روسيا تدين الحكم الصادر عن القضاء الاميركي على تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت

دانت موسكو الجمعة الحكم بالسجن 25 عاما الذي صدر في الولايات المتحدة على تاجر الاسلحة الروسي فيكتور بوت، معتبرة ان "لا اساس له" ووعدت ببذل "كل الجهود اللازمة" لاعادته الى روسيا.

وتحدث وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن "ضغط لا سابق له" مورس على المحكمة الاميركية. وقال "يحدثوننا عن استقلال القضاء لكننا نعرف انه في هذه الحال مورس ضغط لا سابق له على المحكمة وهذا امر اكيد".

واضاف لافروف في تصريحات نشرتها وكالات الانباء الروسية ان بوت طقدن الى المحلفين على انه مجرم وحتى ارهابي وكأن القضية تقررت مسبقا مما اثر على اجراءاتها".

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان ان روسيا "تعتبر حكم المحكمة الاميركية بسجن فيكتور بوت 25 عاما لا اساس له ومنحازا"، مؤكدة انها "ستبذل كل الجهود اللازمة للتوصل الى عودته الى وطنه".

واضافت الوزارة ان "القضاء الاميركي تجاهل حجج المحامين والدعوات التي اطلقت على كل المستويات على الرغم من ضعف الادلة والطابع غير القانوني لتوقيفه في تايلاند من قبل عملاء للاجهزة الخاصة الاميركية وتسليمه الذي تلى ذلك".

ورأت الخارجية الروسية ان القضاء الاميركي "نفذ توصية سياسية" في هذه القضية.

من جهة اخرى، دانت الوزارة "حملة التشويه غير المقبولة التي هدفت الى التأثير على المحلفين والمحكمة".

واكدت ان "هذا الملف سيبقى بدون ادنى شك من اولويات العمل الروسي الاميركي".

من جهته، قال لافروف "سندعم بشكل فاعل الاستئناف الذي ينوي محامو بوت تقديمه وفي كل الاحوال سنعمل على اعادته الى وطنه".

واضاف "لدينا كل الادوات القانونية اللازمة لذلك في علاقاتنا مع الولايات المتحدة".

وحكمت قاضية في نيويورك الخميس على بوت الذي ادين في تشرين الثاني 2011 بتهريب اسلحة لحساب المتمردين في كولومبيا بالسجن 25 عاما.

واوقف بوت المترجم السابق وموظف اللاسلكي السابق في سلاح الجو الروسي، في تايلاند في 2008 وتم تسليمه الى الولايات المتحدة في 2010 بعد معركة قضائية استمرت سنتين.

وتعتبر الولايات المتحدة بوت احد اكبر مهربي الاسلحة في العالم. واستوحيت منه شخصية فيلم "سيد الحرب" التي اداها الممثل الاميركي نيكولاس كيدج في العالم 2005.

وبوت الذي تطلق عليه وسائل الاعلام اسم "تاجر الموت" استخدم على ما يبدو اسطولا من سفن الشحن انشىء بعد انتهاء الحرب البادرة لنقل اسلحة الى افريقيا واميركا الجنوبية والشرق الاوسط.

من جهته، رأى مسؤول برلماني روسي ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يجب ان يصدر عفوا عن بوت كما فعل فلاديمير بوتين في العام 2000 يعفوه عن الاميركي ادموند بوب الذي حكم عليه بالسجن عشرين عاما في رةسيا بتهمة التجسس.

وقال رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية الكسي بوشكوف في تصريحات نقلتها وكالة ايتار تاس ان "الكرة الآن في ملعب الاميركيين".

واضاف ان "بوتين اصدر عفوا عن الجاسوس الاميركي ادموند بوب لتحسين العلاقات والآن سيكون لدينا امكانية ان نرى كيف ستتحرك ادارة اوباما في وضع مماثل".

من جهة اخرى نقلت وسائل الاعلام الروسية في موسكو عن زوجة بوت ومحاميه ان الحكم الذي صدر عليه "انتصار" وانه لم يخسر شيئا.

وقالت أللا بوت في لقطات بثتها الشبكة العامة بيرفي كانال اليوم الجمعة "انه انتصار"، معتبرة ان "العقوبة الدنيا التي فرضت عليه تدل على ضعف حجج النيابة".

وكان الادعاء طالب بالحكم على بوت بالسجن مدى الحياة لكن القاضية شيرا شيندلين قالت ان 25 عاما "تكفي" نظرا الى "الظروف الاستثنائية" للقضية.

وقالت أللا بوت "لا ادلة على انه كان يعمل في منظمة ارهابية" لكنها اعترفت بانه باع في الماضي اسلحة "لاكثر الانظمة وحشية وعنفا في العالم".

من جهته، قال محاميه البرت دايان لوكالة الانباء انترفاكس انه "بالنسبة لفيكتور بوت لم ينته الامر بل بدأ كل شىء الآن. لدينا حجج قوية ونثق بان الحقيقة ستنتصر".

ولم يستبعد امكانية ترحيل موكله الى روسيا. وقال لوكالة ريا نوفوستي ان "هذا الاجراء لا يطبق في الولايات المتحدة لكن اعتقد ان كل شىء ممكن".

وذكر مصدر في قوات الامن الروسية ان موسكو يمكن ان تطلب استرداد بوت من الولايات المتحدة. وقال لوكالة انترفاكس "نظريا هذا الامر ممكن ويمكن دراسته".