جنبلاط: يجب إزالة السلاح من بعض مناطق بيروت وغير بيروت
Read this story in Englishرأى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أن "14 آذار كانت لحظة سياسية وعاطفية جميلة عام 2005"، مذكرا أن من بعدهها"دخلنا في الانقسام السياسي".
وعليه، تمنى جنبلاط في حديث الى قناة "فرانس 24" ، لو "تحدث في لبنان ثورة شعبية يقودها الشباب اللبناني بعيدا عن كل السياسيين، مثل ما حدث في مصر وتونس وحتى ليبيا"، معتبرا أن الشعار يجب أن يكون الشعب يريد اسقاط النظام الطائفي، مذكرا أن "قبل 14 آذار كان هناك إجتماع كبير في ساحة رياض الصلح هو إجتماع 8 آذار، ومنذ ذلك الوقت انقسم البلد عموديا على أساس سياسي ومذهبي وطائفي".
وإذ رفض جنبلاط الإجابة عما إذا كان هو وفريقه من رشح رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة العتيدة، أكد جنبلاط أن "ميقاتي يتأنى لكي يخرج بصيغة مقبولة لدى الجميع".
وحول كيفية معالجة موضوع المحكمة الدولية بوجود شرخ كبير بين اللبنانيين، رأى جنبلاط أن "القرار الإتهامي أصبح معروفا تقريبا على الطريقة التي سمعناها من تسريبات دير شبيغل والشبكة الكندية للارسال وغيرهما من الصحف"، معتبرا أنه عندما يسرب القرار الإتهامي الى الصحف أو تباع بعض المعلومات عن المحكمة الى بعض وسائل الاعلام، إضافة الى شهود الزور، يكون هناك خلل وشك في صدقية المحكمة، وهذا سبب المأزق والانقسام".
وفي هذا السياق، تمنى جنبلاط أن "يتمتع جمهور المقاومة بهدوء وألا ينجر الى ردات فعل كما هو مطلوب من المشروع الاميركيالاسرائيلي، أيا يكن القرار الإتهامي"
وفيما شدد على ضرورة "إزالة السلاح من بعض المناطق في بيروت وغير بيروت، وأن التوتر الذي حصل في برج أبي حيدر كان بين رفاق السلاح الحزب والاحباش"، أكد جنبلاط أن السلاح الاساسي يجب أن يبقى للدفاع عن لبنان في مواجهة أي عدوان الإسرائيلي، مشيرا الى أن سلاح المقاومة مناعة للبنان وضمانة له.
وأضاف:"وعندما تهدأ الظروف نعود الى الحوار"، سائلا عن سبب النظرية السابقة ان قوة لبنان في ضعفه".
كما رأى أن "لا حياد في السياسة، الا في سويسرا"، معتبرا أنه "إما أن يكون لبنان ضمن محور غربي اسرائيلي، وإما محور عربي اسلامي".
وأردف:"لقد قومت مرحلة 7 أيار وكدنا أن ندخل في إشتباك داخلي، لذلك رويدا رويدا، قمت بمراجعة معينة وعدت الى الجذور، جذور الحزب التقدمي الاشتراكي وجذور العائلة الجنبلاطية في الدفاع عن لبنان من الموقع العربي والفلسطيني".
كما تطرق جنبلاط في حديثه الى الصحيفة عينها الى موضوع علاقته بالمملكة العربية السعودية وفرنسا، نافيا أن يكون هناك مشكلة مع السعودية.
وقال:"ربما هناك سحابة صيف مع الملك عبد الله، لكني أعتقد أن الملك حلمه كبير، وفي يوم ما عندما تسمح الظروف للقائه نشرح الموضوع، لافتا الى أن
"هناك كثير من اللبنانيين موجودين في السعودية مستفدين من الإستقرار، ونحن في لبنان مستفدين من هذا الدعم المالي الكبير الذي تقدمه المملكة".
وتمنى جنبلاط لو طكانت المبادرة الفرنسية قد استمرت كي نلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلا أنها توقفت ،ولم يلتق إلا العماد عون".
