البشير يهدد بالاطاحة بالسلطة الحاكمة في جوبا: إنها حشرة
Read this story in Englishهدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير الاربعاء بالاطاحة بحكومة جنوب السودان، فيما تتزايد الجهود الدولية لمنع نشوب حرب شاملة بين البلدين بعد ان استولى جنوب السودان على منطقة هجليج النفطية.
وقال الرئيس السوداني في كلمة القاها امام تجمع شبابي للمؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم "من الان فصاعدا شعارنا هو تحرير المواطن الجنوبي من الحركة الشعبية وهذه مسؤوليتنا امام اخواننا في جنوب السودان".
وذهب البشير الى حد وصف الحركة الشعبية لتحرير السودان ب"الحشرة". وقال "لا يمكن ان نقول لها الحركة بل نقول لها الحشرة وهدفنا القضاء على هذه الحشرة نهائيا".
واضاف البشير في لهجة تصعيدية "هناك خياران اما ان ننتهي في جوبا او ينتهون في الخرطوم، وحدود السودان القديمة لا تسعنا نحن الاثنين".
وشدد البشير على ان الجيش السوداني سينتصر في المعركة التي تدور مع جنوب السودان في حقل هجليج الذي ينتج اغلب انتاج السودان من النفط. وقال "خلال ساعات قليلة ستسمعون اخبارا طيبة من اخوانكم في هجليج".
واضاف "هجليج ليست (المعركة) النهائية، النهائية ستكون في جوبا" عاصمة جنوب السودان.
وجاء كلام البشير امام نحو ثلاثة الاف شاب من حزب المؤتمر الوطني، وهم ينشدون اغاني جهادية.
ورغم تهديدات البشير الا ان مسؤولا في وزارة الخارجية قال ان السودان تتبع النهجين العسكري والدبلوماسي لاخراج جيش جنوب السودان من منطقة هجليج.
واعلن رئيس خلية الازمة في الوزارة عمر دهب في مؤتمر صحافي في الخرطوم "سنضع حدا لهذا الاحتلال بكل الوسائل الممكنة".
واعلن دهب ان "عمليات عسكرية تجري"، مضيفا ان السلطات تاخذ "في الاعتبار في الوقت نفسه الجهود الدبلوماسية والمساعي الحميدة المتعلقة بانهاء الاحتلال".
من جانبها دعت جوبا الى اجراء محادثات مع السودان لمنع تصاعد النزاع على الحدود بين البلدين بعد ان هدد الرئيس السوداني عمر البشير بالاطاحة بالسلطة في جوبا.
وصرح بارنابا ماريال بنجامين وزير الاعلام في جنوب السودان "لا يمكن ان نحل هذه المسالة الا من خلال محادثات مع الاتحاد الافريقي".
واضاف "لم ندخل جمهورية السودان، وليست لدينا اية خطط لتغيير النظام في السودان .. وليست لدينا اية خطط لغزو السودان".
وقال بنجامين "اعتقدنا اننا نستطيع ان نحل هذه المسالة سلميا فقط على طاولة المحادثات، ولكن السودان يستخدم هجليج قاعدة لشن هجمات على الجنوب".
واضاف "هم الذي يريدون ان يفرضوا التغيير على جنوب السودان - لقد اعلنونا دولة عدوة".
وكان الجيش السوداني اعلن الجمعة شن هجوم مضاد لاستعادة منطقة هجليج التي كان جيش الجنوب سيطر عليها قبل اكثر من اسبوع.
واكد الجيش السبت ان قواته باتت على بعد بضعة كيلومترات من مدينة هجليج، ولم يعد ينشر معلومات ملموسة حول الوضع الميداني منذ ذلك الوقت.
وهي المواجهات الاعنف بين الجارين منذ ان اعلن جنوب السودان استقلاله في تموز/يوليو 2011 في اعقاب استفتاء نص عليه اتفاق السلام الذي وضع حدا لحرب اهلية ادت الى مقتل مليوني شخص بين 1983 و2005.
من ناحية اخرى اكدت وزارة الخارجية السودانية ان صورا اظهرت ان متمردين من منطقة دارفور يقاتلون الى جنوب قوات جنوب السودان في منطقة هجليج.
واستند مسؤول في الوزارة على صور نقلها الاعلام الدولي تظهر مسلحين من حركة العدالة والمساواة "يقاتلون الى جانب جيش جنبو السودان".
الا ان المتحدث باسم الحركة جبريل ادام بلال صرح لفرانس برس انه شاهد الصور وقال انها تظهر اشخاصا يرتدون الزي التقليدي للشعب السوداني ولا يوجد ما يشير إلى أنهم من الحركة.
واكد ان الحركة "لا تقاتل الى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان مطلقا".
واعربت الولايات المتحدة الاربعاء عن قلقها بشان التهديدات، ودعت الى وقف فوري للقتال.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر للصحافيين عند سؤاله عن تصريحات البشير "نظرا لتصاعد العنف في الاسابيع القليلة الماضية، ونظرا للتصريحات التي تطلق، فنحن قلقون للغاية".
وجدد دعوات بلاده الى جنوب السودان بالانسحاب من هجليج.
وجاءت تصريحات البشير في نفس الوقت الذي يزور فيه المبعوث الاميركي الخاص برنستون ليمان الخرطوم لتهدئة التوترات.
وقال تونر ان ليمان التقى مسؤولين سودانيين في الخرطوم، بعد ان التقى جنوب السودان والتقى رئيسها سلفا كير.
وانتقدت اطراف دولية من بينها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي احتلال هجليج كما نددت بالغارات الجوية التي تشنها الخرطوم على جارها الجنوبي.
والثلاثاء ناقش مجلس الامن الدولي امكانية فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان.
الا ان دهب قال "ان معاقبة الطرفين الضحية والجلاد امر خاطئ".
كما جدد الاتحاد الافريقي دعوته لقوات الطرفين بمغادرة منطقة هجليج.
وتعد منطقة هجليج منطقة تابعة للسودان بحسب الاعتراف الدولي، الا ان جنوب السودان تطعن في ذلك.