خيمينيث تؤكّد ان لا ضربة اسرائيلية: ميقاتي يرغب في التأليف سريعاً وتمثيل كل القوى
Read this story in Englishنقلت وزيرة خارجية اسبانيا ترينيداد خيمينيث عن رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي "رغبته وتمنياته في تأليف الحكومة في غضون أيام معدودة، على أن تشمل أكبر عدد من الفئات السياسية وهذا التنوع سيكون له انعكاساته المباشرة على الاستقرار"، في مؤتمر صحفي عقدته ليل امس الاربعء في قصر بسترس اثر لقائها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
واستنكر ميقاتي خلال اللقاء "حادث الاعتداء الاسرائيلي على دورية اسبانية عند بوابة فاطمة الحدودية"، متمنياً على اسبانيا دعم لبنان في ترسيم حدود البحرية.
واوضحت في المؤتمر ان بلادها "راهنت وتراهن على السلام في المنطقة، وأنها تشارك بما يفوق الـ1000 جندي في قوة "اليونيفيل" التي يقودها الجنرال البرتو أسارتا، وهذه المشاركة تدل على ارادتنا في احلال السلام في هذه المنطقة بشكل عام وحيال لبنان بشكل خاص".
واشارت خيمينيث الى ان ميقاتي "مع التزام الحكومة التي يشكلها بالمواثيق التي تعهدتها الدولة اللبنانية".
يذكر ان خيمينيث وصلت الى بيروت عصرا في طائرة خاصة على رأس وفد ديبلوماسي واعلامي، واستهلت لقاءاتها برئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي نوه "بالدور الذي تقوم به لوحدة الاسبانية ضمن القوة الدولية العاملة في الجنوب والجهود التي يبذلها قائد هذه القوة الجنرال ألبرتو أسارتا من خلال التعاون مع الجيش اللبناني لأجل مواصلة السهر على تطبيق مندرجات القرار 1701".
وشدد سليمان على "ضرورة تحقيق العدالة في الشرق الأوسط التي هي شرط من شروط السلام والاستقرار والازدهار".
كما دعا المجتمع الدولي الى "الضغط على إسرائيل كي توقف خروقاتها ضد لبنان وتلتزم موجباتها الدولية وخصوصاً العملية السلمية في الشرق الأوسط على قاعدة المبادرة العربية ومرجعية مدريد للسلام بكل مندرجاتها".
واكّد سليمان أن "تعثر مسار برشلونة واجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط يعود الى تعنّت اسرائيل وممارساتها التعسفية المتمادية".
ولفت الى أن الوضع اللبناني "يشهد استقراراً اقتصادياً وأمنياً، وأن المشاورات قائمة بهدف تشكيل حكومة جديدة وفقاً للأصول الدستورية والديموقراطية وبما يحفظ روح التوافق ومصالح اللبنانيين".
وأطلعت خيمينث سليمان على أنها "لمست من قادة الدول التي زارتها رغبة في تحقيق السلام، وأن هناك فرصة أكثر من أي وقت مضى اليوم لينخرط الجميع في المفاوضات"، موضحة أن "هناك حاجة الى رؤية استراتيجية للسلام".
ورأت خيمينيث أن "إطلاق اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط لا يزال يصطدم بتوقف الحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين وكذلك بين العرب والاسرائيليين".
وذكرت انه "يجب اغتنام فرصة التغييرات التي تحصل في المنطقة للدخول في شكل جديد من الحوار بين الدول الأوروبية والدول المتوسطية على قدر أكبر من المساواة".
كما اجتمعت خيمينيث مع وزير الخارجية علي الشامي، لتنتقل اليوم الى الجنوب لتفقد الكتيبة الاسبانية، وعقدت اجتماع عمل مغلقا ضم مجموعة من الدبلوماسيين اللبنانيين وطرح فيه الشامي مسائل تتعلق بضرورة مساعدة قوات "اليونيفيل" لترسيم الحدود البحرية وتطرق الى ما أنجزه لبنان في هذا المضمار.
واشار الشامي خلال اللقاء الى "الرسالتين اللتين أرسلهما الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون"، واستعرض الخروقات الإسرائيلية ضد لبنان والتي تضاعفت منذ حرب تموز 2006 ولغاية اليوم من 4 خروقات الى 8 يوميا".
كما شدّد الشامي على "احتلال إسرائيل لمزارع شبعا ولقرية الغجر".
وركّزت خيمينيث كلامها مع الشامي حول "أهمية تفعيل عملية السلام وان إسبانيا هي أكثر إلحاحا على عملية السلام اليوم أكثر من أي وقت آخر".
واكّد الشامي بأن "الوفدين تناولا الثوابت اللبنانية في شأن قضايا عدة وطلب لبنان المساعدة في تحرير أرضه وتوفير حق العودة للاجئين الفلسطينيين علما بأن لبنان يقارب السلام من ضمن مبادرة السلام العربية".
والتقت بالرئيس فؤاد السنيورة نيابة عن رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الموجود في الشمال، وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والدور الذي تضطلع به اسبانيا ضمن إطار "اليونيفيل".
ونقلت صحيفة "السفير" عن أحد المسؤولين اللبنانيين الذين التقوا خيمينيث بأنها "لم تطرح فكرة أية مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل"، و"اكتفت بطرح فكرة السلام من باب اللجنة الرباعية التي ستعقد اجتماعها المقبل في نيسان".
واضافت ان "خيمينيث أثارت في جولتها رغبة إسبانيا في تفعيل عملية السلام بين العرب وإسرائيل وخصوصا بين سوريا وإسرائيل لا سيما بعد مرور 20 عاما على بدء مسار مدريد".
و"لم تحمل أية مبادرة محددة باستثناء إبداء نية إسبانيا تسهيل أي مسار سلام جديد في المنطقة".
يذكر ان خيمينيث ذكرت اثر وصولها الى مطار بيروت الدولي ان "اسبانيا كانت ولا تزال تدعم عملية السلام في المنطقة، ولا تتخوف من أي ضربة اسرائيلية للجنوب، فالوضع هناك مستقر".
وتطرقت خيمينيث للوضع في ليبيا، مشيرة الى ان بلادها "تؤيد فرض حظر جوي على ليبيا، ونتمنى صدور قرار عن مجلس الامن في هذا الصدد تجاوبا مع الطلب الرسمي لجامعة الدول العربية".
وأكدت ان بلادها "على اتصال بالمعارضة الليبية لاستشراف ما تقوم به".
وسألتها صحيفة "النهار" اذا كانت اسبانيا مستعدة لتزويد المعارضة السلاح، فردّت "كلا، وهي مع مغادرة معمر القذافي بلاده نهائيا، وهذا الموقف أبلغته الى دول الاتحاد الاوروبي".