جعجع: لا تسوية على المحكمة الدولية واتمنى الا يكون لبنان ثمن اي مواجهة مدمرة في الشرق الاوسط
Read this story in Englishرأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ان "ما انتهت اليه القمة السعودية-السورية في ما يتعلق بلبنان هو لا شيء باعتبار ان مواقف الفرقاء محددة بشكل واضح حول المحكمة الدولية وكل الأمور المتعلقة بها"، مبديا أسفه للأهمية التي أولتها وسائل الاعلام ورجال السياسة في لبنان للقمة السعودية-السورية "باعتبار ان الملف اللبناني هو شأن داخلي"، والى أنه "حان الوقت لتكون الشؤون اللبنانية ومسار السياسة الداخلية محددة فقط من قبل الفرقاء الداخليين اللبنانيين ولكن للأسف قسمٌ كبيرٌ منهم مرتبط خارج لبنان".
وأوضح جعجع في مقابلة مع قناة ال"BBC" العربية أنّ هدف القمة الثلاثية التي حصلت في لبنان هو تثبيت الاستقرار في البلد جراء النفوذ التي تملكه سوريا على الفرقاء الذين بإمكانهم تخريب الوضع على الأرض. كذلك أبدى جعجع انزعاجه من "طرح الرئيس السوري بشار الأسد تأجيل القرار الظني للمحكمة الدولية وكلّ ما قام به الملك السعودي أنه أبلغه ان كان هذا الأمر يأتي ضمن سياق المحكمة والقوانين فلمَ لا ولكن تبيّن لاحقاً ان التأجيل لا يأتي ضمن السياق الطبيعي للأمور لذلك لم يحصل اي شيء على هذا الصعيد".
وعما يتداوله البعض عن قرار ظني فيما لو صدر سيُفجر الوضع في لبنان، فسّر جعجع ان "هذه قراءة خاطئة باعتبار ان القرار الظني يُواجه بمنطق القرار الظني"، سائلاً "ما علاقة ما سيصدر في القرار الظني بالمواطنين في شوارع بيروت؟ فلماذا سيُفجر الأوضاع في لبنان؟"، مشدداً على ان مواجهة القرار الظني تكون عبر تقديم مجموعة قرائن وأدلة ووقائع تضحد قرائن وأدلة ووقائع هذا القرار.
كذلك قرأ افتراض بعض القوى بأن صدور القرار الظني سيؤدي الى فتنة، بأنّه يعني "ان هذه القوى تُهدد كل الآخرين انه في حال صدور أي قرار ظني حتى ولو كان سيُدين اسرائيل بتفجير الأوضاع في لبنان، وهذا كلام غير مسؤول وغير مقبول".
ونفى أن يكون المسعى السعودي للتهدئة يرتكز على تسوية تشمل القرار الظني، "المملكة العربية السعودية لم تتدخل يوماً من الايام في تفاصيل او قرارات يتخذها اللبنانيون، فكل أطياف قوى 14 آذار اتخذت قرارها بكل ما له علاقة بالمحكمة الدولية وقراراتنا واضحة ومعلنة امام كلّ الناس وتحركاتنا تحصل من هذا المنطلق لذا تدخُل المملكة غير وارد".
وعن موقف رئيس الحكومة سعد الحريري وهو شبه الاعتذار من سوريا واعتبار شهود الزور قد ضللوا التحقيق، أشار جعجع "ان هذا الموقف لرئيس الحكومة هو اعلامي ولا تبعات عمليّة او قانونية له"، مشيراً الى انه " يُعمل من أجل الاستقرار كهدف بحدّ ذاته دون ربطه بالقرار الظني او بالمحكمة الدولية"، مؤكّدا أن "لا سيناريوهات مطروحة في الداخل".
وعليه، وصف جعجع القضية بأنها "ليست فقط قضية القرار الظني بل هي التخلُص من المحكمة الدولية كلاً بكلّ"، داعيا الجميع يعدم "التكلم عن اي شهادات زور قبل صدور القرار الظني بل كما قال بلمار شهادات مشكوك بصدقيتها".
واتهم وزراء 8 آذار الذين ربطوا وجودهم بالحكومة بطرح قضية شهود الزور على التصويت بأنهم "يختلقون مشكلة من لا شيء، واذا ما قرروا الانسحاب من الحكومة فهذا قرارهم، وسنتعاطى مع هذا القرار على اساس انه عمل سياسي وليس قانوني".
وعمّا اذا كانت زيارة المبعوث الأميركي للشرق الأدنى جيفري فيلتمان الى لبنان تأتي نتيجة مخاوف اثارتها زيارة الرئيس الايراني، أجاب جعجع "طبعاً هناك مخاوف من ناحية ادخال لبنان في صلب المواجهة الكبيرة القائمة في المنطقة بين ايران وحلفائها من جهة والغرب والعرب المعتدلين وحلفائهم من جهة أخرى".
وختم جعجع متمنياً " ألا يكون لبنان في اي مواجهة مقبلة ثمن وأرض هذه المواجهة خصوصاً وان المواجهات التي ستحصل، لا سمح الله، في الشرق الأوسط ستكون مدمّرة".