيف الضغط العسكري" الذي يقوم به الجيش السوري ضد "بقايا التنظيم الذي يواجه نهايته المحتومة في ريف درعا الغربي".
ومُني تنظيم الدولة الإسلامية خلال العامين الماضيين بهزمات متلاحقة في سوريا، ولم يعد يسيطر سوى على أقل من ثلاثة في المئة من مساحة البلاد هي عبارة عن مناطق محدودة متناثرة في أقصى محافظة دير الزور شرقاً، وفي البادية شرق حمص، فضلاً عن الجيب الجنوبي.
كما ينشط التنظيم المتطرف في خلايا في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد.