الحكومة تدخل "أسبوع الحسم" نحو تشكيلة "اكسترا سياسية" مطعّمة بتكنوقراط

Read this story in English W460

بعد فشل المشاورات التي أجراها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع قوى "14 اذار" في فتح الباب امام مشاركة تلك القوى في الحكومة الجديدة، بدا لافتاً بروز معطيات عن وضع الرئيس المكلف مسودة تركيبته الحكومية على نار حامية الامر الذي من شأنه ان يعجل في ولادة الحكومة ربما في نهاية الاسبوع الجاري.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر ميقاتي لصحيفة "النهار" ان ولادة الحكومة باتت قريبة، مرجحة انجازها هذا الاسبوع بعد بتّ موقف قوى 14 آذار بعدم المشاركة فيها. وأفادت ان البحث بدأ عمليا في توزيع الاسماء والحقائب، وإن لم يحسم بعد ما اذا كانت التركيبة ستكون من 24 او 30 وزيرا.

وإذ لوحظ غياب أي اعلان عن اي لقاءات علنية امس لميقاتي الذي انصرف الى اجراء الاتصالات والمشاورات بعيدا من الاضواء، نقلت "النهار" عن مصادره انه يركز حاليا على "ثابتتين" في انجاز مهمته هما: تأكيد موقع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في التشكيلة الحكومية العتيدة، واحتفاظ الرئيس المكلف بالخيار النهائي في توزيع الاسماء والحقائب بعد أن يُعطى لائحة بكل مطالب القوى التي ستشارك في الحكومة.

وأكدت أن تأليف الحكومة ليس مرتبطا بأي موعد، مشيرة الى ان هناك "أجواء تفاؤل" بامكان انجاز التشكيلة الحكومية بين الخميس او الجمعة المقبلين وفي نهاية الاسبوع على أبعد تقدير. وتحدثت عن عودة وجوه من حكومة تصريف الاعمال في الحكومة الجديدة.

ورجّحت أوساط في قوى 8 آذار تشكيلة "اكسترا سياسية" مطعّمة بتكنوقراط من 30 وزيراً نظراً إلى صعوبة التوفيق بين مطالب هذه القوى في تشكيلة من 24 وزيراً.

ولوحظ أن ميقاتي كثف في الساعات القليلة الماضية مشاوراته، مع المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل هاتفياً، ومع المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل الذي زار الرئيس المكلف موفداً من بري ناقلاً ما قيل إنها أفكار، ولكن من دون التطرق إلى أسماء كما نقل عن النائب خليل.

وكذلك اللقاء الأخير المعلن مع الوزير جبران باسيل. وتحدثت مصادر واسعة الإطلاع عن حركة اتصالات مكثفة أدرجتها في سياق "أسبوع الحسم" لتوليد الحكومة.

وأفادت صحيفة "السفير" أن ميقاتي اتصل بعد ظهر أمس الاثنين، بالرئيس أمين الجميل، ثم أرسل إليه موفداً من قبله، وبحسب مصدر كتائبي مطلع، فإن ميقاتي ابلغ الجميل "جواباً سلبياً" يفيد بصعوبة تلبية مطالب قوى "14 آذار"، سواء ما يتصل بموضوع المحكمة الدولية والالتزام بها وسلاح المقاومة ضمن البيان الوزاري، أو ما يتصل بنسبة تمثيل هذه القوى في الحكومة.

وفيما سارع الجميل الى عقد مؤتمر صحافي وإعلان فشل المفاوضات مع ميقاتي، محذراً من عواقب اللجوء الى حكومة أحاديّة فيها إلغاء لدور رئيسي الجمهوريّة والحكومة، قال مصدر كتائبي لـ"السفير": ليس الرئيس المكلف من أقفل الباب، إنما 8 آذار هي التي فعلت ذلك، فقد كان الرئيس المكلف راغباً في تشكيل حكومة جامعة، وقد تلقينا أجوبة سلبية على كل المطالب.

وبحسب "النهار" فقد زار الجميل لاحقا بيت الوسط حيث اجتمع بالرئيس سعد الحريري، وأفادت معلومات ان الاجتماع توسع لاحقا وشمل الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

واسترعى الانتباه في هذا المجال ما بثته محطة "أورانج تي في" الناطقة باسم "التيار الوطني الحر" عن اتجاه الى "الاتفاق على نسب المشاركة لكل من أطراف الأكثرية الجديدة باعتماد مبدأ النسبية في تشكيل الحكومة التي يؤيدها 68 نائباً"، بما يعني ضرورة حصول "تكتل التغيير والاصلاح" على 40 في المئة أي 12 وزيراً، وإذا ما احتسبت حصة لرئيس الجمهورية تحسب بالتساوي من كل الأطراف فتصير حصة "التكتل" 11 وزيراً، واذا ما رصدت حصة أخرى لمستقلين تصير في حدها الأدنى 10 وزراء والأمر نفسه بالنسبة إلى المكونات الأخرى للأكثرية الجديدة".

وفي هذا السياق نقلت صحيفة "الحياة" من مصادر سياسية مواكبة للمفاوضات أن العماد ميشال عون عرض خلال ترؤسه الاجتماع الأسبوعي لتكتله النيابي، في غياب الوزير جبران باسيل نتائج الجولة الأولى من المحادثات مع ميقاتي، مؤكداً أنها تأتي في صلب المفاوضات الرامية الى التفاهم على حصة التكتل في الحكومة الجديدة.

وأفادت الصحيفة أن باسيل يستعد لعقد جولة جديدة مع ميقاتي في الساعات المقبلة، إنما في ظل عدم وجود بوادر حلحلة في موقف التكتل الذي يصر رئيسه على أن تكون الحصة المسيحية الكبرى له باعتباره الرقم الصعب، كما يقول، مشيراً أمام نوابه الى أن هذا أمر طبيعي "ولا نرى غرابة فيه".

وتؤكد المصادر أن القيادة السورية تحاول في لقاءاتها مع عون "تنعيم" موقفه، إنما بهدوء وبعيداً من الإعلام، لا سيما أن قيادة "حزب الله" ترفض حتى الساعة التدخل في شكل مباشر لدى حليفها، وهي تتخذ لنفسها موقع المراقب لا سيما أن لديها مطالب تتعلق برغبتها في تمثيل المعارضة السنّية في الحكومة بأحد أبرز رموزها.

التعليقات 0