جنبلاط: هل ترسم روسيا خارطة جديدة تطمئن إسرائيل وتحمي مصالحها في سوريا؟

إستنكر رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط المجزرة التي حصلت في التريمسة بريف حماة معتبرا أنها تفضح "مشروع العصابات الأسدية المتحكمة بسوريا" وسائلا هل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إسرائيل تهدف إلى طمأنتها مقابل حماية مصالح موسكو في سوريا.

وقال جنبلاط في حديثه الأسبوعي لصحيفة "الأنباء" الصادرة عن الحزب ينشر الثلاثاء "ها هو النظام السوري يضيف الى سجله الحافل بالقتل مجزرة جديدة في بلدة التريمسة التي اصطاد فيها المئات من الابرياء العزل، ونستنكرها استنكاراً شديداً وهي تمثل همجية ما بعدها همجية".

ولاحظ أنه "يبدو انه يوماً بعد يوم تتضح أكثر فأكثر معالم مشروع العصابات الأسدية المتحكمة بسوريا ودورها في التدمير المنهجي لهذا البلد ودفعه نحو المجهول والتفتيت والتقسيم".

وسأل جنبلاط "هل ان تدمير حمص وخان شيخون ومعرة النعمان وسراقب وكفرنابل وادلب والحلة وغيرها من المناطق يبدو كأنه شريط تطهير وفرز مذهبي؟".

وتابع "يحق لنا ان نتساءل ما اذا كانت روسيا تحت شعار دعم النظام السوري ورفض التدخل الخارجي ومساواة الضحية بالجلاد تخفي مصالح نفطية واقتصادية وعسكرية معينة حتى ولو كان على حساب مصلحة الشعب السوري ووحدة سوريا؟".

كما سأل "هل تصب زيارة بوتين الرعوية لإسرائيل في هذا السياق ايضاً؟ وهل تشمل إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة بدءاً من سوريا ايذاناً بإنتهاء حقبة سايكس- بيكو بما يساهم في طمأنة اسرائيل ويلحظ حماية المصالح الروسية في سوريا؟".

وأضاف أيضا "هل وراء موقف الجمهورية الاسلامية ايضاً اعتبارات تتصل بالمصالح النفطية بدءاً من البصرة وصولاً الى طرطوس وتشمل تقديم وعود مستقبلية بعقد صفقات سلاح مع روسيا ولذلك تروج لنظرية المؤامرة وتواصل تقديم الدعم دون هوادة للنظام السوري ولو على حساب السوري ووحدة سوريا؟".

وخلص جنبلاط إلى أنه "قد يكون من الافضل لروسيا وإيران الإسراع في ترحيل الطغمة الحاكمة قبل فوات الأوان وتوفير المزيد من الضحايا والحفاظ على وحدة سوريا".

وعن مهمة المبعوث المشترك إلى سوريا كوفي أنان ذكر جنبلاط أنه "سبق له ان سجل فشلاً ذريعاً في البوسنة ما ادى الى تقسيمها، وهو في بعض الحالات يوحي وكأنه بات ملحقاً بالنظام السوري".

ولم يخف انتقاده للمجتمع الدولي قائلا أن "الذريعة التافهة للقسم الاكبر من اصدقاء سوريا بالامتناع عن تسليح المعارضة خوفاً من اندلاع الحرب الاهلية يجعل من الضروري التساؤل ما اذا كانت المجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب السوري لا تماثل الحرب الاهلية ونتائجها الكارثية!".

ورأى أنه "رغم صمت المجتمع الدولي وغياب الجامعة العربية وانعدام كل اشكال الدعم للثورة، سينتصر في نهاية المطاف الوطنيون السوريون كما انتصروا في الماضي القريب ضد الاستعمار الخارجي ورفضوا التقسيم".

لبنانياً قال رئيس "التقدمي الإشتراكي" أنه "إذا كانت سياسة النأي بالنفس قد وضعت وصفاً ملتبساً للاجئين السوريين في لبنان، فإننا نرى ان الواجب الانساني والاخلاقي يحتم اقامة مخيمات لهم اسوةً بتركيا والأردن لتقديم الحد الأدنى من العون لهم في هذه المرحلة العصيبة".

ولفت إلى أن "إصدار مذكرات توقيف وجاهية بحق العسكريين المسؤولين عن مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه هو خطوة على الطريق الصحيح في إطار معالجة هذه القضية بما يحفظ حقوق اهالي الراحلين ويحمي المؤسسة العسكرية من اي محاولات لتوريطها في غير المجالات التي يفترض بها ان تخوضها وهي حفظ الاستقرار والسلم الاهلي".

من جهة أخرى حيا رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" وزارة الداخلية "لادارتها إستحقاقاً إنتخابياً فرعياً بكثير من الاعداد والتنظيم" موجها التحية لأهل الكورة "الذين خاضوا هذا الاستحقاق بروح رياضية عالية وأثبتوا أنهم كسائر اللبنانيين متمسكون بالديمقراطية".