الحريري في مهرجان حاشد بطرابلس: كل مشروع خارج الدولة انتهى بالفشل
Read this story in Englishاستهل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري كلمته في مهرجان شعبي حاشد تخلل زيارته الى مدينة طرابلس، متوجها بالشكر والإمتنان والتحية الى كل لبنان واللبنانيين "الذين كنا معهم في ساحة الحرية يوم الاحد الماضي، لنقول جميعا للعالم أجمع لا لوصاية السلاح على لبنان".
وقال:"أتيت الى هنا الى طرابلس الفيحاء الى عاصمة الشمال، لأقول لكم أنتم شكرا شكرا شكرا، لأنكم رفعتم رأس لبنان، رأس كل لبناني وكل لبنانية ورفعتم رأسي انا بلبنان والشمال وطرابلس، وهذا الشكر الذي أقوله من اعماق قلبي هو في 2011 شبيه بامتناني لما فعلتم بعد استشهاد الحريري في 2005"، معتبرا أن أهالي طرابلس كما جميع اللبنانيين "تحكروا من دون نداء غير نداء الوطن، ومن دون رجاء غير رجاء العدالة، وهذا دين لكم علي الى يوم الدين".
وعليه، أكد الحريري أنه على ثقة أن أهالي طرابلس والشمال لن يدعوا الاستقواء بسلاح يقرر مصير وطنهم وطمس الحقيقة، وبنقل لبنان الى محور اقليمي لا هدف له الا الاضطرابات.
وإذ أكد أن شيئا لن ينقذنا ويحمينا الا الدولة، وأنه لهذا السبب كان هدف وصاية السلاح القضاء على الدولة فكرة وواقعا، لفت الحريري الى أنه "بالأمس عمل الفريق الآخر على تعطيل الدولة، واليوم يعملون على إخضاعها عبر إلغاء العدالة لتثبيت الجريمة وسيلة للعمل السياسي"، معتبرا أنه "كلما قال الشمال كلمة حق تخرج وصاية السلاح أبواقها لتوقل لنا أنتم تصنعون الفتنة".
وأضاف:"لا، غلبة السلاح هي التي تصنع الفتنة والاستقواء بالسلاح هو الذي يصنع الفتنة، وكل كلام آخر قلب للحقائق".
كما رأى الحريري أن "نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما خيار الدولة أو وصاية السلاح"، مؤكدا أن اللبنانيين اختاروا بوضوح العبور الى الدولة ومؤسساتها والى العدالة والحقيقة والى المشاركة الحقيقية.
وأردف:"هتف اللبنانيون في يوم من الايام ما بدنا جيش بلبنان الا الجيش اللبناني، والويم نقول ما بدنا دولة بلبنان الا الدولة اللبنانية، مشيرا الى أن" إنفتاح أهالي الشمال هو سر لبنان ورسالة لبنان ونموذجه الى العالم الذي يجعل المسلمين يباركون لأنفسهم قبل المسيحيين بانتخاب البطريرك مار بشارة الراعي الذي في اسمه بشارة للبنان ورعاية لكل اللبنانيين".
وفي هذا السياق، توجه الحريري في كلمته الى الشيعة العرب مشددا على انه "عندما نتوجه الى إخوتنا في الوطن وشركائنا في المصير اللبنانيين الشيعة العرب وندعوهم الى الوقوف الى جانب الدولة، نعرف أنهم واعون الى حقيقة ما يقوله أئمتهم الكبار من أن كل طائفة حاولت مشروعا خاصا بها انتهى الى الفشل".
وأكد أن "أي محاولة لأزدواجية بين الدولة وأي دويلة اخرى باء بالخراب"، مذكرا أن "كل المشاريع الخاصة على امتداد تاريخنا لم تأت على أصحابها وعلى اللبنانينن سوى المآسي والخراب ،قبل أن تنتهي الى الفشل".
وتابع:"أنتم إخوتنا في الوطن والعروبة والمصير أبناء الطائفة الشيعية أن نتجنب هكذا مشاريع، وواثقون أنكم تعرفون أنه عندما تصبح المشاريع الخاصة مستحيلة تبقى الدولة هي الحل، وإخوتنا الشيعة يعرفون أنه لا يعقل أن يكون من يطالب بالدولة ووضع كل سلاح تحت إرادتها خائنا".
وسأل "هل يعقل أن تكون طرابلس وكل الشمال وكل من نزل الى ساحة الحرية مجرد خائن، هل يعقل أن تُتهم هذه المدينة التي دفعت ثمن وقوفها الى جانب قضية فلسطين وشكلت قاعدة الدعم الحقيقة لكل مقاومة ضد اسرائيل، هل يمكن تحويل أهلها الى خونة"، قائلا:"أنتم الذين تريدون مقاومة اسرائيل بكل الاسلحة تحت أمرة الدولة والجيش اللبناني، الذي قدم الشمال أفضل أبنائه شهداء في صفوفه منذ أن كان في لبنان جيش".
ولفت الى أن "طرابلس وكل الشمال احتضن الجيش اللبناني الذي ضرب الارهاب في قلب الشمال، قبل أن يضرب الارهاب قلب لبنان".
وأوضح الحريري أن "التخوين والاتهام والتحريض والتحامل كلام لم يعد ينطلي على أحد، ولم يعد أحد في لبنان يطيق أن يسمع أن كل من يريد لبلدنا دولة واحدة قوية هو خائن عميل".
وشرح "نحن من يعمل الى إعادة لبنان الى دوره الاصلي شرفة العالم العربي على العالم ".
الى ذلك، أشار الحريري الى "أن إنماء طرابلس وكل الشمال حق لكم علي وعلى الدولة"، متعهدا أن لا يتوقف عن مواصلة العمل من أجل إنماء المدينة، وإيجاد فرص العمل مهما كان موقعه ومنصبه".
وخلص الحريري مؤكدا أنه "من حق لبنان وطرابلس عليكم أن تساهموا الى جانب دور الدولة في التنمية بدور للبلديات أو الجتمع الاهلي والافراد للتكاتف كل الجهود لاجل طرابس والشمال".