احتفال رمزي لتدشين أشغال شبكتي السكك الحديد والطرق بين الكوريتين

Read this story in English W460

أقامت الكوريتان الأربعاء احتفالا رمزيا لتدشين أشغال ربط وإصلاح شبكتي سكك الحديد والطرق في شبه الجزيرة المقسومة، بينما تمارس بيونغ يانغ ضغوطا سيول لتنفيذ المزيد من المشاريع المشتركة رغم العقوبات المفروضة على الشمال.

وكان الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون اتفقا على تنظيم هذا الاحتفال قبل نهاية العام الجاري، خلال القمة الثالثة التي عقدت بينهما في أيلول/سبتمبر الماضي.

وحرصت سيول على التأكيد أن هذه المراسم لا تشكل بدء الأشغال فعليا لإعادة ربط الشبكتين وتحديثهما.

وصرح متحدث باسم وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن هذه الخطوة تشكل "دليلا" على "التزام البلدين" بالمشروع، مؤكدا أن الأشغال ستكون مرتبطة "بتحقيق تقدم في نزع السلاح النووي للشمال والظروف المتعلقة بالعقوبات".

لكن كيم يون هيوك المسؤول الكبير في هيئة السكك الحديد في كوريا الشمالية أكّد مجددا موقف بيونغ يانغ التي تطلب من سيول التوقف عن انتهاج سياسة واشنطن بمواصلة فرض العقوبات على بلاده حتى التخلي عن أسلحتها النووية.

وقال كيم يون هيوك في الاحتفال الذي عقد في محطة قطار بانوم في مدينة كايسونغ الحدودية في كوريا الشمالية "إذا واصل (الجنوب) متابعة مزاج طرف آخر وواصل التردد، فلن يتحقق التوحيد أبدا".

بعدها بدقائق معدودة، اصطف عشرة مسؤولين من البلدين على شريط السكة الحديد وسحبوا رافعات صفراء لربط مسارات السكة الحديد في إجراء رمزي.

- إعفاء من العقوبات -

عبر البعض عن تخوفهم من أن يشكل القطار والبضائع التي قد ينقلها، انتهاكا للعقوبات المفروضة على الشمال بسبب برامجه النووية البالستية. لكن الصحف المحلية ذكرت أن مجلس الأمن الدولي منح استثناء للحدث.

وبهذا الإجراء الرمزي، توّج الجانبان مفاوضاتهما هذا الشهر بخصوص ربط السكك الحديد والطرق بين البلدين.

وخصصت كوريا الجنوبية نحو 620 ألف دولار لهذا الأمر.

وفي ساعات الصباح الأولى، غادر قطار خاص يتألف من تسع عربات ويقل نحو مئة كوري جنوبي بينهم مسؤولون كبار وخمسة أشخاص مولودون في الشمال، محطة القطارات في سيول متوجها إلى مدينة كايسونغ الحدودية في كوريا الشمالية.

وكتب على القطار الأحمر والأبيض والأزرق شعار "لندشن معا عصر سلام ورخاء، بربط سكك الحديد والطرق بين الجنوب والشمال".

وتظاهر نحو عشرة أشخاص رافعين لافتات كتبت عليها عبارات تصف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ب"الديكتاتور القاتل"، وتدين ربط شبكتي سكك الحديد الذي يشكل برأيهم مؤشرا إلى تحول شبه الجزيرة برمتها إلى نظام شيوعي.

وبعد ساعتين بث التلفزيون الكوري الجنوبي صورة يظهر فيها القطار عند وصوله إلى كايسونغ حيث سيجري الاحتفال.

- قمة ثانية -

جاء الاحتفال فيما تسارع واشنطن من جهودها لإقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن أسلحتها النووية.

وبعد تقارب سريع العام الفائت، بلغ ذروته بعقد قمة تاريخية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لم يتم احراز تقدم اضافي مع اتهام كل طرف للآخر بالتراجع والتصرف بسوء نية.

ويقول معارضون إنّ بيونغ يانغ لم تقدم التزامات قوية بالتخلي عن أسلحتها النووية ومن غير المرجح ان تفعل ذلك، فيما تثير سياسة واشنطن بمواصلة الضغط عبر العزل والعقوبات غضب بيونغ يانغ.

وأعلن الرئيس ترامب الاثنين أنه "يتطلع" إلى عقد قمة ثانية مع كيم، تقول واشنطن إنها قد تعقد "بعيد رأس السنة".

وجاءت تصريحات ترامب على تويتر اثر لقائه ممثل الولايات المتحدة الخاص لدى كوريا الشمالية ستيفن بيجان الذي اختتم السبت زيارة استمرت ثلاثة أيام لسيول.

وقالت سيول إن ممثلين عن قطاعات النقل روسيا وصينيين ومنغوليين وعددا من السفراء الأجانب سيحضرون الحفل، على أمل أن يتم ربط شبه الجزيرة الكورية يوما ما مع اوروبا عبر سكك حديد سيبيريا وعبر الصين ومنغوليا.

لكن خبراء قالوا إنّ البنى التحتية للسكك الحديد في كوريا الشمالية متهالكة وقد يستغرق الأمر عقودا طويلة ويتكلف مليارات الدولارات لتحديث وربط شبكتي السكك الحديد بين البلدين.

التعليقات 0