الى ذلك، توقف جنبلاط في حديثه عند أحداث العالم العربي، معنبرا أن "هناك عالما عربيا يولد من جديد، وها هو الشعب العربي مثل سائر الشعوب، يريد الحرية والعدالة وأن يقرر مصيره بنفسه".
وتابع:"الغرب فرض أنظمة أمنية بإسم محاربة حركات التطرف والاسلام، وباسم حماية اسرائيل"، مذكرا بمصركمب ديفيد وبأن الشعب قال كفى وفي ليبيا فهناك أكبر مفارقة، عندما يبيع الغرب نفسه وضميره لكي يشتريه القذافي ببضعة براميل من النفط".
ورأى أننا لسنا في صدد العودة الى القومية العربية، مؤكدا "أننا نحن اليوم أمام عالم عربي يريد أن ينتفض ويريد المشاركة وانتخاب حكامه".
ولفت الى أنه "بعد أن تلغى حالة الطوارىء وتشكل الاحزاب ونرى من سينتخب رئيسا للجمهورية، الاحزاب والحكم الجديد ستقرر اذا كان هذا كان إتفاق كمب دايفد سيبقى أم سيعاد النظر فيه".
وخلص قائلا:"لا مفر من أن تلبي النخب الحاكمة طموحات الشعوب بطريقة توسيع المشاركة بإعطاء حرية للاحزاب، لان لكل بلد خصوصية معينة".
هذا ورأى جنبلاط في حديثه الأسبوعي لصحيفة "الأنباء" أن "إستمرار النظام السياسي الراهن بعقمه وفشله سيّولد الأزمات السياسية المتلاحقة بصورة متواصلة، وهذا ما نشهده منذ عقود وعقود"، لافتا الى أن النظام الراهن يصبح أكثر تعقيداً مع تداخل العوامل الخارجية مع أخرى داخلية".
و عليه، شدد على ضرورة الانتقال من الواقع القائم الى واقع جديد تكون فيه الكفاءة وليس المحسوبية هي المعيار، ويكون فيه الالتزام وليس الاستسزلام هو السبيل لقيام الدولة الجديدة المنتظرة".
وإذ أكد على أهمية الخطوة التي إتخذتها مجموعة من الشباب الذين لا ينتمون الى الأحزاب السياسية، من خلال خروجهم للتظاهر بهدف إسقاط النظام الطائفي والمذهبي"، رأى جنبلاط أن "هذا النظام تغلغل الى كل مفاصل حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية"، معتبرا النظام الطائفي الذي وصفه بـ"المقيت" صار ممراً إلزاميّاً للمواطن نحو دولته.
وأضاف: "إنه يكّرس حالة الشقاق الوطني بدل أن يردمها، فالطائفيّة آفّة لا بد من التخلّص منها في أسرع وقت ممكن، لأن إستمرارها على هذا الشكل يترك أجيالاً من اللبنانيين أسرى للطائفية التي تميّز بين المواطنين وتجعلهم درجات وفئات".
وفي السياق عينه، ذكر جنبلاط أن إتفاق الطائف نص على آلية لالغاء الطائفية السياسية، لافتا الى أنها "تبدأ من خلال تشكيل الهيئة الوطنية برئاسة رئيس الجمهورية للبحث في آليات الالغاء، وليس الالغاء الفوري".
كما أشار الى أن "التمسك بالنظام الطائفي هو ضربة للانسان وللحريات الانسانية، و تمييز عنصري وصارخ للناس بحسب إنتماءاتهم وهوياتهم المذهبية".
وأردف:" لقد آن الأوان للخروج من هذا الواقع المظلم، ولعل المظاهرات التي تنظم عبر "الفايس بوك" تشكل مدخلاً مناسباً للخروج من إحتفاليّات بعض الأحزاب وتحركاتها النظرية نحو بناء واقع جديد على الارض".
وخلص مؤكدا أن "التمسك لانظام الطائفي لا يمكن أن يشكل إطاراً سياسياَ مناسباً لتطوير لبنان وإخراجه من مواقعه الراهن، ليتحول الى دولة مدنية تحترم الأديان والتعاليم الدينية والايمانية".