إعتصام في مسقط تنديدا بالفساد الحكومي واحتجاجات صحار مستمرة
Read this story in Englishشارك حوالى 300 ناشط عماني الثلاثاء باعتصام امام مقر مجلس الشورى في مسقط للتنديد ب"الفساد في الوزارات"، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس، في وقت تواصلت الاحتجاجات في صحار شمال العاصمة.
ونظم الاعتصام مجموعة من المثقفين والاكاديميين بعد وقت قليل من مسيرة في شوارع العاصمة العمانية شارك فيها الآلاف تحت عنوان الولاء للسلطان قابوس بن سعيد، وفقا للمصدر ذاته.
وجرى الاعتصام امام مجلس الشورى بغياب تام للشرطة، ورفع خلاله المشاركون لافتات كتب عليها "لا لهدر المال العام" و"يجب محاربة الفساد الحكومي".
وفي وقت سابق، اخرجت القوات العمانية المتظاهرين من دوار الكرة الارضية في وسط صحار (شمال مسقط) بينما قطع عشرات المتظاهرين الطريق المؤدي الى مصانع حيوية قريبة.
وبعد ساعات قليلة من مقتل شخص واحد على الاقل في مواجهات الاحد والاثنين بين قوات الامن والمتظاهرين في صحار الذين يريدون مطالب معيشية، دعت الولايات المتحدة السلطات الى ضبط النفس امام المتظاهرين وتطبيق برنامج اصلاحات.
واصدرت منظمة العفو الدولية بيانا تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه اعتبرت فيه ان قوات الامن العمانية "استخدمت القوة المفرطة في تعاملها مع المحتجين"، داعية السلطات الى "احترام حق التظاهر السلمي".
وانتشرت الثلاثاء مدرعات تابعة للقوات العمانية في الدوار في صحار، قبل ان ينسحب المحتجون من المكان من دون تسجيل اي مواجهات، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس.
إلا ان حوالى مئتي متظاهر بقوا متجمعين في الدوار امام مدخل مرفأ صحار ثاني اكبر موانئ السلطنة، وسط انتشار عسكري مكثف لحماية المرافق الحيوية.
وتم فتح مدخل الميناء الذي قطعه المتظاهرون الاثنين، غير ان المحتجين استخدموا شاحنتين لقطع الطريق التي تربط بين الميناء والمصانع الحيوية القريبة ومنها مصانع المنيوم وبتروكيماويات.
وانتشرت القوات العمانية بكثافة في المكان لتأمين حماية الميناء والمرافق لكن دون تسجيل احتكاكات بين الطرفين.
وشوهدت مركبات الجيش تسير بهدوء في الدوار حيث يتجمع المحتجون، ثم تدخل الى ميناء المدينة التي يعيش فيها حوالى 50 الف شخص.
ويرفع المتظاهرون مطالب معيشية ويؤكدون تمسكهم بالولاء للسلطان قابوس بن سعيد.
وحمل المتظاهرون لافتات تشير الى مطالبهم وابرزها "توفير وظائف في ميناء صحار" و"زيادة الرواتب" و"الاصلاح" و"الرقابة على الحكومة والشركات" و"محاكمة جميع الوزراء" و"الغاء جميع الضرائب".
ورفع المتظاهرون ايضا اعلاما عمانية وصور السلطان قابوس مع عبارة "نحبك من هنا ليوم القيامة".
وشهدت مناطق اخرى في السلطنة الثلاثاء تظاهرات قبيل الاعتصام في مسقط.
وتظاهر حوالى 200 شخص في صلالة (جنوب) امام مكتب المحافظ مطالبين بزيادة الاجور وتحسين ظروف الضمان الاجتماعي، بحسب ما افاد شهود عيان.
وفي البريمي (شمال) عند الحدود مع دولة الامارات، تظاهر عشرات امام مكتب المحافظ مطالبين بايجاد فرص عمل لهم.
ونظمت مسيرة في محوت (وسط) شارك فيها العشرات "تاييدا للسلطان وتنديدا بالشغب".
وكانت حركة الاحتجاجات بدات في السلطنة منتصف كانون الثاني مع تظاهرة شارك فيها 200 شخص طالبوا بوظائف وبتقديمات اجتماعية.
وقررت السلطات في اعقاب ذلك رفع الحد الادنى لاجور العمانيين في القطاع الخاص.
وكان السلطان قابوس بن سعيد اعلن الاحد سلسلة تدابير اجتماعية للتخفيف من التوتر في السلطنة الاستراتيجية التي تتحكم بالضفة الجنوبية من مضيق هرمز والتي تشهد منذ عقود استقرارا سياسيا واقتصاديا.
وامر السلطان بدفع 150 ريالا (390 دولارا) شهريا لكل عاطل عن العمل يبحث عن وظيفة ومسجل لدى السلطات، كما امر بتوظيف 50 الف مواطن.
ويعيش في السلطنة النفطية التي لا تنتمي الى منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، ثلاثة ملايين نسمة بينهم 20% من الاجانب.
ويعتبر اقتصاد السلطنة مزدهرا، الا ان البطالة تطال نسبة من شبابها في ظل معدلات مرتفعة من التعليم.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي "نحن على اتصال مع الحكومة (العمانية) وشجعناها على ضبط النفس وحل الخلافات عن طريق الحوار".
واضاف "سنواصل مراقبة الوضع وحث عمان ودول اخرى على تشجيع الحوار والاصلاح".
وتابع "نواصل تشجيع الحكومة على اجراء اصلاحات تشمل فرصا اقتصادية والتحرك باتجاه مشاركة اوسع واكبر في عملية سياسية سلمية".
وتأتي التظاهرات في سلطنة عمان في وقت يشهد اليمن والبحرين تحركات احتجاجية تطالب بالتغيير والاصلاح السياسي، مستوحية سعيها هذا من التحركات التي اسقطت نظامي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.
وقام رئيس اركان الجيوش الاميركية الادميرال مايك مولن الاسبوع الماضي بزيارة سرية الى سلطنة عمان التي تقع على مضيق هرمز قبالة سواحل ايران بينما يراقب خبراء الاستراتيجية في وزارة الدفاع الاميركية هذا الممر المائي الحيوي.
ويمر اربعون بالمئة من امدادات النفط في هذا المضيق الذي يبلغ عرضه اقل من خمسين كيلومترا وتقع عمان في جنوبه وايران في شماله.
وتؤكد زيارة مولن تصميم الولايات المتحدة على ابقائه مفتوحا.