واشنطن تعلن من الرياض موافقة السعودية على تحقيق "معمق" في اختفاء خاشقجي
Read this story in Englishبحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء في الرياض مع العاهل السعودي وولي العهد في قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، وأعلن متحدث باسمه على هامش اللقاءات، أن السعوديين وافقوا على ضرورة القيام بتحقيق "معمق" في القضية.
وشدد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال استقباله بومبيو على أن البلدين "حليفان قويان وقديمان". وكان وزير الخارجية الأميركي التقى في الصباح العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز لعشرين دقيقة.
ووصل بومبيو الى الرياض صباح الثلاثاء لبحث قضية الصحافي السعودي الذي فقد اثره منذ دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت للصحافيين في الرياض بعد لقاء بومبيو مع نظيره السعودي عادل الجبير أن بومبيو "كرر قلق الولايات المتحدة حول اختفاء جمال خاشقجي"، وأن بومبيو والجبير اتفقا "على ضرورة إجراء تحقيق معمق وشفاف ومناسب".
وخلال استقباله الوزير الأميركي، قال ولي العهد السعودي لبومبيو "نحن حلفاء أقوياء وقدماء. نواجه تحدياتنا سويا. في الأمس واليوم والغد".
وبدا الرجلان مبتسمان خلال اجتماعهما. ومن المقرر أن يلتقيا مرة أخرى مساء الثلاثاء.
وتتزايد التساؤلات حول مصير خاشقجي، كاتب مقالات الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" والناقد لسلطات بلاده.
وأوفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بومبيو إلى الرياض، بعد اتصال مع الملك سلمان.
وصرح ترامب الإثنين أن العاهل السعودي نفى في اتصال هاتفي معه "بشكل حازم أن يكون على علم بأي شيء" حول خاشقجي. وأضاف تعليقا على التقارير عن مقتل الصحافي داخل القنصلية، "بدا لي أنّ الأمر قد يكون حصل على أيدي قتلة غير منضبطين".
وقصد خاشقجي المقيم في الولايات المتحدة منذ 2017 القنصلية السعودية لإتمام أوراق تتعلق بطلاقه وزواجه مجددا من التركية خديجة جنكيز.
وبدأت الشرطة التركية مساء الإثنين تفتيش مقرّ القنصلية السعودية في اسطنبول التي كانت آخر مكان شوهد فيه خاشقجي. وجرت عملية التفتيش بحضور مندوبيين سعوديين. واستغرقت ثماني ساعات.
وغادر فريق المحققين بعد تفتيش استمر ثماني ساعات. وقال مسؤول تركي إن الفريق أخذ عيّنات، وخصوصا من تراب حديقة القنصليّة.
وستقوم الشرطة التركية بتفتيش مقر إقامة القنصل السعودي في اسطنبول في إطار التحقيق، بحسب ما ذكر مصدر دبلوماسي الثلاثاء.
وتنفي الرياض بشكل قاطع أي علاقة لها باختفاء خاشقجي.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن مسؤولين أتراك قولهم إن خاشقجي قتل داخل القنصلية على أيدي عناصر من الاستخبارات السعودية.
ومن المتوقع أن يزور بومبيو تركيا الأربعاء للقاء وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بعد محادثاته في الرياض، بحسب ما أوردت وكالة أنباء "الأناضول" التركية.
- "استجواب جرى بشكل خاطىء"-
وتتزامن الزيارة مع تقارير في وسائل إعلام أميركيّة حول نية السعودية الإقرار بمقتل خاشقجي خلال استجواب.
ونقلت شبكة "سي إن إن" نقلت عن مصدرين لم تُسمّهما، أنّ الرياض تعد تقريراً يفيد أن خاشقجي قتل خلال استجواب جرى بشكل خاطىء، وكان المقصود اعتقاله.
وقال مصدر ل"سي ان ان" إنّ التقرير قيد الإعداد ويمكن أن يتم تعديله، بينما أكد مصدر آخر أن التقرير سيؤكد أن العمليّة تمت "بدون إذن" وأنّ "الأشخاص المتورّطين هم الذين سيتحمّلون المسؤولية".
وطالبت المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشال باشليه الثلاثاء برفع الحصانة عن مسؤولين سعوديين قد يكونون ضالعين في اختفاء خاشقجي.
وقالت في بيان "بالنظر الى خطورة الوضع المحيط باختفاء خاشقجي، أعتقد أن الحصانة الممنوحة الى مسؤولين محليين أو موظفين معنيين بمعاهدة فيينا حول العلاقات القنصلية المبرمة في العام 1963، يجب أن ترفع فورا".
واعتبرت المسؤولة الدولية أن "مدة الأسبوعين مدة طويلة جدا قبل القيام بتحقيق طبي شرعي كامل لمكان الجريمة".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الثلاثاء أن على السعودية الكشف عن ملابسات اختفاء خاشقجي، مشيرا الى أن "الوقائع المتداولة خطيرة للغاية".
- مقاطعة مؤتمر اقتصادي-
وأدى الجدل حول خاشقجي إلى اتخاذ رجال أعمال ومؤسّسات قرار مقاطعة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" للعام 2018 المزمع عقده من 23 حتى 25 الجاري، وقد أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "دافوس في الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وأفادت شبكة "سي أن بي سي" التلفزيونية الأميركية الأحد أنّ الرئيس التنفيذي لمصرف "جي بي مورغان" جيمس ديمون ورئيس مجموعة "فورد" بيل فورد عَدَلا عن المشاركة في المنتدى.
وكانت وكالة "بلومبرغ" وصحيفتا "فايننشال تايمز" و"نيويورك تايمز" قررت الانسحاب من مهمة رعاية المؤتمر وسط تساؤلات عن مصير الصحافي السعودي.
كما أعلن رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسّس مجموعة "فيرجين"، أنّه علّق اتصالات مرتبطة بمشاريع سياحية في منطقة البحر الأحمر بالسعودية بسبب اختفاء خاشقجي.
إلا أن مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أعلنت أنها ستشارك في مؤتمر الرياض، وكذلك وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين.
وأعلن رئيس أكبر وكالة للمواهب في هوليوود إنه يشعر "بقلق بالغ" وب"الاستياء" إزاء اختفاء خاشقجي، مثيرا شكوكا حول اتفاق بين صندوق الاستثمارات العام السعودي ومؤسسته "إنديفور" حصل بموجبه الصندوق على حصة في شركة إنديفور بقيمة 345 مليون يورو.