جنبلاط: "الفيتو" صفعة للشعب السوري ومساعدة اللاجئين أفضل من "الإستعراضات" شمالا

رأى رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" أن "الفيتو" الروسي الصيني في مجلس الأمن حول سوريا هو "صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة" داعيا إلى مساعدة اللاجئين السوريين بدل "الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية" كما قال.

وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لصحيفة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الإشتراكي "لقد أتت ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي من روسيا ثم الصين لتقضي على ما تبقى من مبادرة الجامعة العربيّة التي حاولت ترتيب حل سياسي للأزمة في سوريا".

وذكر جنبلاط أن هذا الحل "يفضي الى الخروج من الآحادية ونظام الحزب الواحد والحاكم الأوحد نحو إرساء التعددية والديمقراطيّة والتنوع بعيداً عن الوعود الاصلاحيّة الوهميّة التي لم تتحقق ولن تتحقق".

وأضاف "لقد جاء هذا الفيتو بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية، وإهانة الى الثورة السورية التي أرادت الخروج من الديكتاتورية نحو الديمقراطية".

والسبت صوت مندوبا روسيا والصين ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدين العنف في سوريا دون أن يدعو الرئيس السوري إلى التنحي ولا يشير إلى التدخل الخارجي. ولم تفلح المشاورات المكثفة إلى التوصل لحل ما أسقط القرار للمرة الثانية في المجلس الأممي.

كما أشار جنبلاط ان هذا الفيتو سيعطي المزيد من الوقت للنظام للاستمرار في "إستخدام العنف وإرتكاب المجازر وقتل الأبراء في جميع أنحاء سوريا دون إستثناء" متابعا أنه يتناقض "حقوق الانسان الأساسيّة والطبيعيّة التي أقرتها المواثيق والقوانين والأعراف الدوليّة".

وأردف "وهذا الفيتو يأتي بعد ثلاثين عاماً على مجزرة حماه، وكأنه يعطي الضوء الأخضر في مكان ما لتنفيذ مجزرة مشابهة في مدينة حمص في محاولة لاركاعها، وقد نُفذت أمس الأول مجزرة كبيرة فيها بهدف تهديمها وتهجير أهلها...".

لبنانيّاً قال أنه "إذا كانت سياسة النأي بالنفس ربما تصلح في المحافل العربيّة والدوليّة نظراً لخصوصيّة الموقف اللبناني إزاء الأزمة السوريّة، فإنها لا تجدي في طريقة التعاطي مع النازحين السوريين الذين آن الأوان للسلطات الرسميّة أن تعترف بوجودهم فهم بمثابة شعب منكوب يحتاج الى العون والمساعدات الطبية والاجتماعية والغذائية والانسانية بكل أشكالها".

وأشار إلى أن الحل الذي طرحه " أفضل من الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية" سائلا "هل نسينا أن الشعب السوري قد إستقبل عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان؟".

وكان قد نفذ الجيش فجر السبت الماضي إنزالا في بلدة الرامي في وادي خالد شمالا وعملية تمشيط واسعة ما لقي استنكارا من المعارضة معتبرة أنها "أوامر سورية" ومطالبين الجيش بالإنتشار على الحدود، وذلك عقب نشر صحيفة محلية سلسلة تحقيقات تروي فيها أن المنطقة "قاعدة متقدمة" للجيش السوري الحر المنشق.

وتابع جنبلاط "يكفي التلطي خلف مقالات صحافية وتقارير إعلامية مشبوهة حول الجيش السوري الحر وإعتبارها ذريعة للتقاعس عن القيام بالواجبات الانسانية أو للانقضاض على النازحين".

كما لفت رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي في نهاية مقاله أنه "كان حرياً ببعض الأجهزة الأمنية اللبنانية أن تمنع بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان من الذهاب الى جبل العرب في سوريا للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير".