طلائع المراقبين في سوريا في ظل تواصل خروقات وقف اطلاق النار ومقتل 45 الإثنين
Read this story in Englishبدأ فريق المراقبين الدوليين الاثنين مهمته في سوريا للتحقق من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الخميس الماضي ويشهد سلسلة خروقات يومية تثير قلقا لدى المجتمع الدولي.
ولم تعرف تفاصيل عن تحركات الوفد اليوم، باستثناء انه غادر الفندق الذي يقيم فيه في دمشق منذ الصباح الباكر.
وكان المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان اوضح ان البعثة الصغيرة التي تضم ستة مراقبين ووصلت مساء الاحد الى سوريا هي برئاسة الضابط المغربي الكولونيل احمد حميش.
واوضح احمد فوزي الاثنين ان مهمة المراقبين "ستبدأ بفتح مقر رئيسي لهم صباح اليوم، والاتصال بالحكومة السورية وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان بشكل كامل دور المراقبين الدوليين".
ونص قرار صدر السبت عن مجلس الامن الدولي على ارسال بعثة من ثلاثين مراقبا الى سوريا للاشراف على وقف اطلاق النار الهش.
ويفترض ان يكون هؤلاء مقدمة لاكثر من 250 مراقبا يتم ارسالهم لاحقا، الا ان ذلك سيحتاج لاسابيع عدة والى قرار جديد في مجلس الامن.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون النظام السوري الاثنين الى توخي "اقصى قدر من ضبط النفس"، غداة تعبيره عن "قلقه الشديد" ازاء الوضع على الارض في سوريا.
وقال بان في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل "على السلطات السورية ابداء اكبر قدر من ضبط النفس"، مضيفا "على قوى المعارضة ان تتعاون ايضا بشكل كامل" حتى يمكن تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا كوفي انان.
ويشهد وقف اطلاق النار خروقات عدة، ابرزها استئناف القصف من جانب قوات النظام على احياء حمص القديمة منذ السبت، واطلاق النار على تظاهرات، واستمرار عمليات الدهم والاعتقالات، ما اسفر عن مقتل 59 شخصا حتى اليوم، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
كما تم خلال الايام الماضية اعتقال عشرات الناشطين والعثور على جثامين عدد من الاشخاص قضوا تحت التعذيب.
وبلغ عدد قتلى الخروقات الاثنين 45 إذ أفادت لجان التنسيق المحلية عن أنه "ارتفع عدد شهداء سوريا حتى اللحظة إلى خمسة و اربعين بينهم العديد من الأطفال و النساء".
وأضحت أن "ثلاثة و عشرين شهيدا في ادلب,تسعه شهداء في حماه,ستة شهداء في حمص,ثلاثة شهداء في درعا,شهيدان في القامشلي و شهيد في كل من حلب و دوما بريف دمشق".
بدوره أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنه "قتل ثلاثة اشخاص في قصف على حيي الخالدية وجورة الشياح في حمص (وسط). كما قتل مواطن في القصير في ريف حمص جراء سقوط قذيفة هاون على منزله".
وقتل ثلاثة مدنيين في اطلاق رصاص على سيارة كانت تقلهم من القوات النظامية السورية في مدينة حماة (وسط).
وتسببت اشتباكات بين قوات نظامية ومجموعات منشقة في مدينة ادلب (شمال غرب) بمقتل اربعة اشخاص.
وقتل شاب في السادسة عشرة في اطلاق رصاص في حقل زراعي في بلدة خطاب في ادلب التي شهدت حملة اعتقالات الاثنين.
في درعا (جنوب)، قتل مواطن برصاص القوات النظامية في مدينة انخل.
كما وقعت اشتباكات اليوم ايضا في عربين في ريف دمشق.
واسفرت اعمال العنف في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار 2011 عن مقتل 11117 شخصا، هم 7972 مدنيا و3145 عسكريا بينهم حوالى 600 منشق، بحسب المرصد السوري.
وابدى حقوقيون قلقهم ازاء اعتقال السلطات السورية عددا كبيرا من الناشطين السلميين في سوريا خلال الايام الاخيرة.
ودان مدير المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية انور البني على صفحته في موقع "فيسبوك" الالكتروني استمرار اعتقال 42 شخصا كانوا اوقفوا خلال اعتصامهم امام مجلس الشعب السوري في وسط العاصمة السورية الخميس للمطالبة "بوقف القتل".
ودان المركز "وحشية قوات الأمن تجاه المعتصمين السلميين"، مطالبا "بوقف القتل والاعتقال والارهاب واطلاق سراح المعتقلين جميعا".
وجاء في بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين ان "جهاز ادارة المخابرات العامة (امن الدولة) السوري اعتقل مساء السبت الصحافية ماري عيسى وزوجها الطبيب جوزيف نخلة من منزلهما في جرمانا في ريف دمشق (...) بسبب نشاطهما السلمي لدعم الحراك الثوري في سوريا".
وطالب "بالافراج الفوري وغير المشروط عنهما"، معتبرا "اعتقالهما انتهاكا واضحا لمبادرة" انان.
كما اعتقل جهاز امني في مطار دمشق الدولي لاعب كرة السلة سامح سرور في نهاية الاسبوع، بحسب ما افاد بيان ل"رابطة الرياضيين الاحرار". ووصل اللاعب من حلب (شمال).
وتقضي خطة انان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات العسكرية من المدن وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث والسماح بالتظاهر السلمي.
وخرجت الاثنين تظاهرات تطالب باسقاط النظام في الركايا وكفرروما في محافظة ادلب، وبلدة الطيانة في دير الزور (شرق) وابين في ريف حلب الغربي تعالت فيها هتافات "ساقط ساقط يا بشار".
وخرجت تظاهرات ايضا في كل من بلدتي الكتيبة والمليحة الغربية في محافظة درعا، واخرى في بلدة الهبيط في ادلب "تنديدا بالتخاذل العالمي ونصرة لحمص والمناطق المستهدفة". كما سجلت تظاهرة في بلدة اللطامنة في حماة (وسط) هتف فيها المشاركون "يا الله ما النا غيرك يا الله".
وفي دوما في ريف دمشق، تحول تشييع طفل قتل برصاص عشوائي بينما كان في منزله، الى تظاهرة حاشدة تهتف باسقاط النظام مع حمل +اعلام الثورة+.
في اسطنبول، اعلن ممثلون عن مجموعة عشائر سورية معارضة للنظام السوري عن انشاء مجلس عشائر يمثل "اكثر من 40% من عشائر سوريا"، بحسب ما افاد المجلس الوطني السوري المعارض.
وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني بسمة قضماني ان المجلس الجديد يمثل عشائر تنضوي تحت لواء المجلس الوطني واخرى من خارجه.
في الدوحة، اعلن مصدر رسمي ان اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالازمة السورية ستعقد مساء الثلاثاء اجتماعا تبحث فيه في التطورات في سوريا، وليس الاربعاء كما سبق ان اعلنت الجامعة العربية.
في جنيف، تحدثت لجنة التحقيق حول سوريا التي انشأها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة عن انتهاكات لحقوق الانسان ارتكبها معارضون خلال مواجهاتهم مع الجيش السوري. ونددت اللجنة بمواصلة القوات الحكومية السورية قصفها لمناطق سكنية، بحسب بيان نشر الاثنين.
واشارت اللجنة الى حصول "عمليات تصفية لجنود اسروا اثناء مواجهات مسلحة". واعربت في الوقت نفسه عن الامل في صمود وقف اطلاق النار وان "يسهم وقف اعمال العنف في خلق اجواء تؤدي الى السلام والحوار الوطني".