ميقاتي اعدّ صيغة من 24 وزيراً في "الاجتماع الخماسي"... والاكثرية الجديدة تعرقله

Read this story in English W460

كثّف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اتصالاته مع أطراف الأكثرية الجديدة التي التقى بممثليها أمس سعياً الى إنجاز عملية التأليف بالتوافق والتراضي، بعدما قرر تمديد مهلة التشاور لأيام إضافية، واستبعاد خيار تشكيلة الامر الواقع حالياً.

وعقد امس "الاجتماع الخماسي" بين الرئيس ميقاتي والوزيرين غازي العريضي وجبران باسيل، والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين الخليل.

حيث اكّدت مصادر الرئيس المكلف وأطراف الاكثرية لصحيفة "السفير" ان "المناخ الذي ساد النقاش كان إيجابياً وان تقدماً أحرز في التعامل مع العقد القائمة، ولكن من دون ان يعني ذلك الوصول الى نتائج نهائية"، مشيرة الى "انه ستكون له تتمة، وهناك مقترحات وافكار جديدة طرحت للبحث، والرد عليها سيتم قريباً جداً."

وعلمت الصحيفة ان "موقف قوى الاكثرية الجديدة، خصوصاً "حزب الله"، من موضوع تمثيل المعارضة السنية السابقة أعيد تأكيده أمس مع التشديد على ان لا مشاركة للحزب في الحكومة من دون تمثيل هذه المعارضة التي "لها حضورها الفاعل وقاعدتها الشعبية في مختلف المناطق".

واكدت المصادر ان لا مشكلة لدى ميقاتي مع فيصل عمر كرامي، لكنه ملتزم اخلاقياً تجاه حليفه النائب احمد كرامي الذي وقف معه وتعرّض لحملات، لذلك عندما طُرح عليه توزير فيصل كرامي اقترح ميقاتي ان يُسمي الرئيس عمر كرامي أي شخصية اخرى من سنّة المعارضة، ويفضّل أن يكون من عكار لتمثيل المنطقة في الحكومة.

وأشارت الى ان ميقاتي مستعدّ للانفتاح على أي مقترحات، لكن ليس على حساب دوره كرئيس مكلف في تشكيل الحكومة.

وعن عقدة وزارة "الداخلية"، ذكرت الاوساط ان "الجهد ما زال متواصلاً لحلحلتها، والامور ليست مقفلة على هذا الصعيد، معتبرة ان كلام العماد ميشال عون الايجابي حول شخص الوزير زياد بارود وعدم ممانعته في توزيره هو موقف إيجابي في جوهره، ويمكن البناء عليه وتطويره، ولو ان عون ما زال يرفض إعطاءه حقيبة الداخلية".

وتوقعت الاوساط ان تتبلور الصورة النهائية للحكومة خلال هذا الاسبوع.

واضافت ان صيغة حكومة الامر الواقع ليست واردة، وان إشارة الرئيس ميقاتي اليها خلال التفاوض هي إشارة عابرة، ولا تعكس قراراً لديه باعتماد هذا الخيار، لان صيغة الامر الواقع غير قابلة للصرف سياسياً.

من جهة اخرى، اكّدت مصادر الاكثرية الجديدة لصحيفة "النهار" ان اللقاء الذي انعقد امس بين الوفد الرباعي والرئيس ميقاتي ينطوي على دلالات ورسائل معينة تتصل بعملية التأليف والسجال الدائر حولها.

واشارت الى ان "الوفد يمثل عمليا معظم قوى الاكثرية الجديدة، لذا فهو يريد ان يقول لمن يعنيه الامر "ان المتن السياسي للاكثرية متماسك ويحمل توجهاً سياسياً موحداً".

واوضحت ان "وجود ممثل لجنبلاط في الوفد عقب اللقاء الذي جرى بينه وبين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يراد منه ايضاً ايصال رسالة واضحة".

واكّدت المصادر للصحيفة انه "ثمة تعديل اساسي من الافرقاء الاربعة على اللقاء ومقاصده المعلنة والمضمرة، فهو يستهدف اولاً واخيراً دفع عملية التأليف وتشجيع الرئيس المكلف على المضي قدماً في استيلاد حكومة عادية لان "خيار حكومة الامر الواقع خيار غير سليم".

وعلمت "النهار" ان الرئيس ميقاتي، الذي كان حدد لنفسه امس الثلاثاء موعداً لعرض تشكيلته الحكومية على الرئيس سليمان، أعد صيغة من 24 وزيراً كانت موزعة على النحو الآتي:

السنة: ميقاتي، محمد الصفدي، وليد الداعوق، علاء الدين ترو وسني خامس قيد البحث غير فيصل كرامي الذي يصر "حزب الله" على توزيره.

موارنة: جبران باسيل، زياد بارود، شكيب قرطباوي، ناظم الخوري، سليم كرم أو ميشال كلاسي.

شيعة: ياسين جابر، محمد خليفة، محمود بري، محمد فنيش، حسين الحاج حسن أو طراد حمادة.

ارثوذكس: فايز غصن، نقولا نحاس، مروان ابو فاضل.

دروز: غازي العريضي ووائل ابو فاعور.

كاثوليك: نقولا فتوش، أرليت جريصاتي او موريس صحناوي.

أرمني وآخر للاقليات.

واضافت الصحيفة ان "هذه التشكيلة لم تبصر النور بعد مسارعة مكونات الاكثرية الجديدة الى ميقاتي لثنيه عن الاقدام على هذه الخطوة، الامر الذي اعتبره المراقبون بمثابة تغيير في التعامل مع رئيس الوزراء المكلف وانهاء لدوره الذي قام على أساس ان يحل محل الرئيس سعد الحريري، مما يفتح الباب أمام وصول الوزير الصفدي الى موقع التكليف لاحقا".

ولفت المراقبون الى ان "اوساط الاكثرية الجديدة حاولت استخدام زيارة الحريري لقطر لترويج احتمال عودته رئيس وزراء مكلفاً وذلك لممارسة مزيد من الضغوط على ميقاتي، على رغم ان الحريري اكد سابقا ان زيارة قطر هي خارج موضوع الحكومة تماماً".

التعليقات 0