عشرات الاف المتظاهرين يحتشدون في ميدان التحرير في "جمعة الرحيل"

احتشد عشرات الالاف في ميدان التحرير قبيل ظهر الجمعة تلبية للدعوة الى تظاهرات مليونية لاسقاط الرئيس المصري حسني مبارك في جميع أنحاء مصر.

وكان المتظاهرون بدأوا في التوافد منذ الثامنة صباحا الى ميدان التحرير حيث أقام الجيش حواجز لتفتيش الداخلين الى الساحة تفتيشا دقيقا.

وأوضح أعضاء اللجان لوكالة "فرانس برس"، أن المتظاهرين شكلوا لجانا أقامت نحو ستة أو سبعة حواجز لمنع دخول أي متسللين مسلحين.

وتمركز الجيش ايضا في ميدان الجلاء الذي يبعد اكثر من كيلومتر عن ميدان التحرير، حيث أغلق الطريق أمام حركة سير السيارات سامحا فقط بعبور المشاة.

وأطلق المحتجون على هذا اليوم "جمعة الرحيل"، بالتزامن مع تصاعد الضغوط الدولية على النظام المصري لضمان تظاهرات حرة، بهدف إجراء إصلاحات ديموقراطية حقيقية.

وقام وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، بزيارة قصيرة الى ميدان التحرير لتفقد الاوضاع في الساحة.

وهتف المتظاهرون مرحبين به "يا مشير يا مشير احنا ولادك في التحرير".

وتوجه الطنطاوي الى المتظاهرين مخاطبا بهدف تهدئتهم :"يا جماعة الرجل قال لكم أنه لن يرشح نفسه مرة ثانية".

وأضاف:"قولوا للمرشد أن يقعد معهم"، غامزا الى محمد بديع مرشد جماعة الاخوان المسلمين التي رفضت الحوار مع السلطة، الا بعد تنحي مبارك.

الى ذلك، أكد مكتب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه يقوم بزيارة للمتظاهرين المطالبين بإسقاط مبارك في ميدان التحرير سعيا الى التهدئة.

وصلى المتظاهرون الجمعة في ميدان التحرير حيث أمهم الشيخ خالد المراكبي، وهو من أنصار السنة المحمدية.

وهي جماعة دينية إصلاحية معتدلة ليست لها أي اتجاهات سياسية وتدعو الى نبذ البدع والخرافات.

ودعا المراكبي المحتجين في خطبته بالثبات حتى النصر، لافتا الى أن "الجميع جاء الى الميدان مسلم ومسيحي ليعبر عن حقه المسلوب".

ونفى أن يكون لهم أي حزب يعبر عن مطالبهم.

كما أدى المتظاهرون صلاة الغائب على أرواح شهداء الانتفاضة التي أوقعت بحسب الامم المتحدة قرابة 300 قتيل.

وبكى الامام ومعه جموع المتظاهرين أثناء أداء صلاة الغائب، ثم تعالى هتاف الجموع "إرحل إرحل".

وفي الميدان رفع يسري وهو موظف في منظمة إغاثة لافتة كتب عليها "من يصنع نصف ثورة يحفر قبره بنفسه"، مشددا على ضرورة إستمرار الاحتجاجات الى أن يتم إسقاط نظام مبارك.

وأشار يسري الى الوكالة عينها الى أن "من يتراجع في نصف الطريق لن يرحمه النظام"، مؤكدا أنهم سيواصلون التحرك حتى رحيل مبارك فورا.

أما سعيد عبد الرحيم إمام فحمل كفنا كتب عليه "هذا كفني .. مواطن مصري"، مؤكدا أنه مستعد للموت كي يرحل النظام.

وابدى سعيد في حديثه الى مراسل الـ"فرانس برس"، عدم ثقته في وعود مبارك بالاصلاح، لافتا الى أن "اذا بقي في السلطة سيعود بعد بضعة اشهر لاستخدام البلطجية ضدنا".

ويأمل المتظاهرون في أن يكون حجم المشاركة في تظاهرات الجمعة مماثلا على الاقل ليوم الثلاثاء الماضي عندما تجاوزت أعداد المحتجين في أنحاء مصر المليون شخص.

وفي السياق عينه، أعلن مرشد الاخوان المسلمين محمد بديع في تصريحات لقناة "الجزيرة"، أن "الجماعة على إستعداد للحوار مع نائب الرئيس المصري اللواء عمر سليمان بعد رحيل مبارك"

من جهة ثانية، أطلقت الاوساط الموالية مبارك شعار "يوم الوفاء"، مشددين تمسكهم بالرئيس المصري حتى نهاية ولايته الخريف المقبل.

ولفت أحد قادة المتظاهرين الموالين لمبارك طالبا عدم ذكر إسمه لوكالة "فرانس برس" الى أنهم سيكتفون بالتجمع في ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين ولن يتوجهوا الى ميدان التحرير.

و أشار مراسل الوكالة الى أنه لم يشاهد سوى عشرات من مؤيدي مبارك في منطقة قريبة من ميدان التحرير عند كوبري 6 أكتوبر.

وأفاد أن الجيش أقام منطقة عازلة لمسافة 150 مترا تقريبا، إنتشرت فيها نحو عشر مصفحات ودبابات.

و ذكر أنها "كانت هذه النقطة الساخنة هي التي دخل منها أمس الاول الالاف من الموالين لمبارك، الذي شنوا هجوما داميا على المحتجين في ميدان التحرير".

وعشية "جمعة الرحيل"، تم توقيف سبعة من قيادات المحتجين في ميدان التحرير بعد زيارة قاموا بها للمعارض المصري البارز محمد البرادعي.