الحريري: تحملت ما لا يحتمل في صدري لكن لن أسمح لأحد بإلغائي سياسيا

Read this story in English
  • W460
  • W460

أكد رئيس حكومة تصرييف الأعمال سعد الحريري أن قوى 14 آذار ليس لديها مع أي شخص، مؤكدا أن "المشكلة هي مشكلة لبنان مع الاستقواء بالسلاح، وفي استخدام هذا السلاح في الضفط على الحياة السياسية".

وعليه، رأى أن مشروع الدولة هو الوحيد الذي يمكن ان يظلل جميع اللبنانيين بالتساوي فيما بينهم بدون تفرقة أو تمييز.

وذكر الحريري خلال استقباله مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار على رأس وفد من علماء الدين والمشايخ ومدرسات التربية الاسلامية في مقر إقامته في فندق "الكواليتي إن" في طرابلس أنه قام بما يمليه عليه ضميريه وواجبه الوطني لحل الازمة السياسية القائمة.

وأضاف:"فزرت سوريا وايران، والتقيت بكل القيادات السياسية دون استثناء ولم اترك شيئا الا وفعلته في سبيل هذا الهدف، حتى وصل الامر ببعضكم الى التساؤل عن جدوى التنازلات التى أقدمها والى أين سأصل بذلك".

ولفت الحريري الى أنه "بالفعل كنت ادرك انني أخسر سياسيا وشعبيا وتحملت ما لا يحتمل وآخذت الامور بصدري، الى أن وصل الامر الى حد محاولة الغائي سياسيا".

وقال:"فأنا لن أسمح لاحد انأيلغيني سياسيا".

وأوضح أن "محاولة عقد مؤتمر للمصالحة والمسامحة بين مختلف الاطراف اللبنانية برعاية سعودية لم يكن يتعلق بالمحكمة، بل باستيعاب تداعيات القرار الاتهامي".

وشرح أن "الملك عبدالله بن العزيز والقيادة السعودية يعرفون أنه لا يمكن الغاء المحكمة الا من خلال قرار لمجلس الامن، وأن المحكمة ستستمر في عملها"، مؤكدا أن "المتضررين عطلوا هذا المؤتمر لانهم لا يريدون للبنانيين أن يتصالحوا فيما بينهم، إنطلاقا من مبدأ فرق تسد".

وأردف:"لقد كان بإمكاني أن أبقى في السلطة وأتخلى عن حلفائي كما كان يطمح البعض، ولكني لا أتخلى عن الاوفياء الذين وقفوا الى جانبي ولا عن كرامة وسيادة واستقلال لبنان".

وخلص مشددا على أن "هذا الموضوع بالنسبة له غير قابل للتفاوض".

وكان الحريري قد لفت خلال استقباله فاعليات ومخاتير من منطقة الكورة، وفاعليات من منطقة باب التبانة، بضور النواب سمير الجسر وقاسم عبد العزيز ،محمد كبارة وبدر ونوس والنائب السابق مصطفى علوش، ثم المجالس البلدية في طرابلس والميناء والقلمون والبداوي، الى أن "البعض اعتقد أنه من خلال اسقاط الحكومة والضغط بقوة السلاح على بعض القوى السياسية لتبديل موازين القوى لصالحه، باستطاعته تهميشنا او الغاءنا سياسيا فانه واهم كل الوهم".

وعليه، رأى أن أي استقواء بالسلاح لن يفيد في تخويف او ترهيب الناس كما تاكد الجميع من خلال الحشد الشعبي الواسع الذي شهده وسط بيروت يوم الاحد الماضي".

وأكّد الحريري في كلمة ألقاها أن "طرحنا قيام مشروع الدولة وان تكون الدولة هي المسؤولة عن السلاح وقرار السلم والحرب والحفاظ على أمن المواطنين واستقرارهم، ليس طرحا مستحيلا كما يصوره البعض وليس شعارا نتغنى به"، مشيرا الى أن طرحهم هو "خطة سنعمل ما في وسعنا لتحقيقها لمصلحة الوطن ومستقبل كل اللبنانيين."

وأوضح أن "الكل يعرف التضحيات التي قدمناها خلال السنوات الست الماضية في سبيل الحفاظ على الوحدة الوطنية والنهوض بالوطن نحو الافضل، وقد كنت صادقا وامينا في مفاوضاتي مع الاطراف الاخرين من اجل الوصول الى هدف تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والحقيقية بين كل اللبنانيين في مؤتمر المصالحة والمسامحة الذي كنا نعمل على انعقاده برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في الرياض".

وقال:"ليس منطقيا أن تنتهي الحرب الاهلية منذ عشرين سنة وما يزال بعض الاطراف السياسية ومن يمثلونهم متخاصمين ويقاطعون بعضهم بعضا في اكثر من منطقة لبنانية".

وذكر الحريري أنه "نحن لم نكن نفاوض من موقع ضعيف كما يعتقد البعض، بل كنا نفاوض من موقع قوة التأييد الشعبي الذي منحنا ثقته في الانتخابات النيابية الاخيرة لحل الازمة السياسية القائمة في البلد وليس لاي هدف آخر".

هذا وعاهد الحريري في الختام بإستكمال "مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مسيرة تطوير وتحديث الدولة والمجتمع وتنمية المواطن، مسيرة العبور الى الدولة والنظام الديموقراطي الصحيح".

ووضع الحريري زيارته الى طرابلس في "باكورة تحركات ستشمل الشمال وكل المناطق اللبنانية"، شاكراً اهل طرابلس واهل الشمال.

وكان أكد امس الثلاثاء ان "قوى 14 آذار لديها خطة عمل تتحرك على أساسها، ترتكز على الثوابت الأساسية التي أعلنا عنها".

واشار الى أن ثوابت قوى الرابع عشر من آذار ستتبلور تباعا على الأرض، لافتا الى أنهم كقوى 14 آذار سيبذلون كل الجهد المطلوب لوضعها موضع التنفيذ, وذلك خلال استقباله في بيت الوسط وفودا من عائلات بيروتية من مختلف مناطق العاصمة، أن التنفيذ "سيكون من خلال الأطر الدستورية والديمقراطية، ومن خلال التواصل المباشر مع المواطنين اللبنانيين في كل المناطق".

ورأى في كلمته أن "السلاح المنتشر في المدن والأزقة والزواريب بلا حسيب أو رقيب، أصبح المشكلة الحقيقية للبنانيين ويهدد أمنهم واستقرارهم في كل لحظة"، معتبرا أن السلاح يضع النظام السياسي اللبناني تحت وطأة الترهيب المستمر.

وأردف:"نحن لن نتهاون في المطالبة بوضع هذا السلاح تحت أمرة الدولة والجيش اللبناني، مهما كثرت الصعوبات والتحديات".

الى ذلك، تطرق الحريري في كلمته الى موضوع المحكمة الدولية مشددا على أنها مستمرة بعملها بالرغم من كل محاولات استهدافها بشتى الوسائل.

وأكد أن "أحدا لا يستطيع أن يوقف عملها ويمنعها من ملاحقة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء مسيرة السيادة والاستقلال."

التعليقات 0