بري: قبرص تفهمت مخاوفنا من أن تخرق إسرائيل سيادتنا عبر الإتفاقات الموقعة معها

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن قبرص "تفهمت" هواجس لبنان من أن تستثمر إسرائيل على الإتفاقات معها "لزيادة الخروق للسيادة اللبنانية" جازما أن سياسة "النأي بالنفس" تضمن ألا تكون حدود بلدنا "مفتوحة على الازمات".

وقال بري الذي اختتم زيارته الرسمية لقبرص الخميس بلقاء وزيرة الخارجية الدكتورة إيراتو كوزاكو ماركوكيس في مقر إقامتها في نيقوسيا "نحن نتفهم المخاوف والهواجس القبرصية ونقدر ان الجانب القبرصي تفهم مخاوفنا وهواجسنا من أن تستثمر إسرائيل على الإتفاقات مع قبرص لزيادة الخروق للسيادة اللبنانية والإعتداء على حقوق لبنان النفطية".

وفيما تقول إسرائيل أن الحدود التي رسمها لبنان لمنطقته الاقتصادية الحصرية "تتعدى على منطقة اسرائيل، وتناقض حتى الاتفاق الذي ابرمه لبنان نفسه مع قبرص سنة 2007" يرد لبنان أن الخارطة التي قدمها الى الامم المتحدة تتوافق مع اتفاقية الهدنة الموقعة بين الدولتين في 1949 ولا يمكن بالتالي لاسرائيل ان تطعن بها، كما يعتبر ان الاتفاق الذي وقعته اسرائيل مع قبرص في 2010 لترسيم حدودهما البحرية يخالف اتفاقا موقعا بين لبنان وقبرص في 2007.

وأضاف بعد اللقاء وفي خلال مأدبة غداء أقامتها السفارة اللبنانية في قبرص على شرفه "طالبنا قبرص بدعم قيام الأمم المتحدة بترسيم حدود لبنان البحرية والمنطقة الإقتصادية".

كما كشف ان "اللقاء كان فرصة لتأكيد موقف لبنان الداعم والدائم لكل الجهود والمبادرات لإعادة توحيد قبرص، لأن وحدة قبرص واستقرارها وازدهارها هي مصلحة لبنانية وعربية".

وفي الشأن اللبناني قال بري "أريد أن أطمئنكم، ورغم العواصف التي تضرب المنطقة وخصوصا الدول الشقيقة، ان سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الدولة هي لمصلحة لبنان وأمنه واستقراره، وتضمن ألا تكون حدود بلدنا مفتوحة على الأزمات وعلى السلاح والعنف العابر للحدود".

وجزم رئيس مجلس النواب "ان كل اللبنانيين، في النهاية، يريدون أن تستعيد سوريا أمنها واستقرارها، وأن يقرر السوريون بأنفسهم مستقبلهم السياسي من دون أي تدخل خارجي".

واضاف "ان لبنان لا يزال يحافظ على استقراره النقدي والأمني على رغم بعض الأحداث التي أمكن لجمها بتعاون كل الأطراف وبالدور الوطني للجيش في حفظ الأمن الى جانب الدفاع عن حدود الوطن".

كما ذكّر أنه "خلال الحرب الإسرائيلية على بلدنا (عام 2006) والحصار البحري والجوي الذي فرضته (إسرائيل) بالدور الإنساني لقبرص وتحولها الى ميناء لإغاثة لبنان".

بدورها وصفت وزيرة الخارجية القبرصية الزيارة بأنها "تاريخية"، مشيرة الى انه "في تاريخ العلاقات بين البلدين الصديقين لم يكن هناك أي مشكلة وسنبقى ونستمر على هذا المنوال".

وقالت: "اننا في قبرص ستسعى بكل ما تستطيع الى جعل هذه العلاقة أقوى وأشمل، واننا سنأخذ دائما في الإعتبار هذه الصداقة القوية التي تجمعنا في كل الأمور والقضايا المطروحة".

وأكدت عدم وجود "مشكلة بين لبنان وقبرص في شأن المنطقة الإقتصادية الخالصة"، مشددة على "استعداد بلادها للمساعدة في كل ما تستطيع القيام به للاسراع في إنجاز هذا الموضوع".

يشار إلى أن بري جدد الأربعاء من قبرص أن خشية لبنان من أن تحرمه إسرائيل "من حقه بأكثر من 850 كيلومترا مربعا بحريا" في إطار ثروته البحرية وحق في التنقيب عن النفط والغاز إلا أنه قال "المشكلة ليست بين لبنان وقبرص بل بين لبنان واسرائيل".