تركيا تدخل على خط التوتر اللبناني وحديث عن قمة لبنانية ـ سورية ـ سعودية ـ قطرية
Read this story in Englishتتواصل التحضيرات في بيروت لاستقبال أربعة قادة عرب هم الملك السعودي عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.
كشفت أوساط مطلعة لصحيفة "السفير" أن القيادة التركية دخلت مباشرة على خط التوتر اللبناني الداخلي، وهي شرعت في إجراء مشاورات دولية وإقليمية، وهناك حركة موفدين أتراك في أكثر من اتجاه، خاصة باتجاه دمشق يوم الأربعاء المقبل.
وبينما سرت توقعات حول إمكان عقد قمة ثلاثية لبنانية ـ سورية ـ سعودية او قمة رباعية بمشاركة أمير قطر، أبلغت الأوساط عينها انه يجب عدم الاستعجال في إطلاق التوقعات، مشيرة إلى أن لا شيء نهائياً وحاسماً على صعيد تحديد سيناريوهات اللقاءات التي ستتم في قصر بعبدا، خصوصاً أن زيارة الملك عبد الله ستكون قصيرة ولن تتجاوز حدود الخمس ساعات.
ولفتت الأوساط الانتباه إلى ضرورة رصد نتائج زيارة الملك السعودي الى شرم الشيخ حيث سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك قبل توجهه الى دمشق ومنها الى بيروت. وأوضحت الأوساط أن الكثير يتوقف على ما سيسمعه الرئيس الأسد من الملك عبد الله بخصوص مباحثاته مع مبارك وبشأن الموقف السعودي من القرار الظني الذي تعده المحكمة الدولية.
وبناء على هذا المناخ، نصحت الأوساط بعدم التسرع في الربط بين زيارات القادة العرب الثلاثة الى لبنان ووضعها في خانة إيجاد شبكة أمان إقليمية للوضع اللبناني، مشيرة إلى أن الواقع هو أكثر تعقيداً.
هذا ونقلت صحيفة لـ"النهار" عن اوساط سياسية مطلعة تأكيدها ان الوضع التصعيدي الناشئ عن مواقف الامين العام لـ"حزل الله" السيد حسن نصرالله من المحكمة الدولية زاد اهتمام "الدول الراعية" للتسوية الداخلية منذ اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ودفع هذا الوضع الى اعلى سلم اولوياتها في ضوء المخاوف الجدية التي بات يشكلها التصعيد السياسي على الاستقرار الداخلي.
وقالت الأوساط ان بعض الزيارات لزعماء هذه الدول لبيروت هذا الاسبوع كان مبرمجاً قبل نشوب الازمة، غير ان تصاعد الازمة قلب اولوياتها في ضوء مشاورات جارية منذ ايام بين العواصم المعنية وستشهد بيروت ترجمة للكثير من آفاقها في الايام المقبلة.
وفي هذا الاطار بدأت الاستعدادات والترتيبات في قصر بعبدا لاستقبال العاهل السعودي الجمعة المقبل، وكذلك امير دولة قطر في اليوم عينه.
ولم تؤكد الاوساط المعنية في قصر بعبدا امس الأحد المعلومات التي تحدثت عن امكان قيام الرئيس السوري بشار الاسد بزيارة لبيروت في اليوم عينه بحيث تعقد قمة لبنانية – سورية – سعودية للنظر في الازمة الناشئة، وقالت ان قصر بعبدا لم يتبلغ اي شيء رسمي عن الموعد النهائي للزيارة المرتقبة للرئيس السوري لبيروت.
غير انها اكدت ان الترتيبات جارية لاستقبال العاهل السعودي الذي سيقيم رئيس الجمهورية ميشال سليمان مأدبة على شرفه ظهراً في قصر بعبدا، كما اكدت ان الرئيس سليمان سيقيم مساء اليوم نفسه مأدبة عشاء على شرف امير قطر الذي يبدأ زيارة مقررة لبيروت لثلاثة ايام ابتداء من الجمعة. ولم تجزم الاوساط المعنية بامكان حصول لقاء يجمع العاهل السعودي والامير القطري في بعبدا.
وكشف مصدر رسمي لصحيفة "اللواء" ان الرئيس سليمان، بالتنسيق مع الرئيس الحريري وسائر الاطراف المعنية في ازمة التوتر الراهنة، يعوّل على توفير كل الاجواء لان تكون زيارة القادة العرب الثلاثة: الملك عبد الله، والرئيس الاسد، والشيخ حمد تحظى بكل الاهتمام، ومحاطة بكل مظاهر الضيافة والتهدئة، حتى يصار لبحث المناخ المتشنج الناجم عن احتمالات القرار الاتهامي للمحكمة الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وأعلن مصدر وزاري لبناني أن الملك عبد الله سيكون في دمشق الخميس في 29 الجاري، ينتقل بعدها إلى لبنان ليبحث مع كبار المسؤولين في سبل تعزيز الاستقرار.
وكشف المصدر الوزاري أن ممثلين عن كافة المجموعات والتيارات والكتل سيشاركون في مأدبة غداء تقام على شرف الملك عبد الله.