البشير: الخرطوم اقرب الى الحرب مع جنوب السودان منها الى السلام
Read this story in Englishأعلن الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة ان السودان اصبح اقرب الى الحرب منه الى السلام مع جنوب السودان.
وقال البشير خلال حوار عرضه التلفزيون الرسمي "الاجواء الان مع الجنوب اقرب الى اجواء الحرب من السلام".
وجاءت تصريحات البشير بعد ان حذر رئيس جنوب السودان سلفا كير الخميس من ان النزاع يمكن ان يتجدد اذا لم تفض مفاوضات النفط المريرة مع الخرطوم الى اتفاق يعالج قضايا رئيسة اخرى ومن بينها منطقة ابيي المتنازع عليها.
وكشف ان "اتفاقا يمكن ان نفكر بتوقيعه ينبغي ان لا يركز فقط على الازمة النفطية، وانما ان يكون شاملا يغطي كل المسائل العالقة".
وزاد من التوتر عدم ترسيم الحدود التي يقطع بعضها حقول النفط، اضافة الى الاتهامات المتبادلة بدعم كل طرف للمتمردين ضد الطرف الاخر.
الا ان البشير قال ان السودان لن يقدم على الحرب الا اذا فرضت عليه.
وكان جنوب السودان قد انفصل في تموز الماضي بعد استفتاء جرى بعد عقدين من الحرب الاهلية التي ادت الى مقتل مليوني شخص.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال ان الازمة بين البلدين الجارين يمكن ان تتحول الى تهديد كبير على السلام والامن الاقليميين.
واعلنت جوبا الاحد الماضي انها علقت انتاجها من النفط بشكل شبه تام بعد فشل محادثات في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا مرة اخرى في حل الخلاف مع السودان بشان رسوم مرور النفط في اراضيها.
واقرت الخرطوم بمصادرتها 1,7 مليون برميل من نفط جنوب السوداني منذ ان توعدت في تشرين الثاني باستقطاع 23 بالمئة من صادرات نفط الجنوب كبدل رسوم التصدير واستعمال المصافي في الشمال.
اما جوبا فقد وصفت ذلك بانه "سرقة".
وقال البشير ان الخرطوم ستستمر في استقطاع تلك النسبة من النفط الى حين التوصل الى اتفاق.
وبعد الانفصال، اصبح ثلاثة ارباع النفط السوداني في مناطق عائدة لدولة الجنوب.
الا ان دولة جنوب السودان التي تفتقر الى منفذ بحري، تعتمد على البنى التحتية والمرافىء الموجودة في الشمال لتصدير النفط.
ويعتمد الجنوب على النفط الذي يشكل اكثر من 90% من عائداته، بينما قال وزير مالية الخرطوم العام الماضي ان خسارة النفط من الجنوب ادت الى نقص في الميزانية بمقدار 30%.
ومنذ ذلك الوقت والسودان يشهد تصاعدا في التضخم - التي قالت الحكومة انه سيصل الى 17% هذا العام-- وانخفاضا حادا في قيمة الجنيه السوداني.
وفي الوقت ذاته تعاني الخرطوم من ديون تصل الى نحو 40 مليار دولار، كما تعاني من عقوبات اميركية تحظر جميع اشكال التجارة تقريبا مع السودان منذ العام 1997 وتخنق امكانية حصولها على تمويل خارجي.
ويقاتل النظام السوداني منذ اشهر متمردين من الاقليات الاتنية في كل من جنوب كردفان وولاية النيل الازرق، كانوا قد حاربوا الى جانب المتمردين السابقين الذي اصبحوا يحكمون جوبا حاليا.