جنبلاط التقى وفدا من حزب الله:على الشيخ سعد وأد الفتنة وتأكيد ثوابت لا مستحيلات
Read this story in Englishرأى رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" أن "أفضل طريقة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية هي في تشكيل الحكومة العتيدة وأفضل طريقة للخروج بما يسمى بالمستحيلات هي في تشكيل الحكومة".
وقال جنبلاط بعد استقباله وفدا رفيعا من حزب الله في دارته بكليمنصو عصر الإثنين :"إني أستغرب ان توضع المستحيلات، في حين أن مزارع شبعا لا تزال محتلة، وكذلك تلال كفرشوبا وقرية الغجر اللبنانية، وما يسمى بالمجتمع الدولي لا يعيدها الى لبنان".
وأضاف:"إن سعد الحريري هو ابن رفيق الحريري الذي وضع ووضعنا معه الثوابت الوطنية الكبرى لتحديد العدو والصديق والعلاقة المميزة مع سوريا وضرورة تحصين لبنان وعدم تحييده".
وإذ ذكر أن "الشيخ رفيق الحريري هو الذي ارسى اتفاق نيسان عام 1996 لان هناك ثوابت ولا مستحيلات".
وإذ رفض التعليق "على مجمل ما قالوه بالأمس" تابع:"لكن على الشيخ سعد أن يؤكد الثوابت، فنحن في أوجه الازمات اخترنا وأد الفتنة، وتمت المصالحة في الجبل مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير توازيها المصالحة مع الاخوان والرفاق في "حزب الله" بعدما قمنا بالنقد الذاتي في 11 ايار عام 2008".
وتمنى جنبلاط "لو خرج بالامس صوت شجاع" كما قال:"فقط بعض التفاصيل للتذكير بما قيل عن المستحيلات، فلا مستحيلات بل هناك ثوابت، فلنعد الى الثوابت والحوار".
وكان قد لفت جنبلاط أنه "إذا كان البعض قد أخذ علينا خيارنا تقديم أولوية السلم الأهلي والاستقرار الداخلي على أي أمر آخر لحماية لبنان ومنع انزلاقه نحو الفتنة، فهو خيار نابع من قناعة مارسناها خلال اصعب سنوات الانقسام الماضية وترسخ لدينا أكثر بعد قيامنا بمراجعة نقدية لكل مواقفنا السياسية منذ بداية الانقسام وصولا الى قراري الحكومة في أيار 2008 والاحداث التي عاشتها البلاد بعدها".
وجدد جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي تطلعه "إلى الوقت الذي نرى فيه كل القيادات السياسية تقدم على مثل هذه المراجعة لنتقدم جميعا نحو مناخ من الثقة ونعالج في ظله كل مشاكلنا بدل الاستمرار في سياسة التعبئة والتحريض تحت عناوين مختلفة وتنظيم المعارك التي لا أفق لها".
وأوضح أنه "إذا كان ثمة خوف أحاط بنا، فهو الخوف من الفتنة ونحن نقر بذلك، ومن يخاف من الفتنة وعمل على وأدها، إنما يتحلى بالمسؤولية والشجاعة الكاملتين ويؤكد انحيازه الى مصلحة اللبنانيين وأمنهم وإستقرارهم".
إلا أنه أسف على "من لا يقيم إعتبارا لذلك ويستمر في توتير الاجواء وإطلاق المواقف التي تشحن النفوس وتفتح الأبواب أمام الفتنة التي لا مصلحة لأحد فيها سوى إسرائيل".
وعن موضوع السلاح فأشار إلى أن "لا أحد يوافق على إستخدامه في الداخل لأنه خيار مدمر للوحدة الوطنية ولكل الانجازات التي تحققت في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف" مستدركا:"لكن الحديث عن السلاح في مواجهة إٍسرائيل يجب أن يأخذ بعدا آخر واضحا".
وذكر أن "الجهات الخارجية التي تدعي الحرص على قيام الدولة هي التي تدعم دولة الاحتلال لتكريس إحتلالها ولا تضغط عليها لتطبيق القرار 1701 بل تحمي كل ممارساتها العدوانية وانتهاكاتها اليومية له".
وتابع في السياق عينه قائلا:" القولى الدولية تمنع إدانتها في مجلس الامن كما تمنع في الوقت ذاته وصول السلاح النوعي للجيش اللبناني" سائلاً:"هل نترك لبنان مكشوفا ضعيفا ونستمر في التحريض الذي يكرس الانقسام وتعمل إسرائيل على إستغلاله؟".
وإذ جدد "التأكيد على رفض إستخدام السلاح في الداخل" شدد على "ضرورة إمتلاك كل عناصر القوة لمواجهة إٍسرائيل والاسراع في تفعيل هيئة الحوار الوطني للوصول الى استراتيجية دفاعية تؤمن حماية لبنان وتعمل على استيعاب سلاح المقاومة في المؤسسة العسكرية في الظروف الملائمة".
وأردف:"إننا نرى ضرورة عودة الجميع الى العقلانية والحوار والتواصل للبحث في سبل تحصين السلم الاهلي وحمايته ومعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة بدل التلهي في الخطابات التي لا تؤدي سوى الى التوتير الطائفي والمذهبي".
وتوجه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي أخيرا "بالتحية الى أهالي الجبل الذين عبروا من خلال عدم مشاركتهم في إحتفال 13 آذار، عن تفهمهم التام للخيارات السياسية التي إتخذناها والتي تصب في حماية السلم الأهلي والاستقرار الداخلي".
كذلك شكرهم على "تمسكهم بالمصالحة التاريخية في الجبل مع البطريرك صفير وبمصالحة أيار 2008، وكلاهما يكرسان وحدة الجبل والعيش المشترك فيه بكل تلاوينه وتنوعه".