هولندا: لا تخمينات تتعلق بتوقيت القرار الاتهامي والاطراف الذين سيصار الى اتهامهم
Read this story in Englishاكّد السفير الهولندي في لبنان هيرو دي بوور ان "العدالة تأخذ مجراها وهي بوجهيها الوطني والدولي مألوفة بالنسبة الينا"، وذلك بالاشارة الى القرار الاتهامي المرتقب في قضية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري.
واوضح دي بوور لصحيفة "النهار" انه "نفضل دورا متجردا، ولا تخمينات تتعلق بتوقيت القرار او الاطراف الذين سيصار الى اتهامهم. فكلها امور من شأنها ان تمسّ صدقيتنا في شكل بالغ".
واشار الى المحاكم الدولية في هولندا التي اضطلعت بدور مهم جدا على مستوى تعزيز النظام والعدالة العالميين ومثل امامها رؤساء دول وحكومات، ووزراء، وقادة جيوش.
وذكر دي بوور ان هناك طابعا تقنيا على المسائل الامنية التي يكثر الحديث عنها في الفترة الاخيرة، موضحاً أن بلاده تتابع هذه الامور ويساورها قلق حيال سلامة الشهود، "فاذا طلب امين السجل في المحكمة تدابير خاصة في هذا الشأن، يتولى القسم الامني الاهتمام بها، باعتبارها خدمة تقنية".
واضاف ان الامر نفسه ينطبق على امور تتعدى هذا الاطار، كاحتمال نقل اشخاص الى هولندا وسجنهم "دورنا يتمثل هنا في توفير التدابير المناسبة لسلطات السجون. وكل ذلك يتم بطريقة تفاعلية. نسعى الى البقاء بعيدين من اي موقف سياسي او الانحياز الى اي طرف خلال العملية ككل".
واشار الى ان قسم الدفاع في المحكمة يهدف لتوفير نوعية دفاع عالية للاشخاص الذين سيتم اتهامهم، "دوري الاساسي يقوم على شرح الامور وبطريقة حيادية ضمن منطق المسهل وليس كطرف يتولى القاء المسؤولية على اي من الافرقاء".
من جهة اخرى، يشرح دي بوور ان التصريحات التي ادلى بها رئيس البعثة البرلمانية اثناء زيارة الى لبنان وموقفه القائل إنه لن يتفاجأ إذا اتبعت الحكومة اللبنانية الجديدة سياسة التأخير والمماطلة، يقول دي بوور ان "رئيس الوزراء المكلف لم يقل اي جديد من وجهة نظره في شأن المحكمة وهو كان واضحا بتشديده على انه شخصيا، يهمه مواصلة التعاون معها".
ونقل عن الرئيس ميشال سليمان دعوته الى "نوعية عمل عالية في اداء المحكمة"، معترفاً بأن جزءاً من عملها تعرَّض للانتقاد، كما انه مر على قضية شهود الزور ضمن موقفه العام الذي اعرب فيه عن قلقه حيال تحول المحكمة جزءاً من التجاذب السياسي.
لم يعلق دي بوور على التقارير المتعلقة بوجود شهود ملوك في بلاده او على المواعيد المتضاربة عن احتمال نشر القرار الاتهامي، مشيراً الى انه "نؤمن حقاً بعدالة مستقلة، وبعدالة تأخذ مسارها. نأمل ان يتخطى لبنان الازمة الحكومية الراهنة، فهو بلد جميل وهناك الكثير الذي يجب تنفيذه هنا".
واوضح ان هولندا "تلاحظ التزاما الى ابعد حدّ في مجلس الامن بالمحكمة، ولا سبب يدفعنا الى الاعتقاد بأن المجلس قد ينحرف عن هذا التوجه في المستقبل".
واشار دي بوور الى انه "لا يمكننا ان نتخيل امكان ان يقرر عضو في هذا المجلس عدم الالتزام بقرار صادر عنه. ثمة عوامل تتعلق بالصدقية في هذا المجال. فلبنان عضو فاعل ونتوقع ان يتواصل ذلك".
واكّد ان هولندا لا تخشى على الاستقرار اللبناني في حال نشر القرار الاتهامي "فالمحكمة تضم افراداً وهم ايضا عرضة لبعض الحوادث والاخطاء. لكننا لم نرَ حتى الآن اي مؤشر الى احتمال بروز مشكلة كبيرة".
يذكر ان وفداً هولندياً قدم الى المنطقة وزار لبنان حيث اجرى اتصالات شملت رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، فقيادات سياسية، ولقاءات مع الاحزاب وممثليها على اختلاف انتماءاتها.
كما عقد البرلمانيون الهولنديون اجتماعات مع ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامس ومدير وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا" سلفادور لومباردو وقائد القوة الدولية الجنرال البرتو اسارتا.
وفي الجولة الاستطلاعية التي قام بها الوفد، توقفوا عند وجهات نظر الاطراف المحليين حيال ادوار اللاعبين المختلفين، كسوريا والمملكة العربية السعودية ومصر واسرائيل والمسألة الفلسطينية، على قول السفير.