صالحي: حكـومة بلا "١٤ آذار" ليسـت من لـون واحـد
Read this story in Englishاكّد وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي انه في ظلّ الانقسام اللبناني والنقض السعودي للاتفاق مع سوريا على المحكمة الدولية والقرار الاتهامي، "المتهم كان أولاً سوريا، ثم أصبح "حزب الله"، والآن وصلنا إلى إيران".
واعرب صالحي لصحيفة "الاخبار" عن قلقه من عدم معرفة الى اين ستذهب هذه الاتهامات"، مشيراً الى انه "سبق وصرّحت في سوريا، وحتى قبل، أننا مع أي اتفاق يتوصل إليه اللبنانيون، ليس لدينا أي موقف خاص أو أجندة خاصة بالنسبة إلى هذا الموضوع، من دون أي مجاملة".
وفي حال صدور قرار دولي يتبنى قراراً ظنياً يتهم شخصيات إيرانية بالمشاركة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، ردّ صالحي بأنه "أصلاً، نحن لا نعير المحكمة الدولية من أولها إلى آخرها أي اعتبار. في الرياضيات، على سبيل المثال، إن كنت تبحث عن معادلة ما، فإنك ترميها على أنها غير صالحة للاستخدام ما إن يظهر لك أنها غير قابلة للتطبيق، ولو على حالة واحدة فقط، حتى لو صدقت في ٩٩ في المئة من الحالات. في حال المحكمة، مرّة هناك شهود الزور ومرّة هناك سوريا ومرّة هناك "حزب الله" وطلع كله أكذوبة. كم مرة يجب أن يكذبوا حتى نصل إلى اقتناع بعدم صلاحيتها".
واكّد صالحي ان ايران لا تخشى ابداً من حدوث اقتتال سني – شيعي في لبنان، "من يدخل في أمور كهذه يجب أن يكون منزوع العقل، مجنون".
وشدّد على ان "ايران مع اللبنانيين بأطيافهم المختلفة إذا وصلوا إلى أي اتفاق توافقي"، مذكّراً بأن "الشيخ سعد الحريري كان في إيران قبل نحو شهرين أو ثلاثة واستقبلناه استقبالاً حافلاً".
واعتبر صالحي انه "ليس في لبنان لون واحد، ولا يمكن للبنان ان يكون لوناً واحداً، مجرد أن يخرج أحد من الطيف يتحول إلى لون واحد".
واوضح ان "هناك المقاومة وميقاتي وجنبلاط وميشال عون، هل تعدّ هؤلاء لوناً واحداً"، جازماً ان "هذه الحكومة ليست من لون واحد. فقط ١٤ آذار خرج منها ونحن نتمنى أن يدخل هذا التحالف في تأليف الحكومة".
وتساءل صالحي، "إن كانت لدينا مصالح خاصة وأجندة خاصة في لبنان فهل كنا قد استقبلنا الشيخ سعد الحريري؟ لماذا ندعوه إلى زيارة إيران حيث دخل في مفاوضات طويلة وعميقة مع الرئيس أحمدي نجاد؟"
وعن علاقة ايران بـ"حزب الله"، اكّد ان ايران "أقرب من الناحية العقائدية إلى "حزب الله". هذا شيء معروف، ونحن لا ننكره. لكن هذا لا يعني في السياسة أننا مثلاً نريد طيفاً واحداً مثل "حزب الله" ليحكم لبنان. هذا لا نريده ولا نقبل به لأننا نعرف أن لبنان بتكوينه ليس كذلك. أنا عشت في لبنان وأعرف لبنان، وفيه كل شخص يكون لوناً بحدّ ذاته".
ولم يعلق صالحي على رفض الحكومة اللبنانية قيام ايران بتزوديها بالكهرباء والسلاح واصلاح البنى التحتية، ويعتقد ان"الوضع يحتاج إلى المزيد من الصبر وسعة الصدر. سيصلون إلى الحقيقة يوماً ما".
متسائلاً عن "الأمور التي تحدث في المنطقة، هل تعبّر عن حقيقة مواقفنا أم عن حقيقة مواقف الآخرين؟ الزمن كفيل بحل الأمور، وإن الله مع الصابرين".
وعن قيام ايران ببناء تحالف إقليمي يمتد من طهران إلى غزة، مروراً ببغداد وأنقرة ودمشق وبيروت، والسعي لأن تنضم إليه السعودية ومصر، اوضح ان ايران لا تسعى إلى تحالفات سياسية على هذا النحوأ لكنها تسعى إلى تحالفات اقتصادية تجارية.
واشار الى محاولة ايران أن يكون هناك تحالف اقتصادي تجاري بيننا وبين العراق وتركيا وسوريا ولبنان، موضحاً انه "ليس في إطار تحالف سياسي ضد أي تحالف آخر في العالم، ليس لدينا جدول أعمال كهذا، يكفينا أن إيران بلد كبير يقطنه نحو ٧٥ مليون نسمة، واستراتيجيته السياسية معلومة".
وذكر انه "بحسب الدستور الإيراني وحسب تعاليم الإسلام نحن يجب أن نعاضد المظلوم ضد الظالم. إن كان المظلوم في فلسطين، فنحن معه، وإن كان في أبعد مكان في آسيا فنحن أيضاً معه. هذا من أصول السياسة الخارجية في إيران".